اليمن - المغرب اليوم
خروق الميليشيات الحوثية في الحديدة منذ بدء الهدنة الأممية القائمة بموجب اتفاق «استوكهولم» تجاوزت أكثر من 2400 قتيل وجريح منذ سريانها في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأوضح التقرير الذي بثه المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» الحكومية أن الميليشيات الحوثية ارتكبت أبشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق المدنيين، حيث تعددت وسائل الإجرام وتنوعت أساليب الخروق والانتهاكات بحق المدنيين منذ اللحظات الأولى لدخول الهدنة الأممية حيز التنفيذ وحتى اللحظة الراهنة.
وذكر التقرير العسكري أن الميليشيات «قامت باستهداف وقصف المدن والأحياء السكنية ومنازل المواطنين في الحديدة بمختلف القذائف المدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولم تقتصر جرائم الميليشيات على ذلك بل عمدت إلى الاستهداف المباشر للمواطنين وزرع حقول الألغام المنتظمة والعشوائية والعبوات الناسفة في الطرقات العامة والفرعية ومزارع المواطنين، وهو ما تسبب في سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى المدنيين في مختلف مديريات محافظة الحديدة».
ومع اكتمال عام منذ بدء الهدنة وصفها التقرير بـ«العقيمة» وقال: «زادت خلالها معاناة أبناء الحديدة ولم تستطع حمايتهم من بطش وإجرام ميليشيات الحوثي، حيث بلغت حصيلة إجمالي عدد القتلى من المدنيين منذ 217 شخصا وعدد الجرحى 2152 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال».
واستعرض التقرير التفصيلي حصيلة القتلى والجرحى من المواطنين الذين سقطوا خلال فترة الهدنة الأممية في مناطق متفرقة منها التحيتا، الجبلية، الحيمة، المتينة، حيس، الخوخة، الغويرق، المغرس، الجاح، الدريهمي، الطائف، الجريبة، الحالي، الحوك، منظر، والمسنا، مؤكدا سقوط سبعة قتلى و88 جريحاً في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة في الأسبوع الأول للهدنة من الفئات العمرية المختلفة (النساء والرجال والأطفال).
وفي مستهل العام 2019 ذكر التقرير أن الميليشيات واصلت سلسلة جرائمها الوحشية بحق المدنيين، ورفعت من وتيرة انتهاكاتها على امتداد مناطق ومديريات جنوب محافظة الحديدة وبشكل يومي. ففي شهر يناير (كانون الثاني) 2019 أوقعت الميليشيات أعدادا كبيرة من المدنيين ضحايا سقطوا جراء عمليات القصف والاستهداف وانفجار الألغام والعبوات الحوثية، حيث بلغ عدد الضحايا 25 قتيلا و224 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال. وفي شهر فبراير (شباط) 2019 بلغ عدد القتلى 23 شخصا، وعدد الجرحى 199 جريحاً. وفي شهر مارس (آذار)، وفق التقرير، سقط من المدنيين 20 شخصا وبلغ عدد الجرحى 166 جريحاً. أما في شهر أبريل (نيسان) فبلغ القتلى من المدنيين 16 شخصا، فيما بلغ عدد الجرحى 153 جريحاً. وارتفع عدد القتلى في شهر مايو (أيار) جراء انتهاكات الحوثيين وسقط على أثرها 18 قتيلا، وعدد الجرحى 179 جريحاً.
وبلغ عدد القتلى في شهر يونيو (حزيران) 17 مدنياً، فيما بلغ عدد الجرحى 190 جريحاً. وبينما رفعت الميليشيات من وتيرة انتهاكاتها ضد المدنيين في شهر يوليو (تموز) بلغ عدد القتلى 18 وعدد الجرحى 200 جريح. وفي شهر أغسطس (آب)، بلغ عدد الضحايا من المدنيين 14 شخصا، و198 جريحاً. وفي شهر سبتمبر (أيلول)، بلغ عدد القتلى 23 والجرحى 197، وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) بلغ عدد الضحايا المدنيين 21 قتيلا، و212 جريحاً. وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) ذكر التقرير العسكري أن عدد القتلى بلغ 15 وعدد الجرحى 146 جريحا.
وأشار التقرير إلى أن جرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي تتصاعد يوما بعد آخر بحق المدنيين الأبرياء في مختلف مديريات ومناطق محافظة الحديدة مستخدمة أبشع الوسائل الإجرامية، مسجلة بذلك أكبر المجازر والجرائم الإنسانية بحق المدنيين في اليمن.
