الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
الهجوم الإسرائيلي على سورية

دمشق - سليم الفار

جاءت الضربات الجوية الإسرائيلية لأهداف في سوريا، لتؤشر التطور الأخير في الصراع المتنامي بين إيران وإسرائيل الذي ينبئ بخطورة اندلاع صراع أكبر. وتسعى إيران لتثبيت أقدامها العسكرية في سوريا. في حين تسعى إسرائيل لإيقافها. لكن لا يبدو أن إيران مستعدة للتراجع. إذ تواصل تطوير إمكانياتها العسكرية، وتُظهر الكثير من الثقة في النفس. ويجتهد اللاعبان لوضع "قواعد ردع جديدة"، لكن الخطر يكمن في اتساع نطاق الصراع مع تنامي مستوى تبادل الأفعال العسكرية. وباتت هذه الدائرة المستمرة من الهجوم والرد مألوفة للغاية.

ظاهريا، جاء الهجوم الإسرائيلي ردا على انطلاق أربعة صواريخ من الأراضي السورية تجاه إسرائيل مطلع هذا الأسبوع، ونجحت دفاعات القبة الحديدية الجوية في اعتراضها. وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن إطلاق الصواريخ قد يكون ردا، بأوامر إيرانية، على استهداف إسرائيل لحلفاء إيران، سواء في العراق أو في قطاع غزة. وكان نطاق الرد الإسرائيلي واسعا. فبعض الأهداف التي ضربتها ترتبط بقوات سرايا القدس التابعة لإيران، ويقع البعض الآخر داخل المراكز العسكرية السورية. كما شمل الهجوم مقرات قيادة سورية، فضلا عن ست بطاريات صواريخ أرض-جو سورية، بحيث يضمن الطيران الإسرائيلي حرية الحركة التي يحتاجها. وذكر مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن هذا كان "ردا واسع النطاق، أوقع خسائر إيرانية". وكانت الرسالة التي وجهتها إسرائيل إلى طهران واضحة، وهي أن أي هجوم من سوريا سيُقابل برد فعل غير متساوٍ في قوته. وهذا يُعد تصعيدا عسكريا. لكن إيران بدورها ترسل رسالة أخرى. فعلى الرغم من الحملة الجوية الإسرائيلية طويلة الأمد التي صُممت بهدف تقييد الوجود الإيراني في سوريا، إلا أن طهران عازمة على استكمال مشروعها. فهي حليف مقرب لنظام الأسد في دمشق، وتعتبر الأراضي السورية جبهة لمواجهة إسرائيل، وامتدادا لروابطها مع حزب الله في لبنان. وحتى الآن، تتشابه الأحداث إلى حد كبير. لكن بعض العوامل الاستراتيجية التي تقف تحتها تتغير، ما يزيد من خطورة الصراع بين إسرائيل وإيران بشكل غير مسبوق.

والتحول الأول هو في القدرات الإيرانية. إذ يُنسب لإيران الوقوف وراء الهجمات بطائرات بدون طيار التي استهدفت منشآت نفطية سعودية في سبتمبر/أيلول الماضي، رغم دأب إيران على إنكار ذلك. وفاجأت دقة الهجمات وفعاليتها في تحقيق أهدافها حسب الكثير من المحللين. ويبدو أن إسرائيل ستواجه هجمات بالصواريخ أكثر خطرا في المستقبل بمزيج من صواريخ باليستية وصواريخ كروز، فضلا عن الجهود التي تبذلها طهران لتحسين مدى ودقة الصواريخ التي تزود حلفائها بها من أمثال حزب الله والجماعات المسلحة في غزة وكان يجري العمل في هذا البرنامج المسمى "برنامج الدقة" أو "الإحكام" منذ بعض الوقت. ويثبت نجاح الهجمات في السعودية ما يعني وضع هذا البرنامج قيد الاستخدام.

