الدار البيضاء - جميلة عمر
أكد الأمين العام لجبهة "القوى الديمقراطية" المصطفى بنعلي، خلال الندوة الصحافية التي عقدت في الرباط، حول البرنامج الانتخابي الوطني للجبهة، تحت شعار :"ف بلادنا كاين معا من"، التي حضرتها وسائل الإعلام الوطنية والدولية، أنّ الجبهة ليست حزب انتخابات و مناسباتية؛ بل حزب أفكار ومؤسسات لبناء المستقبل، ساع إلى تحقيق مشروعه المجتمعي، الديمقراطي التقدمي الذي يتبناه ويطرح البدائل القادرة على رفع تحديات وكسب رهانات مغرب الديمقراطية والحداثة والتنمية.
واعتبر بنعلي، أنّ خوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة لمجالس الجماعات الترابية، لعام 2015، يشكل دعوة للفاعل السياسي؛ للمنافسة حول الأفكار والبرامج الانتخابية، التي تنبني على تصورات واقعية، بعيدة عن رفع الشعارات، موضحًا، أنّ البرنامج الانتخابي الوطني للجبهة يتميز بـ"الاستثنائية والواقعية"، على اعتباره يمثل ثمرة عمل خبراء وباحثين ومختصين، في تدبير الشأن العام المحلي، من داخل الجبهة، ويندرج في سياق تجربة أول استحقاق من نوعه، يراهن على تفعيل مضامين الدستور الجديد لتأهيل دور الجماعة الترابية.
كما أبرز، أنّ الجبهة تطرح بديلًا استثنائيًا واقعيًا لتدبير الشأن العام المحلي، يرسخ لمبادئ الديمقراطية التشاركية، مضيفًا أنّ نجاعة البرنامج الانتخابي للجبهة، تستمد قوتها من اعتماده آليات تضمن الاستقلالية المالية للجماعة المحلية في التسيير، ووعي الفاعل السياسي والمنتخب في اختصاصاته ومسؤولياته، وتوفر إدارة جماعية مهيكلة متطورة، تعتمد النظم والمعايير المتقدمة في التسيير والتدبير، وفق إدارة جيدة، قادرة على تقديم مشاريع تنموية، والسهر على تنفيذها، وناخب مرتبط على الدوام مع الجماعة؛ لترجمة مشاركته الفعلية، في تدبير الشأن العام المحلي، تحقيقًا للديمقراطية التشاركية.
و في السياق ذاته، شدد على أنّ غياب مقومات الإدارة الجيدة، وربط المسؤولية مع المحاسبة، ساهما عبر جميع مراحل صيرورة الجماعة المحلية، منذ 1976 في تعميق كل أشكال ومظاهر سوء التدبير المالي والتسيير الإداري لها، بعيدًا عن الشفافية والمسؤولية، وغيبا دورها في تحقيق التنمية المنشودة.
وأضاف، أنّه وللمرة الأولى، توفق المشرع في إفراز منظومة قانونية متقدمة للانتخابات الجماعية، عبر توسيع اختصاصاتها، تستوجب توفر من لديه القدرة على بلورتها في الواقع، مبيّنًا أنّ لا تغيير من دون تلبية مطالب المواطن، عبر إعادة الثقة إليه في طاقات و مؤسسات مجتمعه.
وفي معرض رده عن تساؤلات ممثلي الصحافة الوطنية والدولية، قال إن الجبهة اختارت شعار برنامجها الانتخابي"ف بلادنا كاين معا من" بناء على قناعتها أن الانتخابات واجهة نضالية، تراهن على طاقات وكفاءات تعزز الاستمرارية، في أفق تحقيق النموذج الاجتماعي الذي يتطلع إليه المجتمع المغربي، منوهًا إلى أنّ الجبهة ستعمل جاهدة على تغطية نسبة مهمة، من المجالس الترابية، تؤكد تواجدها وتمثيليتها، في كل الجهات عبر المملكة.
وحول سؤال عن إمكانات الجبهة لعقد تحالفات، أجاب أن لا تحالفات قانونية موجودة على الساحة في الوقت الراهن، طالما أن ما يتحدث عنه اليوم لا يرتكن إلى التزامات قانونية ومعنى قوي، ومجرد تنسيقات ذات معنى مع ظهور النتائج، مبرزًا أنّ الحديث عن تحالفات تأخذ معناها الأصح في الانتخابات التشريعية، مؤكدًا أن الجبهة تدخل غمار المنافسة في روح عالية وليس تمثيلية لا تعكس مستواها وذلك لتجاوز وضعية من له فكر ليست لديه تمثيلية، ومن لديه تمثيلية ليس لديه فكر.
وعن حضور الشباب والمرأة داخل الجبهة، وجه إلى أنّ الجبهة اليوم كلها طاقات شابة مؤمنة مناضلة، راكمت تجربة مهمة في درب النضال والتضحية، نساء ورجالًا، لفضل تضحيات المرأة الجبهوية إلى جانب القوى الحية، فارتفعت نسبة تمثيلية النساء إلى 30 في المائة، على الرغم من سيطرة العقلية التي تخص الذكورية لدى المرأة، مشيرًا إلى أنّ دور الشباب والمرأة مستقبلًا اكبر في تدبير الشأن الجماعي.