تونس - أزهار الجربوعي
أعلن زعيم تيار أنصار الشريعة السلفي الجهادي التونسي، سيف الله بن حسين، المعروف بـ"أبو عياض"، الحرب على وزارة الداخلية ورجال الأمن التونسي الذين وصفهم بالطواغيت، قائلاً في رسالة نشرتها الصفحة الرسمية لأنصار الشريعة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "اعلموا أنكم اليوم صِرْتُم ترتكبون من الحماقات ما ينذر بأنكم تستعجلون المعركة"، ودعا أبو عياض أنصاره إلى الصمود والمواجهة حتى ولو "استأصلوهم عن بكرة أبيهم
مقابل أن لا يخدش التوحيد ولا تضيع أمانة الدين"، على حد قوله.
جاء ذلك رداً على قرار وزارة الداخلية التونسية القاضي بمنع إقامة الخيم الدعوية السلفية دون الحصول على تراخيص مسبقة بـ 72 ساعة على الأقل، في حين أعلن وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو، الاثنين، أنه سيتم خلال الأسبوعين المقبلين تنقيح قانون الإرهاب، الموروث عن نظام الرئيس المخلوع بن علي، تمهيداً لإعادة العمل به في قضايا الإرهاب.
وتوجه زعيم تيار أنصار الشريعة السلفي التونسي، أبو عياض المطلوب للعدالة بتهمة التحريض على العنف في أحداث الاعتداء على السفارة الأميركية العام الماضي، برسالة مكتوبة إلى أنصاره يدعوهم فيها إلى المواجهة وعدم التراجع، قائلاً "إن الذي تمرون به إنما هو امتحان وابتلاء به يُعرف الصادق من الكاذب والثابت على الحق من المدعي لذلك، ناصحاً إياهم "بعدم التراجع والتفريط في المكتسبات التي حققناها وأن كل مجرد تفكير في التراجع إنما هو عنوان للهزيمة".
وتابع أبو عياض "عاهدوا الله على التضحية حتى ولو استؤصِلنا عن بكرة أبينا مقابل أن لا يخدش التوحيد ولا تضيع أمانة الدين .. أثبتوا للعدو وللصديق أنكم لن تتنازلوا عن دينكم ومنهجكم والله معكم ولن يتركم أعمالكم".
وخاطب زعيم التيار السلفي الجهادي في تونس أبو عياض وزارة الداخلية وقوات الأمن التونسي بالقول "إلى أولئك الطواغيت المتسربلين بسربال الإسلام، والإسلام منهم براء .. اعلموا أنكم اليوم صرتم ترتكبون من الحماقات ما ينذر بأنكم تستعجلون المعركة .. وإني أقول لكم إنكم والله لا تحاربون شباباً وإنما تحاربون ديناً منصوراً بنصر الله ولا يمكن لأيّة قوة في الأرض مهما بلغت أن تلحق به الهزيمة".
واعتبر القيادي السلفي التونسي أن الشباب الإسلامي الذي أظهر من البطولات في أفغانستان والشيشان والبوسنة والعراق والصومال والشام لن يتوانى أبداً في التضحية من أجل دينه في أرض القيروان(تونس).
وحذر أبو عياض الحكومة التونسية مما وصفه بـ "التمادي في الحماقات"، داعياً إياها إلى تحكيم العقل والتخلي عن دعم أميركا والغرب والجزائر وتركيا وقطر التي لن تفيدها في شيء "إذا ما قعقعت السيوف وأريشت السهام وضرب النصال بالنصال "فوالله إن أرواحنا أرخص من أن نحرص عليها إذا ما حورب ديننا وضُيّق على دعوتنا"، على حد تعبيره.
وجاء هذا الخطاب العنيف والشرس الذي وجهه زعيم تيار أنصار الشريعة السلفي في تونس، ردا على قرار وزارة الداخلية التونسية القاضي بالتصدي إلى الدعوات السلفية الجهادية وفرض تراخيص مسبقة قيل أقامة أي نشاط دعوي في البلاد، وقد تسبب منع قوات الأمني التونسي لخيام دعوية في إحدى ضواحي العاصمة بمواجهات عنيفة بين عناصر الأمن والشرطة وأفراد تابعين للتيار السلفي الجهادي.
وقالت الداخلية التونسية إن مجموعات دينية متشدّدة في منطقة سيدي حسين والمنيهلة بمحاولة نصب خيام دعوية في أماكن عمومية دون الحصول على تراخيص قانونية من السلط المعنيّة، ورغم التنبيه عليهم بضرورة الحصول على تراخيص قانونية مسبقة أو القيام بهذه الأنشطة داخل الجوامع إلا أنهم رفضوا الانصياع إلى التحذيرات الأمنية حيث تجمّع قرابة 300 شخص في سيدي حسين تعمّدوا الاعتداء على الوحدات الأمنيّة بالحجارة وقوارير المولوتوف لتتدخّل إثر ذلك الوحدات الأمنيّة باستعمال القوّة وإيقاف ثلاثة أشخاص، وفي السياق ذاته تدخّلت الوحدات الأمنيّة باستعمال الغاز في المنيهلة لتفريق المتجمعين الذين بلغ عددهم قرابة 200 شخص.