وتمكنت إيران من أن تصبح لاعبا مهما في المنطقة على الرغم من قيود العقوبات الدولية المفروضة عليها. وقد سلط الضوء على ذلك منشور صدر من البنتاغون هذا الأسبوع، هو التقرير الجديد عن القوة العسكرية الإيرانية. وفي إحدى مستويات هذا التقرير، ثمة رسائل استراتيجية من الولايات المتحدة التي وضعت تقارير منتظمة عن القوة العسكرية الروسية والصينية، تشير إلى أن القوة الإيرانية تبدو في هذا الصدد شيئا تافها بالمقارنة مع هذه القوى. بيد أن التقرير يشير إلى أن طهران قد شحذت هممها وقدراتها، وقد ركزت على ثلاث مناطق نشاط واسعة هي : الصواريخ الباليستية (وهي بديل عن القوة الجوية المعقدة، لإيصال قوة تدميرية إلى مدى طويل) والقوة البحرية لتهديد حركة الملاحة في الخليج ومضيق هرمز، والقدرات غير التقليدية المتمثلة في استخدام شركاء وحلفاء - شبكة جماعات تمتد في عموم المنطقة وتشمل لبنان والعراق واليمن وقطاع غزة.

أما التحول الثاني، فيأتي في سياق دبلوماسي أوسع في المنطقة، لا سيما مع إدراك "انسحاب" الولايات المتحدة، الذي أكده الرئيس دونالد ترامب فقط وتخلي أمريكا عن حلفائها الأكراد في سوريا. وقد قدم ذلك بيئة بات فيها كل اللاعبين الإقليميين الأساسيين، إسرائيل وتركيا وإيران، مصممين على حماية مصالحهم فيها بطرقهم الخاصة. وشكل "انسحاب" واشنطن فرصة لموسكو، فبنت على جهودها الرئيسية للحفاظ على بقاء نظام الأسد، وفوق ذلك رغبتها بلعب دورها في المنطقة على النقيض من تأثير واشنطن المتلاشي، مثبتة أن توجه روسيا الاستراتيجي ليس سهلا. فهي بوضوح لاعب دبلوماسي مهم في سوريا.

وقد حافظت بالطبع على روابط دبلوماسية قوية مع إسرائيل، كما غضت الطرف بشكل كبير عن العمليات الجوية الإسرائيلية فوق سوريا على الرغم من نشرها دفاعات جوية معقدة هناك. بيد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يكن راغبا أو قادرا على ممارسة تأثير كبير على طهران، على الرغم من الجهود المهمة المبذولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا الصدد. وقلل هذا العاملان: تحسن قدرات إيران وثقتها بنفسها، وتنامي الاعتماد على الذات لدى اللاعبين الاقليمين في المنطقة، من الخطر المتنامي للوضع الراهن. فإسرائيل وإيران عالقتان في تنافس استراتيجي يمكن أن ينفجر في أي لحظة في حرب على عدة جبهات. وبالنسبة لبعض المحللين، يبدو مسار الرحلة واضحا. فالسؤال هنا لا ينصب كثيرا على "هل سيكون هناك صراع شامل؟" بل على "متى" سيحدث مثل هذا النزاع؟

قد يهم ايضا :

اقتراب النفط من أعلى مستوى خلال شهر بسبب الضربات على سورية

خيارات سوريا في الرد على الضربات الإسرائيلية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ملاحقة مهربي وقود تشعل ليبيا و اشتباكات بين لواء…
قطر تعلن أنها لم ننسحب من الوساطة في غزة
تحالف دعم الشرعية يُعلن ان سقوط قتيلين وجريح من…
اتفاق إسرائيلي مع بوينغ الأميركية لشراء 25 طائرة حربية…
أوساط ترامب تكشف أسماء فريقه للحكم و قرارات جاهزة…

اخر الاخبار

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران
نزار بركة يُؤكد أن حزب الاستقلال يُواصل جهوده لتعزيز…
المغرب يُعزز دوره القيادي عالمياً في مكافحة الإرهاب بفضل…

فن وموسيقى

تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

أمين عام حلف الأطلسي يؤكد إن التهديدات الروسية لن…
دبابات إسرائيلية تدمر موقعاً لقوات اليونيفيل وتقتحم مقراته جنوب…
ماكرون يُجد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة المستخدمة بساحات…
نتنياهو يرفض طلب بايدن بإنهاء العملية في لبنان قبل…
خالد مشعل يؤكد أن مفاوضات وقف إطلاق النار في…