الجزائر ـ خالد علواش
شدد رئيس "حركة مجتمع السلم" و زعيم "الإخوان" في الجزائر الدكتور عبد الرزاق مقري على ضرورة إيلاء الانتخابات الرئاسية المقبلة الأهمية التي تميّزها باعتبارها "رهانًا وطنيًا" و"محطة مهمة نحو التغيير المنشود" مؤكدًا أن تضييعها سيعود سلبًا على الجزائر خلال المرحلة المقبلة خاصة "وأن العالم من حولنا يعيش تغيرات جذرية"، هذا و أكد مقري أن الحركة تؤمن بالحوار مع الجميع و أنها باشرت مشاوراتها السياسية بشأن مشروع تعديل الدستور و الانتخابات الرئاسية المقبلة وشدد مقري في حديث إلى "العرب اليوم"، الأحد، عقب انتهاء أشغال الدورة الاستثنائية الأولى لـ"مجلس الشورى" بعد المؤتمر الذي نصبه رئيسًا للحركة خلفًا لأبو جرة سلطاني، أن "مجتمع السلم" خرج نهائيا من السلطة واختار أن يكون "حزبًا معارضًا" قائلا "إن "حمس" ستكون حركة معارضة قوية وواضحة ومعتدلة تؤسس مواقفها على مصلحة البلاد للخروج من النظام المغلق نحو جزائر ديمقراطية تحقق العدالة والحريات، مضيفا أن الحركة ضد العنف والخروج إلى الشارع لكن في المقابل تعمل على التغيير بالطرق الحضارية والسلمية والعقلانية واعتبر مقري أن تحقيق التغيير بالطرق السلمية يمرّ عبر تجسيد آليات كتشكيل رأي عام قوي، وأحزاب مؤثرة وقوية ومعتدلة ومجتمع مدني وصحافة قوية تعمل جميعها في اتجاه موّحد على إجبار النظام الجزائري على التغيير السلمي والهادئ، مشيرا في هذا السياق أن السلطة تريد تمرير تعديل الدستور بشكل "انفرادي" يخدم مصالح الأشخاص لا مصالح الوطن، داعيا الشعب للتفطن مؤكدا أن "المحطات المقبلة من تعديل الدستور والرئاسات المقبلة" هي رهان الشعب الجزائري لتحقيق التغيير ويرى مقري أن العودة للمعارضة على نهج مؤسس الحركة الشيخ محفوظ نحناح سيعيد لـ"حمس قوتها، مؤكدا أن الأحزاب القوية هي التي تعرف "متى تتجدد" ويكون باستطاعتها تحقيق هذا التجدد، مضيفا أن الحركة قدّمت مؤخرا اعتذارها من أخطاء مرحلة دخولها في صف السلطة هذا تطرق رئيس "حركة مجتمع السلم "في حديثه إلى "العرب اليوم" عن رؤية الحركة لموعد رئاسات 2014 مؤكدا أن تقديم مرشح عن حمس لا يمكن الحديث عنه حاليا، مضيفا "إن مؤسسات الحركة هي الموكلة لحسم هذا الموضوع، ولم يستبعد مقري تقديم مرشح توافقي من خلال المشاورات التي باشرتها الحركة إذا رأت فيه مؤهلات رئيس كلّ الجزائريين"، مؤكدًا أن الانتخابات الرئاسية هي رهان وطني وليس حزبيّ في سياق آخر، استنكر زعيم "الإخوان" في الجزائر نقل الرئيس بوتفليقة للعلاج في مستشفى فرنسي ثم نقله إلى مركز "المعطوبين" بالأنفاليد التي تضم كبار ضباط فرنسا الذين شاركوا في تقتيل الجزائريين إبان الثورة التحريرية المجيدة، مؤكدا أن غياب هياكل صحية موثوقة بالجزائر بعد 50 سنة من الاستقلال و14 سنة من حكم بوتفليقة دليل كاف على فشل التنمية التي تتغنى السلطة بتحقيقها في السنوات الأخيرةوانتقد مقري التصريحات الإعلامية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في حديثه على صحة الرئيس بوتفليقة مشيرا إلى أن قضة مرض الرئيس هي قضية جزائرية لا يحق لأحد التدخل فيها، موجها أصابع الاتهام للحكومة الجزائرية التي غيّبت الشفافية في ملف حساس يهم الرأي العام الجزائري واصفا ما يحدث بالمهزلة وكأن ملف مرض الرئيس أصبح "شأنا فرنسيا" نستقي معلوماته من تصريحات مسؤوليه وما تصدره مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة -يقول مقري-.