دبي ـ سعيد المهيري
تنطلق في دبي اليوم تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أعمال الدورة الثانية عشرة من «المنتدى الاستراتيجي العربي»، بمشاركة مجموعة من المسؤولين الدوليين والخبراء الاستراتيجيين العالميين. وتحمل نسخة هذا العام من المنتدى الاستراتيجي العربي أهمية خاصة نظراً لانعقادها تحت عنوان «استشراف العقد المقبل 2020 - 2030» بهدف استشراف السنوات العشر المقبلة بأكملها وتأثيرات أحداثها في العلاقات الدولية في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها، وبالتزامن مع انطلاق أعماله يصدر المنتدى الاستراتيجي العربي 3 تقارير بعناوين: «العالم في 2030 اتجاهات وتحولات وفرص وتحديات» و«11 سؤالاً للعقد المقبل» و«المسجد والدولة: كيف يرى العرب العقد المقبل؟»
منصة لتبادل الأفكار والرؤى
وأكد محمد عبدالله القرقاوي رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي أن المنتدى يواصل في دورته الثانية عشرة ترسيخ مكانته عالمياً وإقليمياً كمنصة مفتوحة وخلاقة لتبادل الأفكار والرؤى بين نخبة المفكرين والخبراء ومستشرفي المستقبل العالميين، كما يواصل ترسيخ دوره كملتقى إقليمي ودولي يساهم في تصور وتوقع أبرز الأحداث والتوجهات والتحولات التي يشهدها العالم مع توفير قراءة متعمقة لمؤشراتها وإحداثياتها المختلفة والتعاطي معها بإيجابية. وقال إن دورة هذا العام من المنتدى الاستراتيجي العربي وسعت النطاق الزمني لاستشراف المستقبل لتركز على العقد المقبل (2020 - 2030) بأكمله ما يمنحها أهمية خاصة في ظل تسارع الأحداث والتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة والعالم خلال السنوات الأخيرة، مشدداً على أهمية نسخة هذا العام من المنتدى ومخرجاتها وتوصياتها في استباق التحديات المتوقعة واستطلاع الفرص ورصد المخاطر وأخذ الاحتياطات اللازمة لمواصلة مسارات التنمية وتسريع وتيرتها خلال السنوات العشر المقبلة. وأشار إلى أن المنتدى يواصل للدورة الثانية عشرة على التوالي العمل على توفير الرؤى والمعلومات والتوصيات من خلال أفضل الخبراء العالميين لاستشراف المستقبل اقتصادياً وسياسياً حتى يتسنى للمهتمين وصناع القرار وضع خطط عمل واقعية وسياسات حديثة مرنة تتخطى التحديات وتحوّلها إلى فرص.
3 تقارير لاستشراف 10 سنوات
وبالتزامن مع انطلاق دورته الـ12 أصدر المنتدى الاستراتيجي العربي 3 تقارير مهمة لاستشراف السنوات العشر المقبلة، إذ يطرح تقرير «العالم في 2030 - اتجاهات وتحولات وفرص وتحديات» والمُعد بالتعاون مع «FutureWorld Foundation» بعض أبرز الأحداث العالمية المتوقعة في السنوات المقبلة، ومنها تعرُّض النظام العالمي الحالي ومؤسساته الرئيسة - الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية - لضغوط كبيرة طوال العقد المقبل، وظهور انخفاض ملحوظ في الأهمية النسبية لمجموعة السبع G7 (المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، اليابان، فرنسا، كندا، إيطاليا) كقوة تحدد معايير الاقتصاد العالمي وتحول القوة الاقتصادية العالمية للاقتصادات السبعة الكبرى الصاعدة E7 (الصين، الهند، البرازيل، روسيا، إندونيسيا، المكسيك، تركيا)، وقيام منافسة على الموارد الشحيحة نتيجة للتغيرات المناخية، وخاصةً في منطقة بلاد الشام. وبالتعاون مع «Good Judgment Inc»، المؤسسة الأكثر دقةً في العالم في التنبؤات الجيوسياسية والاقتصادية، أطلق المنتدى تقرير «11 سؤالاً للعقد المقبل» ليجيب من خلاله عن أبرز الأسئلة المطروحة خلال الفترة المقبلة، ويتوقع استمرار استخدام النفط ما دام موجوداً بالرغم من التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة، كما يتوقع تلاشي القرن الأمريكي ببطء ثم يتبعه تنافس متعدد القوى، ويطرح احتمال وقوع هجوم إلكتروني يعطل الأنظمة الأساسية للبنية التحتية في إحدى دول مجموعة السبع «G7» لأكثر من يوم واحد قبل عام 2030.
