واشنطن - المغرب اليوم
أقام "مركز تراث مناحم بيغين" في القدس الغربية، أمس الأربعاء، مؤتمرًا تكريميًا لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تقديرًا له على الوعد الذي قطعه لحماية المشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية وإعلانه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن هذا "الاستيطان لا يتناقض مع القانون الدولي"، وحضر المؤتمر وتكلم فيه كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر موقف الإدارة الأميركية الجديد من الاستيطان "ثورة تاريخية" والسفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي صرح بأن "المرحلة التالية بالنسبة للإدارة الأميركية، بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبسيادتها على مرتفعات الجولان السورية، هي الضفة الغربية".
وقال نتنياهو إن "في مركز هذا المؤتمر، يقف شأن كبير يزعزع القديم ويأتي بجديد ويحدث تغييرًا، بل تحريرًا من المفاهيم القديمة حول الاستيطان. لقد سادت خلال عشرات السنين مفاهيم تعتبر الاستيطان غير شرعي وتتنكر للحقوق التاريخية لشعب إسرائيل في أرضه وبلاده. لقد نسف الرئيس دونالد ترمب ووزير خارجيته بومبيو والسفير فريدمان هذه المفاهيم وقالوا بصوت واضح، إن اليهود في المستوطنات هم سكان أصليون، يعيشون في وطنهم، وليسوا مستعمرين كالبلجيك في الكونغو أو كالهولنديين في سورينام".
واتصل بالمؤتمر الوزير بومبيو نفسه، الذي شكر الحضور على التكريم وشكر إسرائيل على دعمها الولايات المتحدة في اغتيال سليماني، عبر شريط فيديو.وأما فريدمان، فألقى الكلمة الرئيسية، التي قال فيها: "منذ قدومي إلى هنا حاولت إضافة بند إلى الأجندة المزدحمة جدًا، وهو العمل مع الإدارة الأميركية ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي للمساعدة في تصحيح القضايا العالقة بعد حرب الأيام الستة (سنة 1967. التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان). وهذه القضايا ثلاث، وذات أهمية كبيرة: أولاها القدس، وثانيها مرتفعات الجولان وثالثها يهودا والسامرة (وهو الاسم الإسرائيلي للضفة الغربية). فيما يتعلق بالقدس، فقد اعترف بها الرئيس (الأميركي) دونالد ترمب، كعاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، وفيما يتعلق بالجولان، اعترف الرئيس بسيادة إسرائيل عليها، وأما الضفة، فهي الأصعب والأكثر تعقيدًا من بين القضايا، بسبب تجمع الفلسطينيين الكبير فيها. ولكن الإدارة الأميركية ستطرح رؤيتها لحل هذه القضية، ضمن خطتها المعروفة باسم "صفقة القرن". فهنا يوجد توازن بين الاعتبارات الأمنية وحرية الحركة، وبين الروايات التاريخية والحقوق، ومحاولة مساعدة الاقتصاد في مواجهة اتهامات التطبيع".
ووسط تصفيق الحضور قال فريدمان إن "إعلان الوزير مايك بومبيو، بأن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد تعتبر المستوطنات مخالفة للقانون الدولي، والذي أوافق عليه بشكل كامل، هو اعتراف بأهميته التاريخية لليهود، اعتراف بالعلاقة التاريخية والدينية لليهود مع الأماكم المقدسة في الخليل وبيت إيل ومناطق أخرى". وراح فريديمان أبعد من ذلك، مكررًا الرواية التي يطلقها المستوطنون، بأن الضفة الغربية ليست فلسطينية ولا أردنية إنما منطقة يهودية محتلة. فقال: "في حرب عام 1967 استعادت إسرائيل الضفة الغربية من الأردن، الذي كان قد احتل الضفة لمدة 19 عامًا فقط. والسؤال هو من يحق له المطالبة بهذه الأرض، هل هي إسرائيل التي تعترف الأمم المتحدة بحقوق دينية وتاريخية لها فيها؟ أم الأردن الذي كان هناك فقط لمدة 19 عامًا من دون شرعية، أم الإمبراطورية العثمانية التي غسلت يدها من هذه الأرض، بعد الحرب العالمية الأولى؟ الجواب واضح. إن حق اليهود بالبقاء في الضفة واضح جدًا".وتابع فريدمان قائلًا: "إعلان بومبيو لا يحل الصراع حول الضفة، لكنه يعيد الأمور إلى مسارها، هناك أكثر من مليوني فلسطيني يقيمون في الضفة، ونحن جميعًا نأمل في أن يعيشوا بكرامة وسلام وتكافؤ فرص، ونحن ملتزمون بتحقيق ذلك، لكن بومبيو قال بوضوح إن من حق اليهود العيش في الضفة".
قد يهمك ايضا :
"الداخلية" التونسية تضبط أسلحة تركية الصنع مهربة من ليبيا لاستهداف أماكن حساسة
تفجير صراع علماني ديني قبيل الانتخابات الإسرائيلية بسبب روس الاتحاد السوفيتي