الجزائر- نسيمة ورقلي
حذر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي محمد ديكو من أي تدخل خارجي في مالي قائلاً أن أي محاولة للتدخل في أزمة مالي ستكون نهايتها فاشلة، داعياً إلى ترك حرية الاختيار للشعب المالي، والذهاب بجدية نحو مصالحة حقيقية.
وقال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي محمد ديكو خلال الملتقى الدولي
للتضامن مع الشعب المالي والذي تم تنظيمه الأحد في العاصمة الجزائر بمشاركة 123 ممثلاً عن منظمات المجتمع المدني لدول الساحل، إن انهيار نظام معمر القذافي قد ساهم في انتشار الأسلحة وسط الجماعات الإرهابية الناشطة في دول الساحل، والتي يتزايد خطرها في اتجاه دول عدة، كما دعا دول الساحل إلى إيجاد حلول لمشاكلها مع الإرهاب والجريمة قبل أن تفرض عليها الحلول من أطراف خارجية، ورأى ديكو أن حل الأزمة في مالي لن يكون بمجرد تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 28 تموز/يوليو المقبل.
وأشاد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي محمد ديكو بدور الجزائر ووقوفها مع الشعب المالي في أزمته، معتبرا أن تنظيم هذا الملتقى الدولي تعبير عن وقفة التضامن التي تبديها الجزائر، في وقت يشهد فيه دول منطقة الساحل تطورات كبيرة، وقال ديكو إن مالي لا يمكنها الاستغناء عن الجزائر، والجزائر لا يمكنها الاستغناء عن مالي.
وكشف ديكو تنظيم منتدى عالمياً يجمع كل زعماء العالم يتطرق إلى مسألة الإسلام، بغرض توضيح أن هذه الديانة لا تعتبر تهديداً للبشرية وإنما هي رحمة للبشرية، موجهاً نداء لمنظمة المؤتمر الإسلامي وقادة دول العالم من أجل توضيح الوجه الحقيقي للإسلام وعدم ربطه بالإرهاب.
وأشاد رئيس الصليب الأحمر النيجيري بموقف الجزائر من أزمة مالي، معلناً برنامج مساعدة لتدارك الأزمة المالية المقدم من طرف النيجر الذي رافع من أجل عودة السلم والاستقرار في مالي، سيما وأنه تم بناء آلاف مخيم للاجئين الماليين في المناطق الحدودية.
وأكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري على هامش افتتاح أعمال الندوة ضرورة فتح أبواب الحوار والمصالحة الوطنية ين أطياف النزاع في مالي، داعياً مالي إلى الاستفادة من تجربة المصالحة الوطنية في الجزائر التي حصدت ثمارها وانتهاج المنهج نفسه في المصالحة الوطنية.
وستعكف هذه الندوة التي تنظمها الشبكة الجزائرية لأصدقاء الشعب المالي على دراسة مواضيع عدة متعلقة بالحوار والمصالحة الوطنية في مالي ودور المجتمع المدني في استتباب السلم في هذا البلد، كما سيتناول هذا اللقاء موضوع المواطنة والتضامن بين شعوب المنطقة بالإضافة إلى مسألة اللاجئين والأزمة الإنسانية في الساحل.