ويناقش تقرير «المسجد والدولة: كيف يرى العرب العقد المقبل؟»، المُعد بالتعاون مع «Arab News» حالة الإسلام السياسي في المنطقة. ويأتي إطلاق هذه التقارير بمشاركة أكاديميين وإعلاميين وباحثين متخصصين تعزيزاً لمكانة المنتدى الاستراتيجي العربي كمنصة معرفية ومصدر دائم للمعلومات للمهتمين على مدار العام، إذ يعتمد المنتدى على شراكاته الإعلامية الواسعة ويعمل مع نخبة من الخبراء حول العالم وأفضل مراكز البحوث العالمية لتحقيق تلك الغاية. وفي استبيان خاص أجراه معدّو التقرير بمشاركة أكثر من 3000 شخص في الوطن العربي، اتضح أن 62٪ من العرب يؤمنون بالحاجة إلى قوانين دينية للحفاظ على المعايير الأخلاقية في البلاد العربية، بينما يعتقد 61٪ من العرب أن المستقبل سيكون أفضل لو وضعت الحكومات المسائل الاقتصادية فوق أي اعتبار آخر.
جدول أعمال حافل
وبهدف تقديم تصورات مستقبلية مبنية على المعطيات والمؤشرات الراهنة لتضع في متناول صنّاع القرار قراءات دقيقة يمكن الاستناد إليها، تتضمن نسخة هذا العام من المنتدى ست جلسات حوارية ومحاضرتين ضمن جدول أعماله الحافل الذي يتواصل على مدى يوم كامل. وتتضمن الأجندة جلسة بعنوان «أبرز 5 مخاطر - 2020» يلقيها نيك آلان، المدير التنفيذي لشركة «كونترول ريسكس»، ويناقش فيها المخاطر السياسية والأمنية العالمية المحتملة والواقع الجديد لعام 2020، لمساعدة المؤسسات العامة والخاصة على تحديد التطورات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي يمكن أن تؤثر في قراراتها في العام المقبل، كما سيتم إطلاق خريطة الطريق حول المخاطر العالمية المتوقعة في العام المقبل، الخاصة بـ«كونترول ريسكس» لعام 2020 خلال المنتدى. ويتحدث شون كليري نائب رئيس مؤسسة مستقبل العالم في جلسة بعنوان «العالم في 2030» عن التحولات والتطورات والاتجاهات الرئيسة التي من المحتمل أن تظهر على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال العقد المقبل. وبشكل عام، ستركز جميع فعاليات النسخة الثانية عشرة للمنتدى على الأحداث التي ستشكل مستقبل المنطقة والعالم خلال السنوات العشر المقبلة.
مستقبل الأسلمة
ويتحدث في جلسة «مستقبل الأسلمة خلال العقد المقبل» كل من عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية ومؤلف كتاب رسائل إلى شاب مسلم، والخبير والكاتب البريطاني إد حسين مؤسس منظمة «كويليام» لمكافحة التطرف ومؤلف كتاب «الإسلامي»، ويديرها فيصل عباس رئيس تحرير «عرب نيوز» وتتناول التوقعات الخاصة بالإسلام السياسي خلال السنوات العشر المقبلة.
العالم اقتصادياً
أما جلسة «هل العالم مقبل على أزمة اقتصادية عالمية؟» فتستضيف الخبير الاقتصادي العالمي الدكتور فيكرام مانشاراماني، المحاضر بجامعة هارفارد ومؤلف كتاب «بومبستولوجي: اكتشاف الفقاعات المالية قبل انفجارها»، ليحلل فيها جميع وجهات النظر حول احتمالات وقوع كساد اقتصادي عالمي مع بدء العقد الجديد، ومن أين سيندلع حال وقوعه؟ وما الدول التي ستتأثر به وكيفيه الخروج منه؟ كما سيجيب عن التساؤلات حول إمكان وقوع مزيد من فترات الكساد على مستوى العالم في الأعوام المقبلة والإصلاحات الاقتصادية المقترحة لتجنبها.
