مدريد - المغرب اليوم
تشهد إسبانيا وضعا غير مسبوق بعدما اضطر المواطنون إلى البقاء في منازلهم، بينما أمرت السلطات بإغلاق الأماكن الترفيهية للحد من تفشي فيروس كورونا، في بلد متمسك بالعلاقات الاجتماعية والاحتفالات الحاشدة.وارتفع عدد الوفيات نتيجة تفشي فيروس "كورونا" إلى 288 شخصا وإجمالي عدد المصابين إلى نحو ثمانية آلاف حالة نصفهم تقريبا في إقليم مدريد، وفقا لبيانات وزارة الصحة الإسبانية.
وللحد من تفشي الفيروس، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ لمدة 15 يوما على الأقل، اعتبارا من الأحد، للقيام بإجراءات صارمة تقيد تنقلات المواطنين، باستثناء حالات الضرورة لشراء الأغذية والأدوية والعمل، والتوجه إلى المراكز الطبية أو السفر لقوة قاهرة.
لكن "كيف يمكن عزل مجتمع يضم 47 مليون شخص؟.
لقد ألغيت المسابقات الرياضية والمراسم الدينية لأسبوع. كما ألغيت المهرجانات الشهيرة مثل مهرجان (لاس فاياس) في مدينة فالنسيا شرقي إسبانيا ومهرجان إشبيلية جنوبي البلاد، وأغلق عدد لا يحصى من المنشآت والأماكن العامة والخاصة واحتجزت بلدات في الحجر الصحي.
كما أغلقت مراكز تعليمية وملاعب ومعابد ومتاحف، وتبقى الشوارع فارغة، إذ ليس مسموحا بالتنزه أو دخول الحدائق ومناطق ترفيهية أخرى في الهواء الطلق.
وفي الحياة اليومية، لوحظ عشرات الأشخاص فقط في المتاجر الكبرى سواء داخلها أو خارجها، في انتظار الدور بمسافة متر بين كل واحد منهم، وهو الحد الأدنى الموصى به لتفادي العدوى.
ومع ذلك، دائما ما يوجد "متمرد" أو شخص "تائه" لا يدرك ما يحدث وخرج للعدو أو قيادة دراجة هوائية أو صعد جبلا أو توجه إلى الشاطئ مع أسرته رغم التحذيرات.
واضطرت عناصر الأمن، الأحد، إلى إغلاق الفنادق والأماكن الترفيهية في أقاليم مثل استورياس والباسك (شمال) وإقليم كتالونيا (شمال شرق)، وإلغاء احتفالات في مدينة غرناطة جنوبي البلاد.
إسبانيا مغلقة
أكد رئيس الحكومة الإسبانية الاشتراكي بيدرو سانشيز الجمعة، أن "البطولة أيضا في غسيل الأيدي والبقاء في المنازل".
وقال أدريان الذي يعيش مع رفيقه أليخاندرو في وسط العاصمة مدريد لوكالة (إفي): "دون معرفة إذا ما كنا مصابين بفيروس كورونا أو أنفلونزا شديدة، من الواضح لنا أنه يجب أن نبقى في المنزل".
ولم يغادر الشابان منزلهما منذ الاثنين، إذ تغير الوضع في الشارع في الأيام الأخيرة مع مرور قليل من الأفراد يرتدون الكمامات.
بينما انتقد أليخاندرو أن المواطنين يعيشون حياتهم الطبيعية رغم كل المعلومات حول المخاطر.
العيش في عزلة
رغم الدعوات للهدوء، هناك حالة عزلة ذهنية في عدة أنحاء في إسبانيا مثلما قال أندريس غوميز، وهو عامل في شبكة متاجر كبرى لوكالة (إفي).
وشهدت الساعات الأخيرة في المتجر الذي يعمل فيه في مدينة كاسيريس بجنوب غرب إسبانيا "حالة من الجنون"، بسبب أشخاص يتدافعون للدخول ويهرولون لشراء ما يمكن رغم أن السلطات قد أكدت مرارا أنه لن يكون هناك نقص في الإمدادات.
بينما تشهد أسر أخرى لديها أطفال نزاعا بسبب العمل من المنزل الذي ارتفعت وتيرته في الأيام الأخيرة، مع رعاية الأطفال الذين لا يمكنهم البقاء مع الأجداد لأن كبار السن يمثلون المجموعة الأكثر عرضة للخطر من هذا الفيروس.
العيش اقتصاديا
تدير مارتا هيدالغو ثلاثة متاجر لمنتجات الموضة في مدينة باداخوز جنوب غرب إسبانيا، والتي ستغلق اعتبارا من الاثنين، وهي أم لطفل عمره عامان.
وأعربت عن أسفها قائلة: "يمكننا توجيه الرعاية لأنه لن يمكننا فتح المتاجر، لكن من الناحية الاقتصادية نشعر بخوف. لا أعلم كيف سندفع الرواتب والإيجارات والقروض دون دخل".
كما يشعر بالإحساس نفسه مواطنون من برشلونة، مثل أوريول موراليس الذي تساءل "ماذا سيحدث مع الأشخاص الذين يعملون دون عقود".
قد يهمك ايضا
إخضاع ملك إسبانيا وزوجته للفحص بسبب فيروس "كورونا" المُستجَد
إسبانيا تسجّل 1500 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" خلال يوم واحد