الدار البيضاء ـ جميلة عمر
عقد اللقاء اليساري العربي الخامس، الجمعة في الرباط، وهو اللقاء الذي سطر فيه اليساريون برنامج عمل للإجابة على أسئلة عن الموقف من الإسلام السياسي، والسبل الكفيلة بالقضاء على التطرف، وإحياء دور اليسار في بناء مشروع مجتمعي.
وتم خلال هذا اللقاء مناقشة مجموعة من الأوراق مقدمة من طرف الحزب الشيوعي السوداني، والحزب الشيوعي المصري، وحزب التقدم والاشتراكية المغربي، عن موضوع "كيف نفهم مسألة الحركات الإسلامية"، بغية تحليل أبرز مكامن القوة والضعف في التعاطي مع هذا الملف.
واعتبر الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" نبيل بن عبدالله، خلال كلمة افتتاح هذا اللقاء، الذي يعرف مشاركة مجموعة من الأحزاب اليسارية من الدول العربية، أنَّ "على الساحة العربية خياران للتعاطي مع الحركات الإسلامية، أو ما يسمى بـ(الإسلام السياسي)".
وأوضح أنَّ الخيار الأول يتمثل في تبني التوجه الذي اعتمده المغرب من خلال تحالف ضم حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب العدالة والتنمية وأحزاب سياسية أخرى، لنخطو معًا لمسافة معينة، بغية بناء المجتمع الذي نطمح إليه، في مقابل خيار ثان يحرم التعايش مع الإسلام السياسي".
وفي شأن ظاهرة "التطرف العنيف"، أشار بنعبد الله إلى أنها "تجعلنا في موقف صعب حينما نخاطب الحاملين للفكر الديمقراطي"، مشددًا على أن "أي جواب فعال على هذه الظاهرة، لن يكون خارج بناء المجتمع الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات".
وطرح بنعبد الله مجموعة من الأسئلة المركزية، عن الكيفية التي سيتمكن من خلالها اليسار العربي من "استنهاض الهمم"، وإحياء فكرة بناء المشروع التقدمي الحداثي الذي تتبناه كل مكونات اليسار العربي.
من جهتها، ذكرت نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ماري ناصف، وسكرتير لجنة متابعة اللقاء بالسياق العام الذي ينعقد فيه هذا اللقاء، مشيرة إلى ما يشهده العالم العربي من تحديات، في ضوء تنامي خطر تنظيم "داعش"، و"جبهة النصرة".
وشدّدت ناصف على أنّ "الواقع الراهن، يتطلب تنفيذ برنامج اللقاء اليساري العربي وتوسيع القاعدة المادية لهذا اليسار"، مشيرة إلى أن "هذا اللقاء يعد بمثابة تحالف لمواجهة التحديات التي يعرفها العالم العربي".
ويتواصل هذا اللقاء، الذي يستضيفه حزب التقدم والاشتراكية على مدى يومين، بمناقشة القضايا التي تضمنها جدول الأعمال، والتي ترتبط في مجملها بالتحولات التي يعرفها العالم العربي، لاسيما بعد "الربيع العربي".