العرب اقتصادياً
وتناقش جلسة «التحولات الاقتصادية العربية خلال العقد المقبل» إمكان تحقيق قفزات نوعية في واقع الاقتصاد العربي مع وجود رؤى اقتصادية جديدة، ودور النفط والغاز في المستقبل الاقتصادي للمنطقة في ظل الاتجاهات العالمية للطاقة، ومستقبل البطالة والمديونية في دول المنطقة وأثرها في الاستقرار السياسي، ومستقبل ريادة الأعمال والقطاع الخاص كشريك في دفع عجلة التنمية ومواجهة التحديات الاقتصادية، ويتحدث فيها كل من الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي، وألان بجاني، عضو المجلس الاستشاري الدولي للمجلس الأطلسي، والدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والدكتور ممدوح سلامة، خبير نفط عالمي وأستاذ اقتصاد النفط والطاقة في كلية «ESCP» الأوروبية لرجال الأعمال في لندن.
موازين القوة في المنطقة
ويستضيف المنتدى في جلسة حوارية بعنوان «سباق القوة والتأثير في المنطقة خلال العقد المقبل: دول الخليج، إيران، تركيا، روسيا» أربعة خبراء لاستكشاف ديناميكيات التفاعل بين القوى الإقليمية الرئيسة الأربع في الشرق الأوسط: دول الخليج وتركيا وإيران وروسيا، وهم الدكتورة إلينا سوبونينا، مستشارة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، و«كريم سجادبور»، خبير في الشؤون الإيرانية وزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، و«حسين باقجي»، أستاذ ورئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التقنية نائب مدير معهد السياسة الخارجية في أنقرة، والدكتور عبدالعزيز بن صقر، مؤسّس ورئيس مركز الخليج للأبحاث.
وستتطرق الدكتورة إلينا سوبونينا، لمبادرة روسيا الخاصة بإحلال الأمن في منطقة الخليج، فيما يجيب كريم سجادبور عن أسئلة حول سياسة إيران تجاه المنطقة ومدى إمكان استمرار تلك السياسة في ظل العقوبات الأمريكية، كما سيتحدث حسين باقجي عن علاقة تركيا بالدول المجاورة لها، ونظرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعالم وأثر تلك النظرة في المنطقة، بينما سيستعرض الدكتور عبدالعزيز بن صقر رؤية المملكة العربية السعودية على المدى القصير والبعيد وكيفية تعاملها مع الأحداث في المنطقة في ظل توجهات القوى الإقليمية الأخرى.
بين الصين والولايات المتحدة
وتجمع جلسة طاولة مستديرة بعنوان «النظام العالمي 2030: بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية» كلاً من نائب رئيس الولايات المتحدة السادس والأربعين ديك تشيني، ووزير خارجية الصين الأسبق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لي تشاو شينغ، إذ سيتحدث الأخير عن الرؤية التي توجه السياسة الخارجية الصينية ودوافعها خلال السنوات العشر المقبلة، ودور الصين في المنطقة العربية ومساعي السلام فيها، وأثر مبادرة الحزام والطريق في السياسة الخارجية الصينية، والسجال التجاري بين الصين والولايات المتحدة خلال الأعوام الأخيرة وشكل التعاون الذي يمكن أن يتم بين الدولتين في ظل النظام الدولي الجديد، بينما سيتحدث ديك تشيني عن تصوراته للنظام العالمي في العقد المقبل في ظل صعود قوى كالصين وروسيا، وأثر التوجهات الاقتصادية والتكنولوجية والأمنية في مكانة الولايات المتحدة في الحفاظ على الأمن العالمي، وإمكان قيام الولايات المتحدة بتشكيل نظام عالمي جديد بالعمل مع حلفائها التاريخيين والصين.
