دمشق ـ نور خوّام
قُتل شخصان وأصيب 14 آخرون بصواريخ استهدفت معقل الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة اللاذقية غرب البلاد، الخميس. فيما شن طيران التحالف الدولي للمرة الأولى من قاعدة إنغرليك، ليل الأربعاء - الخميس أكثر من 15 غارة على مواقع لـ«داعش»في بريف حلب الشمالي.
وفيما تبنى «جيش الإسلام» استهداف القصر الرئاسي في منطقة صلنفة في ريف اللاذقية ، اتهم قادة عسكريون في المعارضة قوات النظام بأنه هو من أطلق الصواريخ على المدينة لاستيعاب الحركة الاحتجاجية في صفوف العلويين، التي تفاقمت أخيرا بعد إقدام سليمان هلال الأسد على قتل العقيد في القوات الجوية حسان الشي.
وأعلن «جيش الإسلام» الخميس ان استهداف معاقل قوات الأسد في ريف اللاذقية بالصواريخ ردًّ على ارتكاب «مجازر» بحق المدنيين في الزبداني. وأكد المكتب الإعلامي لـ«جيش الإسلام» في تسجيلٍ مصور «استمرار عمليات القصف على مقرات ومعاقل قوات جيش الأسد والميليشيات الإيرانية في الساحل السوري بالصواريخ والقذائف المدفعية»..
وشدَّد «جيش الإسلام» على أن مصير قوات الأسد وقاداته العسكريين في الشمال السوري مرتبط بشكل مباشر بمصير المدنيين في الزبداني. وأظهر شريط الفيديو عمليات القصف بوابل من صواريخ «غراد» على معاقل قوات الأسد في بلدة صلنفة، وسط تأكيدات ميدانية عن سقوط أحدها على القصر الجمهوري لأول مرة. ومن جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بـ«إصابة عدد من المواطنين جراء استهداف إرهابيين لأحياء في مدينة اللاذقية بقذائف صاروخية»، مشيرة إلى وقوع «أضرار مادية».
ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة في محافظة اللاذقية على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وأشار المرصد السوري إلى أن «مقاتلي الفصائل المعارضة يتمكنون أحيانا من التسلل من هاتين المنطقتين إلى مناطق حرجية خارجة عن سيطرتهم ويطلقون منها صواريخ خفيفة باتجاه مدينة اللاذقية، كما حصل مرات عدة».
بدوره، تحدث «مكتب أخبار سورية» عن مقتل مدني وإصابة 12 آخرين، جراء سقوط صاروخين أمام دار الإفتاء في شارع 8 وعلى الكورنيش الغربي داخل مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام، فيما لم تتبن أي جهة المسؤولية عن إطلاقهما.
ونقل المكتب عن الناشط المدني عمر اللاذقاني، أن سقوط الصاروخين أدى إلى انفجارين ضخمين هزا المدينة، وتسببا بحالة من الهلع بين الأهالي، كما أديا إلى وقوع أضرار مادية واحتراق عدد كبير من السيارات. وأوضح اللاذقاني أن المصابين نقلوا إلى مستشفيات المدينة، فيما لا يزال أغلبهم
في حالة خطرة.
ونشر تلفزيون «الإخبارية السورية» مقاطع فيديو لما قال إنّه «مكان سقوط القذائف التي أطلقها إرهابيون على دار الإفتاء». وظهرت بالفيديو ثلاث سيارات تحترق بالكامل خلال توقفها إلى جانب الطريق فيما يعمل عناصر الإطفاء على إخماد الحريق.
يُذكر أنّها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة اللاذقية قصفا مماثلا، إذ قتل أربعة مدنيين وأصيب عشرة بجروح في 25 مايو (أيار) جراء انفجار لم تتضح أسبابه، وأدى إلى احتراق طبقة في أحد مباني حي مار تقلا.
وتحاول فصائل مقاتلة تحت مظلة «جيش الفتح»، التقدم باتجاه محافظة اللاذقية عبر هجمات، انطلاقا من منطقة سهل الغاب في محافظة حماه (وسط) منذ مطلع الشهر الحالي. وباتت هذه الفصائل، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، على مسافة قريبة من مركز قيادة حيوي لعمليات قوات النظام والمسلحين الموالين في قرية جورين الواقعة على تلة مرتفعة في حماه. وفي حال تمكنت الفصائل من السيطرة على جورين، يصبح بإمكانها التقدم باتجاه جبال محافظة اللاذقية واستهداف سلسلة من القرى ذات غالبية علوية.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن مقتل 10 أشخاص بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال خلال غارات شنها سلاح الجو السوري بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس على عربين الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية.
أما في شمال البلاد، فسيطرت فصائل المعارضة على قريتي الخربة وقره مزرعة ومحطة غاز كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش "قرب الحدود التركية في ريف حلب الشمالي. وذكر الناشط الإعلامي أبو الفداء الشامي، لمكتب أخبار سوريا، أنّ فصائل المعارضة سيطرت على قرية الخربة ومحطة الغاز بعد اشتباكات استمرت لساعات، فيما انسحب عناصر التنظيم من قرية قره مزرعة بعد أن طلب من السكان إخلاءها لتفخيخ المنازل.
وقال الشامي إن المعارضة استولت على دبابة وأسلحة فردية وذخائر، وكميات من الألغام التي زرعها التنظيم على الطرقات بين القريتين. يذكر أنّ طيران التحالف الدولي شن ليل الأربعاء أكثر من 15 غارة على مواقع لـ«داعش» وبالتحديد على خطوطه الدفاعية بريف حلب الشمالي، منطلقا من قاعدة إنغرليك للمرة الأولى..