الخرطوم ـ جمال إمام
عندما اقترب يوم 31 كانون الأول/ديسمبر 2018 من نهايته كانت الخرطوم والمدن السودانية الأخرى ليست كنظيراتها في أي مكان من العالم، فقد كانت رائحة الموت تفوح في كل مكان وشهداء الثورة، التي انطلقت قبل 15 يوما من نهاية العام يتساقطون واحدا تلو الآخر.
وكانت شارات الإسعافات وأصوات طلقات الرصاص الحي وأدخنة مسيل الدموع تغطي السماء، في حين كانت المدن الأخرى تعيش احتفالات نهاية العام وسط بهجة الألعاب النارية وتشكيلات الإضاءة في البنايات والشوارع.
أيام حزينة
في ليلة 31 كانون الأول/ديسمبر 2018 خلت شوارع المدن السودانية من أي مظهر من مظاهر الفرح وامتلأت الأحياء بخيم عزاء قتلى الاحتجاجات، الذين سقطوا برصاص نظام الإخوان ذو القبضة الأمنية الدموية الشديدة آنذاك.
وشهدت الساعات الأخيرة من عام 2019 مشهدا مختلفا، فالساحات الرئيسية مثل ساحة الحرية، التي اكتسبت الاسم بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، ليست حلة زاهية من الفرح بعهد جديد كتبت سطوره ثورة امتدت لشهور طويلة دفع مهر عرسها مئات الشباب.
نظرة متفائلة
يقول إبراهيم سليمان الفكي صيدلي إن نهاية 2018 كانت مليئة بالحزن، لكن اليوم اختلف كل شيء فالتفاؤل يملأ كل الشوارع ليس احتفالا بالعام الجديد فقط بل بالاستقلال الحقيقي للسودان وسط تمنيات وآمال بأن تتطور البلد وتخرج من المآسي، التي عاشتها البلاد طوال الأعوام الثلاثين الماضية.
ويضيف الفكي بأن ثمرة التغيير سيشعر بها الجيل الجديد، الذي أصبح أكثر وعيا بما تحتاجه بلده وأكثر استعدادا للعمل من أجل البناء والتعمير.
صورة مختلفة
أما بالنسبة لـ (م. ع) وهو شاب في العشرينات فإن نهاية 2018، حملت له ذكريات سيئة وكانت الصورة مختلفة تماما عن 2019 فقد بدأ الناس يشعرون بنتائج الثورة ومن أهمها تحقيق العدالة، في إشارة للحكم الذي صدر قبل يوم من نهاية العام في حق 27 من قتلة الثوار.
ويقول الشاب إنه على الرغم من استمرار بعض المظاهر السيئة، إلا أن التغيير بات ملموسا، مشددا على ضرورة استثمار هذا التحول في إنشاء وعي اجتماعي يتماشى مع الآمال الكبيرة المعلقة على الثورة.
شعور بالأمان
ووفقا لهدى محمد صبري التي كانت تحتفل بنهاية العام مع بناتها الثلاثة في أحد شوارع منطقة العمارات، فإن الأسر السودانية باتت تشعر بالكثير من التفاؤل والأمل بعد أن شهد العام 2018 والنصف الأول من 2019 العديد من المآسي.
وتؤكد هدى صبري أن ما تراه في الشارع حاليا يعكس نوعا من الفرح الغير معهود في حياة السودانيين مما يعطي الأمل بمستقبل أفضل.
حالة تفاؤل
من جانبه، يشدد الموسيقي، مصطفى جوبا، على ضرورة استثمار حالة التفاؤل والفرح الحالية وتحويل الطاقة الإيجابية الكامنة في نفوس السودانيين إلى المزيد من الإنتاج والإبداع من أجل تحقيق الرخاء والرفاهية بعد سنوات الظلم التي عاشها الشعب السوداني في ظل النظام البائد.
قد يهمك أيضًا :
أمين "الاستقلال" يؤكد أن حكومة العثماني عاجزة عن حل مشاكل المغاربة