العرب سياسياً
يشارك كلٌ من فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، والدكتور مروان المعشر، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني الأسبق في جلسة بعنوان «التحولات السياسية في الوطن العربي في العقد المقبل»، ويتطرق الحديث إلى الاضطرابات السياسية في العالم العربي ومستقبلها في السنوات العشر المقبلة، والأبعاد السياسية لاكتشاف حقول الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، ومستقبل القضية الفلسطينية في السنوات العشر المقبلة ودور أمريكا وإيران فيها.
11 دورة جعلت المنتدى المنصة الرئيسـيـة لتحليل أحــــــداث المنطقـــة والعالـم
في عام 2001 وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بإطلاق منتدى دبي الاستراتيجي، والذي تحول في ما بعد إلى المنتدى الاستراتيجي العربي بهدف جمع المفكرين والخبراء السياسيين والاقتصاديين وصناع القرار في منصة واحدة. وتعمل هذه المنصة على الاستفادة من منهجين علميين في غاية الأهمية وهما المنهج الاستراتيجي للاستشراف والمنهج الاستراتيجي للتخطيط للمستقبل، إضافة إلى الاستفادة من الدلالات التاريخية وتحليل الأوضاع الراهنة بهدف استشراف الأحداث المستقبلية على المستويين السياسي والاقتصادي.
الدورة الأولى..
استشراف الاقتصاد الجديد
في عام 2001 انطلقت الدورة الأولى من منتدى دبي الاستراتيجي الذي تحول في ما بعد إلى المنتدى الاستراتيجي العربي ليركز على القضايا المحلية حيث كشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن رؤية دبي الاستراتيجية خلال السنوات العشر التالية، مشدداً أن التطورات والمتغيرات في الساحة الدولية تتلاحق بسرعة مذهلة وتفرض على البشرية بأسرها مفاهيم جديدة في السياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة والاجتماع وفي نمط العيش، ما يدفع دبي إلى دعوة خبراء متخصصين وأساتذة جامعات مشهود لهم دولياً لمحاورتهم في تفاصيل المشهد العالمي ومتغيراته الأساسية سواء في الاقتصاد الجديد أو في السياسة والاجتماع والعلاقات الدولية.
الدورة الثانية
البعد الإقليمي
في عام 2002، حملت الدورة الثانية من المنتدى بعداً إقليمياً حيث قدمت صورة شاملة للتحديات التي تواجه المنطقة، وسلطت الضوء على المتغيرات العالمية والتطورات الراهنة والمستقبلية في مجالات المستقبل الاقتصادي والسياسي. ونجح المنتدى في رسم سيناريوهات مستقبلية ساعدت صناع القرار في المنطقة على اتخاذ القرارات المناسبة وفق المتغيرات العالمية.
الدورة الثالثة
منبر استشراف عالمي
في عام 2004 تعززت المكانة التي حققها المنتدى كمنصة إقليمية عالمية لبحث القضايا الحيوية التي تهم المنطقة، وتم تغيير اسمه إلى «المنتدى الاستراتيجي العربي» ليصبح الحدث الأبرز في استشراف حالة العالم سياسياً واقتصادياً. وحملت الدورة الثالثة من المنتدى شعار «العالم العربي 2021» وشارك فيها نخبة من المسؤولين والسياسيين مثل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، ورئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ورئيس الوزراء الليبي السابق شكري غانم، ورئيس الوزراء الماليزي السابق عبدالله بدوي إلى جانب عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين العرب والأجانب. وتناول المنتدى مختلف السيناريوهات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والمخاطر والفرص المرتبطة بكل منها.
الدورة الرابعة
المتغيرات العالمية وفرص النجاح
في عام 2006، حملت الدورة الرابعة من المنتدى الاستراتيجي العربي شعار «المتغيرات العالمية وفرص النجاح» وشارك فيها نخبة من الزعماء والقيادات السياسية ومن بينهم: الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة دورة 2006 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والأخضر الإبراهيمي المستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة، والجنرال ويسلي كلارك الرئيس السابق لحلف شمالي الأطلسي، إضافة إلى مشاركة أكثر من 30 شخصية من رواد قطاع الأعمال في العالم. وركزت مخرجات الدورة الرابعة من المنتدى الاستراتيجي العربي على أهمية تنويع البنية الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الإصلاحات السياسية، ودعم عمليات التغيير لاستخلاص فرص نمو جديدة في العالم العربي. كما دعا المشاركون إلى تطوير التعليم والخدمات الأساسية وصياغة استراتيجيات كفيلة بتنمية الكوادر البشرية.
