الخرطوم ـ جمال إمام
أعرب مجلس السيادة في السودان، السبت، عن أمله في أن تحدث مبادرة الأمم المتحدة اختراقا باتجاه حل الأزمة السياسية في البلاد. وعبر المجلس، عن ترحيبه بمبادرة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة، لإطلاق حوار بين المكونات السودانية للخروج من الأزمة. وأكدت قوى الحرية والتغيير في السودان، تعاطيها بشكل إيجابي مع أي جهد دولي يساعد في تحقيق غايات الشعب وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية. وحثت الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، السبت، في بيان مشترك، أطراف العملية السياسية في السودان باغتنام فرصة الوساطة الأممية لحل الأزمة التي تشهدها البلاد.
وجاء في البيان: "نحث جميع الأطراف السياسية السودانية على اغتنام فرصة الوساطة الأممية للانتقال بالبلاد إلى الديمقراطية". كما رحبت الجامعة العربية، السبت، بإطلاق الأمم المتحدة رسميا عملية سياسية بين الأطراف السودانية لحل الأزمة الراهنة بالبلاد. ودعت جامعة الدول العربية، في بيان، الأطراف السودانية إلى تسهيل عملية سياسية ومعالجة الصعوبات التي تواجه الفترة الانتقالية، مرحبة بالإعلان الأممي والعمل مع الأطراف. وأكد البيان حرص الجامعة العربية على الحفاظ على المكتسبات التي تحققت للشعب السوداني على مدار العامين الماضيين، وأهمية معالجة جميع أسباب عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
وأعلن استعداد وعزم الجامعة العربية التعاون الكامل مع الأمم المتحدة للمساعدة في التوصل إلى توافقات يمكن أن تسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوداني نحو الاستقرار والسلام والتنمية والديمقراطية. وكانت قد أعلنت الأمم المتحدة، مؤخرا، عن إطلاق عملية سياسية لأجل حل الأزمة الحالية في السودان، من خلال تنظيم ورعاية حوار شامل بين كافة الأطراف والمكونات في البلاد، في حين يواصل الشارع احتجاجات حاشدة لأجل المطالبة بـ"حكم مدني". وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في اتصال مع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بتحقيق فوري وشغاف في عمليات مواجهة المحتجين التي أدت إلى مقتل 60 شخصا، منذ انطلاق الاحتجاجات السلمية الرافضة لإجراءات الخامس والعشرين من تشرين الاول/ أكتوبر.
وقال بيان صادر عن فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، أنه يعكف على إجراء مشاورات مع الشركاء السودانيين والدوليين تهدف إلى دعم أصحاب المصلحة السودانيين للاتفاق. وأوضح أن الهدف من الخطوة هو الخروج من الأزمة السياسية الحالية والاتفاق على مسار مستدام للمضي قدما نحو الديمقراطية والسلام. ووفقا للبيان، فقد واجهت المرحلة الانتقالية انتكاسات كبيرة أثرت بعمق على البلاد منذ إجراءات الجيش التي أخرجت احتجاجات إلى الشارع، فازداد الوضع توترا بالبلاد. وشهدت معظم أحياء الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري ومدن أخرى تجمعات للدعوة إلى مسيرات جديدة مرتقبة يوم الأحد، بدعوة من لجان المقاومة وعدد من التنظيمات السياسية من بينها تجمع المهنيين.
واستخدمت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، الخميس، لتفريق متظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد؛ كما وردت تقارير عن استخدام الرصاص الحي في أم درمان والخرطوم؛ وقيل إن عدة مستشفيات تعرضت للاقتحام تعقبا لمحتجين مصابين. وتأزم الموقف أكثر بعد استقالة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، الأحد، في ظل انسداد في الأفق السياسي وخلافات كبيرة بين الشقين المدني والعسكري. وأعلن مجلس السيادة عن سعيه لتعيين رئيس وزراء جديد لتشكيل حكومة "مهام محددة"؛ لكن الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي شددت على أنها لن تعترف بأي رئيس وزراء يتم تعيينه دون توافق سياسي.
قد يهمك أيضاً :
سقوط قتلى خلال "مظاهرات مليونية" في السودان رفضاً للحكم العسكري والاتفاق السياسي
"الأمة القومي" يُسلم البرهان رؤيته لحل أزمة السودان ودعوات للتظاهر رفضاً للاتفاق السياسي