الرباط - المغرب اليوم
لا يختلف اثنان على أن المغرب لن يخرج عن القاعدة، بخصوص العودة إلى الحجر الصحي في الأيام المقبلة، خاصة وأن العديد من الدول الأوروبية لجأت إليه بعدما لم تفلح مختلف السبل في مواجهة جائحة كورونا، والتي كان من أهمها حظر التجول الليلي، ويجمع العديد من المتتبعين أن المغرب فعلا دخل منذ بداية شتنبر في تطبيق الحجر الصحي الجزئي على بعض العمالات والجهات، أهمها جهة الدارالبيضاء ـ سطات، ومع مرور الأسابيع، تنضاف مدن جديدة ل"لائحة" المدن التي تعرف إغلاق مداخلها، حيث لا يسمح بالدخول أو الخروج منها إلا من يتوفر على رخصة التنقل
إلى جانب تحديد وقت إغلاق المقاهي والمطاعم، كما أن حظر التجول الليلي هو السمة المشتركة والجديدة التي يطبقها المغرب على هاته المدن، في حين تم "حذف" إجراء تحويل الدراسة الحضورية إلى التعليم عن بعد، على عكس ما كان معمولا به في الأسابيع الأولى من الموسم الدراسي.ورغم الإجراءات المشددة السابقة، لا زال المغرب يعرف تزايدا مهولا في صفوف المصابين بفيروس كورونا، حيث يتجاوز عدد الإصابات اليومية في كثير من الأحيان 4000 حالة، الأمر الذي ينذر بدخول المغرب مرحلة جديدة في معركته ضد وباء كورونا،
خاصة وأن العديد من الدول الأوروبية أعادت الحجر الصحي بعد دخولها في موجة ثانية من الإصابات أشد فتكا وانتشارا، وصل معها عدد الإصابات اليومية إلى مستويات قياسية.ويعتقد العديد من المتتبعين، أن المغرب وعلى غرار باقي دول المعمور، لن يدخل في حجر صحي مشابه للفترة الربيعية السابقة، والذي أدخل البلاد في "شلل" اقتصادي شبه تام، حيث من المتوقع أن يتم تطبيق إجراءات الحجر الصحي بشكل جزئي بكل جهات المملكة، مع حظر تجول ليلي ينطلق مع السابعة مساء عوض التاسعة أو العاشرة المطبقة حاليا في عدد من المدن المغربية، مع الإبقاء على الدراسة الحضورية بالنسبة للمستوى الابتدائي والإعدادي والثانوي،
في حين بدأت بالفعل بعض الجامعات التأكيد على أن نمط التدريس بها سيكون عن بعد، على الأقل بالدورة الخريفية.وبخصوص الأنشطة الاقتصادية، فإن معظم الدول الأوروبية عملت على الإبقاء جزء كبير منها، باستثناء المقاهي والمطاعم والمحلات الترفيهية، خلال الحجر الصحي الحالي، عكس ما كان مطبقا في بداية شهر مارس، وهو ما يفسر ضرورة الإبقاء على المدارس مفتوحة في وجه الأطفال والمراهقين، لكون آبائهم سيكونون بالعمل، وهو التوجه المحتمل الذي سيقوم به المغرب، الذي سيكون عاجزا لا محالة إذا أوقف كافة الأنشطة التجارية والاقتصادية،
خاصة وأن الحكومة ستكون مطالبة مرة أخرى بتقديم الدعم للمتضررين في حالة تطبيق حجر صحي شامل، وهو ما تستبعده كل التوقعات. وكان الملك محمد السادس قد لمح في خطابه السامي بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب"، إلى إمكانية العودة إلى فرض الحجر الصحي الشامل إذا استمر ارتفاع عدد الإصابات بكورونا، محذرا من أن انعكاسات ذلك "ستكون قاسية على حياة المواطنين، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية". حيث قال: "إذا استمرت أعداد الإصابات بوباء كوفيد-19 في الارتفاع، فإن اللجنة العلمية المختصة بهذا الوباء قد توصي بإعادة الحجر الصحي، بل وزيادة تشديده".
قد يهمك ايضا:
مؤشرات عن قرب عودة تطبيق الحجر الصحي الشامل في المغرب