واتفق المشاركون على أن معظم الأنظمة العربية لم تتمكن من تحقيق التغيير المنشود، وأن الإصلاحات المفروضة من أطراف خارجية غير مرحب بها ولا تخدم مصالح شعوب المنطقة. وتبرز أهمية القضايا التي ناقشها المنتدى في الدورة الرابعة، في كونها محاولة لاستباق المتغيرات الاقتصادية التي شهدها العالم في عام 2008، فالدعوة إلى التنويع في القطاعات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية كانت كفيلة في حال تطبيقها، بالحد نوعاً ما من آثار الأزمة المالية العالمية. كما برزت أهمية الدعوة التي وجهها المنتدى عام 2006 إلى الأنظمة العربية بأهمية تبني تغيير جوهري في السياسات يلبي تطلعات الشعوب والتي كان من الممكن أن تحد من تأثير أحداث ما سمي بالربيع العربي في 2011.
الدورة الخامسة
بناء اقتصاد قوي ومجتمعات مستقرة
بعد تفجر الأزمة المالية العالمية ناقش المنتدى الاستراتيجي العربي في دورته الخامسة في عام 2009، أهمية المعرفة لبناء اقتصاد حيوي ومجتمعات مستقرة، وهو ما أثبتته تجربة السنوات اللاحقة، حيث تعمقت القناعة لدى الساسة وصناع القرار العرب بضرورة تحديث نظم التعليم وتوفير مصادر للمعرفة من أجل بناء اقتصاد قوي وحيوي وتأسيس مجتمعات فاعلة ومنتجة. وناقشت الدورة الخامسة التي حملت عنوان «نحو إقامة مجتمع المعرفة في العالم العربي» العلاقة بين المعرفة والحرية والتنمية، وسلطت الضوء على الفجوة الشاسعة بين المعرفة وسياسات التنمية العربية.
الدورة السادسة
الاستغلال السياسي للتواصل الاجتماعي
جاءت الدورة السادسة من المنتدى الاستراتيجي العربي في عام 2013 لتبحث قضية شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة بعد الدور الذي لعبته في أحداث ما يسمى بالربيع العربي. ولما كان شباب منطقة الشرق الأوسط هم الأكثر استخداماً لشبكات التواصل، كان من الضروري أن يتبنى المنتدى هذه القضية لوضع مبادئ توجيهية تساعد الشباب العرب على الاستفادة من شبكات التواصل كمصدر للمعرفة ووسيلة لتعزيز الوعي بالقضايا الاقتصادية والسياسية المشتركة. وخلص المشاركون إلى ضرورة وضع أسس قانونية لضبط محتوى شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصةً في ظل اتساع حالة استغلالها من قبل الجماعات التي تمتلك أجندات ضارة بمستقبل المنطقة وشعوبها.
الدورة السابعة
الصراعات الإقليمية
شهدت الدورة السابعة في عام 2014 التركيز على استشراف المستقبل الجيوسياسي للمنطقة ومدى تأثره بالمتغيرات العالمية، وذلك استجابةً لتنامي حدة الصراعات الإقليمية وما أسسته من استقطاب في المشهد السياسي العالمي، وتنامي خطر الإرهاب والجماعات المسلحة، وبدأ المنتدى تقديم استشرافات على المدى القصير بشكل سنوي، ومنها استشراف مستقبل الاقتصاد العربي في ظل تراجع أسعار النفط، ومحاولة وضع خريطة لأهم القوى المؤثرة فيه وأهم الاتجاهات الاقتصادية والسياسية التي ستنشأ خلال الأعوام اللاحقة. كما شهدت هذه الدورة نمطاً جديداً في تناول القضايا المصيرية بحيث تشمل أربعة محاور: حالة العالم العربي سياسياً، وحالة العالم العربي اقتصادياً، وحالة العالم سياسياً وحالة العالم اقتصادياً.
