لندن - ماريا طبراني
كشفت وزارة "الدفاع" البريطانية النقاب عن إطلاق مقاتلات حربية لاعتراض طريق طائرتين حربيتين روسيتين، رصدتا تحلقان بالقرب من المجال الجوي للمملكة المتحدة.
وأكدت الوزارة أن طائرات "تايفون " سارعت للانطلاق من مقر سلاح الجو البريطاني في مدينة لوسيماوث في اسكتلندا، و من ثم لازمت أثناء تحليقها منطقة محورية في المملكة المتحدة.
وجاءت هذه الحادثة بعد ساعات قليلة من نشر سفن ملكية من طراز " Argyll" لمراقبة مدمرة وسفينتين حربيتين أثناء مرروهم خلال القنال البريطانية "بحر المانش" على هامش تدريبات لحلف شمال الأطلسي "الناتو" قبالة سواحل اسكتلندا بمشاركة 50 سفينة حربية.
وأكد المتحدث باسم وزارة "الدفاع" أن "سلاح الجو البريطاني سارع في إطلاق محاربات "تايفون" بعد رصد طائرات روسية تحلق بالقرب من المجال الجوي البريطاني، وقد لازمت طائراتنا الطائرات الروسية في دائرة اهتمام المملكة المتحدة".
ومن المزمع أن تكون الطائرات الروسية من طراز "بير أو الدب" القاذفة، بعد أن تم رصدهم من قبل القوات الجوية النرويجية قبيل الاقتراب من المجال الجوي البريطاني"، ولم تخترق طائرات "الدب" الروسية السيادة الجوية للمملكة المتحدة، بل اعتبر رصدهم كثاني مرة لظهور قوة حربية روسية بالقرب من بريطانيا خلال ساعات.
وأعلنت وزارة "الدفاع" البريطانية في وقت سابق، أن سلاح البحرية الملكية شرع في مراقبة مدمرة "سيفيرومورسك" الروسية، بالإضافة إلى ناقلة نفط وسفينة دعم أخرى أثناء عودتهم من البحر المتوسط.
واعتمد السلاح البحري البريطاني على فرقاطة من طراز 23 وطائرة مروحية "لينكس" وأجهزة استشعار لتحديد ورصد حركة السفن الحربية الروسية واثنين من السفن الأخرى، كما رجحت تقارير صحافية أن السفن كانت في طريقها نحو المشاركة في تدريبات عسكرية لكن تم تأكيد عدم مشاهدة أية تدريبات.
وشدد وزير الدفاع على أن هذا الأمر تم بمقتضى القانون الدولي، فضلاً عن أن السفن كانت على مشارف مغادرة القناة في وقت لاحق، فيما أوضح المتحدث باسم الوزارة انه " كجزء من العمل الروتيني وبفضل جاهزية أساطيل البحرية الملكية للمرافقة والتعقب ، تمكنت من رصد ثلاث سفن روسية يشقون طريقهم شرقا عبر القناة الإنجليزية، بعد التأكد من عدم وجود أية تدريبات".
ولفت رئيس برنامج روسيا وأوراسيا في معهد تشاتام هاوس جيمس نيكسي، إلى أن "القناة الإنجليزية ممر ملاحي شرعي"ولكنه أضاف في الوقت ذاته أن "هذه الأمور لا تحدث بمحض المصادفة، فيبدو أن روسيا تحاول استعراض قدرتها الحربية الكاملة، غير أن ذلك لا يمثل أي تلميح أو تمهيد للحرب، بل انه بمثابة تذكرة لنا بأن روسيا قوة لا يستهان بها، وليس قوة يتم عض الطرف عنها، وهذا قد يكون أقرب إلى الواقع، لكن هذه التذكرة تحمل في طياتها درجة من التبجح".
ويعتبر وجود السفن الروسية في القناة أحدث مثال على الرسالة السياسية التي يوجهها الكرملين إلى الغرب حيث تأتي هذه الحادثة في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين بريطانيا وروسيا، بالتزامن مع رصد واعتراض أكثر من 100 طائرة روسية تحلق في أنحاء المملكة المتحدة العام الماضي و لأكثر من ثلاث مرات من خلال عام 2013.