وكانت مصادر يمنية مطلعة أكدت في وقت سابق أن الحوثيين يستعدون لمحاولة استعادة المناطق التي حررها الجيش اليمني بالتعاون مع تحالف دعم الشرعية، إذ يحشدون من أجل ذلك آلاف المقاتلين من مناطق مختلفة، ويجري نقلهم من كل الجبهات إلى الحديدة، في حين تعمل قياداته على الترويج لضرورة استعادة الحديدة قبل أي حل سياسي.
وازدادت وتيرة خروقات الحوثي في الحديدة بشكل كبير وتطورت في الفترة الأخيرة إلى قصف بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر، مع محاولة الزحف على طول خط إمداد القوات المشتركة، خصوصاً في حيس والتحيتا والجاح بغرض تقطيع أوصال القوات المشتركة وقطع خطوط إمدادها وإرباك حركتها.
كما يتواصل الحشد لمجاميع كبيرة تتوافد على طول جبهة الساحل استعداداً لعملية على الشريط الساحلي الغربي ومدينة الحديدة في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، ضاربين باتفاق استوكهولم عرض الحائط كما هي طبيعة تعاملهم مع كل الاتفاقيات السابقة. إلا أن القوات المشتركة، بحسب العقيد وضاح الدبيش الناطق الإعلامي باسمها في الساحل الغربي، تعرف مغزى الحوثيين وتعمل على تطوير قدراتها وتحصين قواتها لمواجهة هذا المخطط والرد على كل الخروقات ومحاولة الزحف، واستطاعت تجنيد أبناء تلك المناطق للمشاركة في الدفاع عنها ودعم جهود القوات المشتركة في استتباب الحياة فيها.
ونقل الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني قبل يومين عن مصادره استقبال مستشفيات في صنعاء والحديدة 13 قتيلاً و14 جريحاً من ميليشيات الحوثي بينهم أحد القيادات الميدانية العسكرية. وأكدت مصادر الإعلام العسكري أن تلك العناصر الحوثية قُتلت وأصيبت في اشتباكات مع جنود القوات المشتركة جنوب محافظة الحديدة، وقالت إن بين جرحى الميليشيات الموالية لإيران مسؤول زراعة الألغام في جبهة الحديدة.
واستقبلت مستشفيات صنعاء والحديدة وزبيد في الآونة الأخيرة عشرات الجثث والمصابين الحوثيين بعد محاولات مستميتة للميليشيات لتحقيق انتصارات في جبهة الساحل الغربي، وفق مصادر مطلعة أكدت صد الهجمات، ما نقل الميليشيات إلى حالة هستيرية ظهرت في قصفها العشوائي أحياء سكنية ومزارع خاصة بمواطنين، تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية، حسب مصادر عسكرية ومحلية عدة في مناطق جنوب الحديدة. وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات الحوثية حفرت أنفاقاً قصيرة وطويلة ممتدة بين المنازل المحاذية للساحل تبدأ من شارع الميناء وتنتهي في منطقة ساحة العروض قرب الدفاع الجوي وحي منظر، وتمت تغطية فتحات الأنفاق والخنادق بألواح خشبية وردمها بالتراب، ما يصعب اكتشافها. وأشارت إلى أن الميليشيات الحوثية كثّفت خلال الشهرين الماضيين إرسال تعزيزات شبه يومية إلى الحديدة لمسلحين تتراوح أعمار أغلبهم بين 16 و22 سنة إلى أطراف خطوط التماس أو أماكن تجمعهم، كما ضاعفت أعداد عناصرها في ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى.
وأفادت المصادر بأن الميليشيات الحوثية أدخلت في مديرية الزيدية الواقعة على طريق خط الشام حجة (شمال) سلاحاً ثقيلاً من دبابات وعربات «بي إم بي» وشاحنات وصواريخ كاتيوشا ومدافع مسحوبة على عربات نقل ترافقها أطقم قتالية عليها مقاتلون وسيارات تحمل صناديق سلاح وذخائر. وأكدت أن كل المؤشرات تشير إلى أن ميليشيات الحوثي تتأهب لضرب المخا وأماكن أخرى، خصوصاً أنها أعلنت أن المخا من ضمن بنك أهدافها، ودعت سكانها إلى مغادرة المدينة.
وكانت ميليشيات الحوثي أخرجت المواطنين اليمنيين القاطنين قرب حي المنظر من منازلهم قبل أكثر من 6 أشهر، وجعلت بعض المنازل والمباني العالية في الحي ثكنات عسكرية وحفريات وأنفاقا يصل طول بعضها إلى أكثر من 300 متر، وبعضها تحت المنازل.
وقد يهمك أيضا :
إسرائيل تعتزم بناء مستوطنة جديدة في قلب الخليل
قصة الرحلة الكارثية التي غيرت نيوزيلندا والطيران المدني منذ 40 عاما