وشارك في الدورة السابعة للمنتدى الاستراتيجي العربي نخبة من المفكرين وصناع القرار ومن أبرزهم الدكتور فرانسيس فوكوياما الخبير السياسي وصاحب كتاب «نهاية التاريخ والإنسان الأخير»، والدكتور بول كروجمان الحائز جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية في 2008، وبروس دي مسكيتا، صاحب إحدى أهم النظريات في مجال سيناريوهات المستقبل، والدكتور غسان سلامة الخبير السياسي والوزير اللبناني الأسبق، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الأسبق، والدكتور عبدالله سالم البدري أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» والدكتور هنري عزام، الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي السابق لدويتشه بنك في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.
وتوقع المتحدثون في الدورة السابعة من المنتدى تنامي دور الصين والولايات المتحدة الأمريكية على الساحة السياسية والاقتصادية العالمية، وقالوا إن هبوط أسعار النفط سيكون له تأثير في اقتصادات الدول على المدى القصير، وأشاروا إلى أن الصراعات الإقليمية في المنطقة ستستمر في ظل غياب مساعٍ جادة لوضع الحلول. وهو بالفعل ما وقع في العام التالي، وجاء متوافقاً مع ما توقعه المنتدى الاستراتيجي العربي. واتفقوا أيضاً على أن الاقتصاد العالمي سيشهد المزيد من الأزمات وخاصة في ما يتعلق بقدرة أوروبا على الإيفاء بديونها العامة، وقدرة الاقتصاد العالمي على النهوض في ظل تراجع الطلب على المنتجات والمواد الخام.
الدورة الثامنة
خسائر الصراعات
أكسبت النجاحات التي حققها المنتدى الاستراتيجي العربي على مدار دوراته السابقة مصداقية أكبر لدى الخبراء وصناع القرار وكرست مكانته كمنصة موثوقة لبحث واقع وآفاق الشؤون السياسية والاقتصادية في العالم العربي بشكل خاص وفي العالم بشكل عام. وتناولت هذه الدورة في عام 2015 التطورات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، وركزت بشكل أساسي على المخاطر المحتملة التي تنذر بها حالة اللايقين السياسي والاقتصادي التي تسود معظم الأقاليم العربية، وأصدر المنتدى تقريراً موسعاً عن خسائر العالم العربي جراء الصراعات الداخلية التي بلغت نحو 833.7 مليار دولار أمريكي، إضافة إلى 1.34 مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح بسبب الحروب والعمليات الإرهابية إلى جانب التفكك الاجتماعي والانقسام الطائفي وتراجع جهود التنمية. وشهدت الدورة الثامنة من المنتدى الاستراتيجي العربي كذلك استعراضاً لمجموعة من التقارير العالمية من قبل منظمات ومؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي. وشارك في هذه الدورة نخبة من الساسة والمفكرين العرب والأجانب، وأبرزهم: الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والمفكر السياسي غسان سلامة، وسلام فياض رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني الأسبق، ومحمود محيي الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولي، ووليم هيغ وزير الخارجية البريطاني السابق، والدكتور لاري سامرز وزير الخزانة الأمريكي السابق، والدكتور نورييل روبيني، بروفيسور الاقتصاد في جامعة نيويورك.
الدورة التاسعة
خطر الجماعات الإرهابية
تميزت الدورة التاسعة المنعقدة في عام 2016 بمدى التخصص والاحترافية التي اكتسبها المنتدى عبر مراكمة خبرات السنوات الماضية، فقد شهدت جلسات المنتدى حضور أبرز المؤسسات الاقتصادية العالمية، ونقاشات متخصصة صدر عنها تقارير شاملة تحت إشراف مجموعة من الخبراء المحليين والعالميين، إضافة إلى جملة من المبادرات التي صدرت عن المنتدى لتحويل الاستشراف السياسي والاقتصادي إلى وظيفة علمية حيوية وتشكيل كادر بشري متخصص في علوم المستقبل.
وشارك في الدورة مجموعة من الخبراء وذوي الاختصاص على المستويين العربي والعالمي مثل: ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني السابق، وليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات وزير الدفاع الأمريكي السابق، ونبيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق، وغسان سلامة المفكر السياسي، ونتاليا تاميريسا من صندوق النقد الدولي، والدكتور محمد العريان رئيس مجلس التنمية العالمية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والدكتور جورج قرم وزير المالية اللبناني السابق، والدكتور ممدوح سلامة خبير النفط العالمي، وإيان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا المتخصصة في الدراسات والاستشارات السياسية.
