الرباط _ المغرب اليوم
أكّد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أن التحوّل الرقمي الذي يطمح المغرب إلى تحقيقه، والذي أبرزت الأزمة الحالية الحاجة الماسّة إليه، لم يتحقق بعد، نظرا لوجود مجموعة من العوائق والإكراهات التي تتطلب "تضافر جهود الجميع، ونضالا على مستوى الإدارة وعلى مستوى المجتمع أيضا لتجاوزها"، على حد تعبيره. ومن بين العوائق التي عزا إليها العثماني عدم تحقق التحول الرقمي، "التخلف الموجود في المجتمع، الذي تتساكن فيه ثقافة تقليدية وثقافة حديثة، ولا يوجد بينهما توازن لكي نندمج في المجتمع المعاصر، ثقافة عامة ونترك ما هو غير صالح".
واعتبر العثماني، في مداخلة ضمن ندوة نظمها منتدى التنمية لأطر وخبراء حزب العدالة والتنمية حول موضوع "المغرب وتحدي الإقلاع الرقمي"، أن فترة جائحة كورونا أظهرت الحاجة الماسة إلى الرقمنة، منبها إلى أن التأخر في تحقيق التحول الرقمي ستكون له كلفة باهظة، مضيفا: "لقد تبين أنه عندما لا يكون هناك خيار آخر نضطر إلى سلك طريق التحول الرقمي". من جهته حذّر عبد الحكيم اليوسفي، خبير في علوم الحاسوب، من إضاعة فرصة التحول الرقمي الحالية، وقال إنها السبيل الوحيد أمام المغرب لكي تستوي عجلاته على سكة التقدم والتنمية، ويحتل مكانة متقدمة بين الدول المتقدمة.
وأشار المتحدث إلى أن جميع برامج التحول الرقمي التي وضعها المغرب لم تتطور بما فيه الكفاية، وظلت في مستوى واحد، باستثناء بعض المبادرات القليلة التي رامت رقمنة بعض الخدمات، لافتا إلى أن هذا الوضع الجامد يعد من أسباب هجرة الأدمغة من المغرب إلى الخارج، التي يضيع فيها المغرب بسبب الأموال الطائلة التي يصرفها في تكوينهم. إنجاح مشروع التحول الرقمي، حسب وجهة نظر اليوسفي، يتطلب جملة من الإجراءات، مثل تبسيط الخدمات الرقمية، ليسهل الولوج إليها من طرف جميع المواطنين، ووضع الهوية الرقمية (Identité numérique)، موضحا أن البطاقة البيومترية الحالية وإن كانت تتضمن شريحة، لكن قراءة البيانات الشخصية ليست يسيرة.
قد يهمك ايضا
مجلس الحكومة المغربي يُصادق على تعيينات في مناصب عليا