الرباط- علي عبد اللطيف
أعلن تيار "الديمقراطية والانفتاح" المنشق عن حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" المعارض الذي يقوده إدريس لشكر، رسميًا تأسيس حزب جديد بديلًا من "الاتحاد الاشتراكي".
واعتبر التيار، في بيان له الأحد، أنَّ تأسيس الحزب الجديد بديلًا من حزب "الاتحاد الاشتراكي" انتفاضة من أجل إنجاز مهمة راهنة ومستقبلية نبيلة تكمن في خلق حزب قوي، ديمقراطي، اشتراكي، حداثي يجسد عرضا سياسيًا يحظى بالمصداقية لدى المجتمع عبر بلورة مشروع مجتمعي بديل، واصفا الخطوة بالحاسمة، ولا يمكن الرجوع عنها.
وأكد البيان، أنَّ "المصلحة العامة للبلاد تفرض على كل المناضلات والمناضلين الغيورين على استعادة روح الاتحاد وقيمه النضالية ووفاء لروح شهدائه ومناضليه وللفكرة الاتحادية الأصيلة، إعلان هذه الانتفاضة".
وأضاف إنَّ الحزب الجديد يهدف إلى تقويض "النزعات السلطوية والمحافظة داخل المجتمع وداخل المؤسسات"، ويخلق "بديلًا للمآزق المزمنة للنظام الإنتاجي الذي لا تزال تحركه ثقافة الريع وتمنع الاقتصاد من إقلاع حقيقي".
وشدد التيار في البيان الذي جاء تتويجًا للقاء الوطني الرابع الذي عقده أمس السبت، في محافظة بوزنيقة، على أنَّ البديل الحزبي الذي جاء به يعد بديلًا حقيقيًا عما أسماها "الاختيارات الليبرالية المتوحشة، والتي هي منبع التمركز الفاحش للثروة وتفاقم الفقر والهشاشة الاجتماعية".
كما اعتبر أنَّ الحزب الجديد يشكل بديلًا "للدولة المسرفة والضعيفة على مستوى الأداء والمردود في إنتاج الخدمات العمومية، على مستوى التعليم، والتشغيل، والصحة، والسكن، والأمن، والعالم القروي، وتأهيل المقاولة الصغرى والمتوسطة".
وأشار التيار إلى أنَّ الحزب الذي سيتأسس قبل 15 آذار/ مايو المقبل سيكون بديلًا لسياسات عمومية قطاعية اعتبرها متفتتة، وتشكو من غياب رؤية ترابية شمولية واضحة المعالم، متعهدًا بأنَّ الحزب الجديد سيكون بديلًا "من أجل مغرب المساواة الفعلية والكاملة بين رجاله ونسائه، وخلق فرص الشغل أمام الشباب وتأهيله للمساهمة في التنمية والثقافة والإبداع".
كما أبرز أنَّ الحزب سيكون "بديلًا للانحراف المؤسساتي المرتكز على ناشطين اجتماعيين يواصلون المقاومة من أجل الإبقاء على الريع وعلى الخلط بين السلطتين السياسة والاقتصادية"، و"بديل من أجل مغرب ترابي قوي، بوحدته الوطنية وتعدديته الثقافية وسياسة اقتصادية واجتماعية ترتكز على إدماج واسع للمواطنين، وبانفتاحه على محيطه المغاربي والإفريقي والعربي المتوسطي".
ولمح البيان إلى أنَّ اللجنة التحضيرية التي ستتشكل قريبًا "بمعية كل الفعاليات التي تشارك التيار المذكور الهدف نفسه" ستوفر وتحضر كل الشروط الأدبية والمادية لعقد المؤتمر التأسيسي للحزب الجديد، والذي سيتم المصادقة على اسمه وشعاره في المؤتمر المقرر لإعلان الحزب الجديد.
ودعا التيار كل من يؤمن بالمبادئ التي أعلن عنها التيار إلى "المشاركة الفعالة والانخراط من أجل إنجاح هذا المشروع ليكون في مستوى تطلعات المجتمع". كما دعا "كل فصائل اليسار للعمل المشترك ليكون اليسار موحدا وبديلا قويا من أجل الرقي والتقدم المجتمعيين".
ونوَّه بأنَّ حزب "الاتحاد الاشتراكي" الذي انشق عنه، يعيش أزمة خطيرة منذ مؤتمره الوطني الأخير، وشدَّد على أن هذه الأزمة طالت هويته، واختياراته السياسية، والمجتمعية، ومبادئه التنظيمية، وقيمه النضالية.
وقال إنَّه بسبب هذا الانحراف "أضحى الاتحاد على عهد القيادة الحالية حزبًا منحرفا على مساره التاريخي وفاقدا لاستقلالية قراره السياسي"، مضيفًا إنَّ "هذا الانحراف الذي حصل في الحزب "شل قواه وجعله مسرحا يوميا لمواجهة أضرار وأخطار تلك التجاوزات التي هزت صورة الحزب لدى الرأي العام الوطني ودفعت الكثير من الديمقراطيين والمواطنين عمومًا إلى التعبير عن قلقهم من هذا المآل الذي ضرب الحزب في مصداقيته، وفاعليته ورصيده التاريخي".
وتابع "كما أنَّه حرم المغرب من صوت سياسي لا غنى عنه لبناء حقيقي للديمقراطية والعدالة الاجتماعية بالمغرب" يقول البيان، الذي يتوفر "المغرب اليوم" على نسخة منه. وأضاف أن كل هذه التجاوزات التي حدثت داخل الحزب أدت إلى انتفاضات مستمرة في صفوف الحزب على المستويات الجهوية والإقليمية والقطاعية".