الدورة العاشرة
عام من رئاسة دونالد ترامب
بالتزامن مع إتمام عقده الأول من الدورات المهمة التي رسخت مكانة المنتدى الاستراتيجي العربي عالمياً باعتباره المنصة الرئيسة الأبرز لاستشراف الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة والعالم، حظيت دورة عام 2017 بمشاركة مجموعة من كبار المفكرين والخبراء والمحللين السياسيين والاقتصاديين بهدف استشراف حالة العالم وقراءة وتحليل التحديات التي تواجه العالم على المستويين الاقتصادي والسياسي، ووضع تحليلات وسيناريوهات متعددة وبديلة تتوافق مع ظروف ومصالح المنطقة تزامناً مع تلك الأحداث.
وتضمنت أعمال المنتدى مقاربات شاملة في إطار التوقعات السياسية والاقتصادية، عالمياً وعربياً حيث تحدث في جلسة «حالة العالم اقتصادياً في عام 2018» الاقتصادي الأمريكي جوزيف ستيغليتز، الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، حيث طرح قراءات حول التغيير الاقتصادي الأبرز بعد عام من رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، وما إذا كان العالم سيشهد أزمة اقتصادية ومن سيكون المستفيد من الوضع الاقتصادي في 2018؟
وتناول الدكتور جهاد أزعور، من صندوق النقد الدولي، العديد من التساؤلات الملحّة التي تمس مستقبل المنطقة العربية، وكيف ستؤثر عملية التطوير الاقتصادي في السعودية في المنطقة والعالم؟ وطرح كل من الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا أولاند عدة سيناريوهات سياسية حول مستقبل الاتحاد الأوروبي وما إذا كانت الفترة المقبلة ستشهد عودة قوية للدبلوماسية الفرنسية. وتحدث وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس عن الوضع المتوقع في العلاقة بين أمريكا وكوريا الشمالية والدور الروسي في العالم.
الدورة الحادية عشرة
لا مبرر للتشاؤم رغم التغيرات الجيوسياسية عالمياً
حددت جلسات الدورة الحادية عشرة من المنتدى الاستراتيجي العربي جملة من التوقعات الاستراتيجية حول حالة العالم اقتصادياً وسياسياً لعام 2019، واتفق أغلب المشاركين على أنه لا مبرر للتشاؤم رغم كل التغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم وفي مقدمتها ارتفاع مخاطر الهجمات الإلكترونية، وحرب الجيل الخامس للتكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وتواصل النزاع الأمريكي الصيني، وتنامي الشعبوية في البرلمان الأوروبي، وتداعيات اتفاق بريكست.
وتحدث الدكتور ناصر السعيدي، وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني الأسبق، والدكتور محمود محيي الدين النائب الأول لرئيس مجموعة البنك الدولي عن ركود اقتصادي محتمل في المنطقة العربية خلال العامين المقبلين، كما أكدا أن معدلات النمو في دول مجلس التعاون الخليجي سوف تكون 3% في العام المقبل، مع التأكيد أن أسعار النفط لن تشهد ارتفاعات وستتراوح بين 47 و69 دولاراً في 2019، مشيرين إلى أن زمن وصول الأسعار إلى 100 أو 120 دولاراً للبرميل انتهى.
وتوقّع البروفسور جاك لو، وزير الخزانة الأمريكي الأسبق أن عام 2019 سيكون عام التهدئة في حرب الرسوم الجمركية والتجارية على مستوى العالم وتحديداً بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فيما رأى اللورد ميرفن كينج، محافظ بنك إنجلترا السابق وعضو مجلس اللوردات، أن الاقتصاد العالمي في عام 2019 سيواصل الابتكار وخلق الحلول العملية الناجحة
قد يهمك ايضا :
نائب حاكم دبي يؤكد أن محمد بن راشد أهّل الإمارة لتصبح رقمًا صعبًا في الاقتصاد العالمي
محمد بن راشد يحضر فعاليات الدورة العاشرة من "المنتدى الاستراتيجي العربي