تونس - ضحى السعفي
نظم الرعاة في تونس، الأسبوع الماضي، مهرجانهم السنوي في منطقة جبل سمامة في محافظة سبيطلة غرب البلاد التي تشهد منذ أكثر من عام عمليات عسكرية ينفذها الجيش التونسي ضد جماعات متطرفة، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.
وأصر الرعاة على تنظيم مهرجانهم في هذه المنطقة؛ لتأكيد ارتباطهم بمراعيهم الجبلية التي اجتاحها المتطرفون، وأصر الرعاة على تسلق الجبل وإجراء جولة في غاباته برفقة مشاركين في المهرجان؛ لإطلاعهم على نمط حياة الرعاة اليومي مع قطعان الأغنام.
كما حضر الزوار سهرة فنية أثثها عدد من الرعاة ومن الشعراء البدو الذين أطربوا الحاضرين بعدد من الأغاني التراثية التي تتغنى بحياة الراعي وعلاقته بأغنامه، كما قص بعض الرعاة على الحاضرين قصصًا عن حياتهم وطرائف حدثت لهم مع خرفانهم ومع عدوهم الأول الذئب، وبالرغم من الجو البهيج الذي رافق المهرجان؛ إلا أنّ بعض الرعاة أعربوا لـ"المغرب اليوم" عن مخاوفهم مما آلت إليه الأوضاع في جبل سمامة والمناطق المحاذية له التي تعد مناطق رعيهم بسبب المعارك المستمرة بين قوات الجيش التونسي والجماعات المسلحة المتحصنة في المنطقة.
كما أبدوا خوفهم من القنابل التي زرعها المتطرفون التي أودت في مناسبة سابقة بحياة أحد الرعاة وعدد كبير من قطيعه، وطالب الرعاة بحمايتهم من المتطرفين الذين عمدوا في عدد من المناسبات إلى تهديدهم بالسلاح وإجبارهم على تزويدهم بالمؤونة.
من جهة أخرى، أبدى عدد من المختصين في المجال البيئي اللذين حضروا المهرجان؛ حسرتهم مما ألت إليه الأوضاع البيئية في مناطق كثيرة من الجبل بسبب الحرائق التي اندلعت نتيجة القصف المدفعي الذي تنفذه القوات المسلحة التونسية في حربها ضد الجماعات المسلحة.
وأشار المختصون الى مخاطر بيئية جسيمة، أهمها هجرة أصناف كثيرة من الحيوانات البرية إلى المناطق الجبلية الجزائرية المحاذية هربًا من العمليات المسلحة، فضلًا عن تدمير مساحات كبيرة من الغطاء النباتي؛ ما سينعكس سلبًا على حياة الرعاة المحليين وعلى مهرجانهم.