القاهرة – أكرم علي
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال إلقائه كلمة مصر في القمة الإفريقية أن بلاده لن تتوقف عن الانشغال بقضايا القارة وهمومها على الرغم من أن مصر غابت لبعض الوقت عن أنشطة الاتحاد الافريقي لكنها لم تبخل يومًا بقوة سواعدها وبناء الكوادر الإفريقية. ودعا السيسي الشعوب الإفريقية إلى التغلب على كل المعوقات المتمثلة في شبح الجوع والمرض، والتخلص منها سريعًا، وتعزيز الجهود لدعم الصناعة والاهتمام ببرامج التدريب، والانخراط في العمل الجاد بدل الخوض في النزاعات السياسية التي تفقدها خيرة شبابها.وقال الرئيس المصري إن مصر تعود إلى الاتحاد الافريقي وهي على ثقة أن ما مرت به من مصاعب وما حققه شعبها من انجازات هو رصيد مشترك للشعوب الأفريقية كلها وأضاف أن ثورة الشعب المصري كانت من أجل اهداف تمثل تطلعات مشتركة للشعوب نحو التنمية والعدالة والكرامة الانسانية وهي القيم التى عبّر عنها الدستور المصري الجديد. ورأى السيسي أن الديمقراطية طريق لا يخلو من العوائق، ولا أحد يستطيع إدعاء بلوغ الكمال، لافتًا إلى أن الشعب المصري تألم حينما رأى أشقاءه الافارقة تخلوا عنه، وتابع أن الأفارقة أدركوا الآن أن ثورة 30 حزيران يوينو كانت ثورة شعبية انحازت فيها القوات المسلحة لإرادة الشعب وليس العكس، فتضافرت فيها جهود المصريين لتجنب البلاد حربًا أهلية ومصيرًا مجهولًا انساقت إليه بعض دول المنطقة فدفعت شعوبها الثمن الفادح، وفي مقدمتهم دول القارة الإفريقية التي تكبدت الكثير من آلام الاستعمار، مؤكدًا أن لا سبيل لكسر الإرادة الإنسانية. وأكد السيسي أن دولنا لا تزال تواجه تحديات كبيرة، وأن التنمية هي التحدي الأكثر إلحاحًا للشعوب، لأنها إحدى المتطلبات الأساسية لتحقيق الامن والاستقرار. وشدد على أن يد مصر مدودة للتعاون مع أشقائها الافارقة وستقابلها أياد عازمة على تحقيق الوحدة والنهضة المشتركة.وأعرب السيسي عن اعتزاز مصر بالدعم الافريقي للشعب الفلسطيني للحصول على حقه المشروع في دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وتأتي كلمة السيسي بعدما ألغى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي قرار تجميد عضوية مصر التي اتخذها قبيل عام تقريبًا حين الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، بعد تصويت أعضاء المجلس بالاجماع على إلغاء القرار في اجتماع عقد الأسبوع الماضي في أديس أبابا
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد من جهته أن المنظمة الدولية تتعاون مع الاتحاد الإفريقي لوضع نهاية لكل التوترات الحاصلة في المنطقة
وأضاف "لقد فتحنا أبوابنا للاتحاد الإفريقي من أجل التعاون وساهمنا في ووقف العنف بشكل كبير في الدول الإفريقية، وسعينا إلى تحقيق المصالحة بين كثير من القبائل والفصائل المتناحرة في إفريقيا وعملنا على فتح مجال للحوار". معربًا عن اهتمام الأمم المتحدة بالوحدة الإفريقية وقال "إننا نعرف أهميتها" وتابع كي مون أن إفريقيا شهدت نموًا حقيقيًا برعاية الاتحاد الإفريقي، معتبرًا أن هناك الكثير من الأزمات التي واجهت هذا الاتحاد.
وشدد على أن الأمم المتحدة تسعى لتحقيق مزيد من التعاون في مجال تسوية النزاعات، ودعم الإتحاد من أجل تحقيق السلام والأمن في أفريقيا، وتشجيع الخطوات الديمقراطية في غينيا ومدغشقر ودعم الجيش الصومالي على ما يقدمه من تضحيات. وقال إننا " ندعم الحكومات الافريقية وكل البرامج الطامحة التي تهدف إلى إجراء انتخابات في 2016"
وأشار إلى أن الأمم تساعد كل الدول الإفريقية لتحقيق التنمية المستدامة، تحديث الصناعة لخلق فرص العمل، وتنمية الأسواق المحلية، وتوفير الإستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، ومقاومة عدم المساواة، وتوفير الرعاية الصحية الملائمة.ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، إلى اعتبار العام 2014 عام الزراعة والأمن الغذائي لإفريقيا، كما دعا إلى قمة خاصة بالتغير المناخي، معربًا عن ثقته في أن شعوب إفريقيا قادرة على القيام بمسؤولياتها
رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلامينى زوما رحبت بدورها بعودة نشاط مصر وغينيا بيساو للاتحاد الافريقي بعد تجميد نشاطهما.
وشددت خلال كلمتها على أن المفوضية تسعى إلى القضاء على الفقر والامية في القارة وزيادة الانتاجية الزراعية .
ورأت أنه لابد من زيادة الاستثمار في مجال التعليم الخاص والعام
والاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة من اجل دعم المواطنين والعمل على منحهم الوسائل المختلفة للوصول إلى حيازة الاراضي الزراعية كي يتحولوا إلى منتجين في مجال الزراعة والانتاج الحيواني والعمل على تحقيق كل ما تحتاجه الاسواق العالمية من اجل القيام بالتسويق الملائم لمنتجاتنا .
وكانت القمة قد افتتحت دورتها الـ 23 في مركز سيبوبو الدولي للمؤتمرات في العاصمة الغينية مالابو، وسط استعدادات أمنية مكثفة في مشاركة 54 دولة وحضور عدد كبير من الزعماء الأفريقيين تحت شعار "الزراعة والأمن الغذائي في أفريقيا". وتستمر اعمال القمة حتى يوم غدٍ الجمعة.