الرباط - المغرب اليوم
عزلة المغاربة بالبيوت الحضرية قد لا تساوي الكثير أمام ما يقاسيه سكان جبال الأطلس في هذه اللحظات العصيبة التي فرضت فيها السلطات حجرا صحيا إجباريا، وحالة طوارئ، من أجل محاصرة تفشي وباء كورونا بالمغرب.وتعاني مناطق الأطلس بتنوعها من عزلة كبيرة خلال الأيام الحالية، خصوصا بعد منع التنقل بين المدن، وهو ما أثر بالسلب على دخل كثير من الأسر التي كانت تشتغل بالحواضر الكبرى القريبة من المداشر والقرى الجبلية.
وكان أغلب شباب مناطق إيملشيل والنقوب وتازارين وغيرها من المناطق المعزولة يشتغلون في مهن حرة بمدن مكناس وبني ملال والرشيدية، لكن قرار إغلاق المحلات ووقف التنقلات جعلهم أمام أيام عصيبة، خصوصا أن العائلات تراهن على دخلهم بالدرجة الأولى.
وتعيش دواوير عدة على وقع انتظار انتهاء وباء كورونا، والعودة إلى الحياة الطبيعية، وإيجاد فرص عمل تمكنهم من تدبير الاحتياجات اليومية بشكل أكثر يسرا، مقارنة مع الوضع الحالي الذي تضطر فيه أغلب الأسر إلى الاقتراض أو الأموال المدخرة.
ويقول حسن أوشكو، وهو فاعل مدني بمنطقة إميلشيل، إن الدراسة توقفت بشكل نهائي بعديد المدارس بسبب غياب التغطية (الريزو)؛ ويتعلق الأمر بدواوير تزكات آيت الربع، وتزكات آيت واغاظ، وتاغزوت، مؤكدا أن الشباب العامل بالمدن عاد أدراجه.
ويضيف أوشكو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن فرص العمل منعدمة تماما، مسجلا بخصوص مسائل التوعية أنه باستثناء تحركات القايد والمقدم والخليفة، لا وجود لأي فعاليات رسمية تعمل على توعية الناس بمخاطر عدم الالتزام بالحجر الصحي.
ويؤكد المتحدث أن تساقط الثلوج على امتداد الأيام الماضية عقد وضعية السكان بشكل كبير، وزاد: "الشباب يشعرون بالإحباط جراء الوضع الحالي، فأغلبهم يشتغلون بشركات البناء بالمدن"، مؤكدا أن هؤلاء هم المعيل الوحيد لأسرهم، والتوقف يعني معاناة الجميع.
وأشار أوشكو إلى أن الأسر تعاني كذلك من غلاء المواد الغذائية، وكذا علف المواشي، مسجلا أن جميع الحاجيات الأساسية تصل إملشيل بثمن مرتفع، فحتى التعبئة ذات الثمن الموحد تباع بزيادة درهم واحد، وتابع: "الناس ليس باستطاعتهم مجاراة الأمر، فالأغلبية صرفوا أموالهم منذ 15 يوما الأولى من الوباء".
قد يهمك ايضا
كورونا "يحرر" 30 ألف سجين في إندونيسيا
ألمانيا تعلن عن تسجيل 149 وفاة و5453 إصابة جديدة بكورونا خلال يوم واحد