الدار البيضاء - جميلة عمر
مرت 18 عامًا وهو يختبئ بين أدغال الجبال الفرنسية، لكن اختفائه لم يفلح أمام سائله المنوي الذي ظل عالقا بجسد الضحية، ليتم اعتقاله وترحيله مساء أمس الجمعة إلى اسبانية، مع العلم أن قرار التسليم لم يكن ليحدث، لأن القانون في فرنسا يتعارض مع ذلك، لولا موافقة المتهم المغربي بنقله إلى إسبانيا لإتمام التحقيقات معه.
وأوضحت مصادر إعلامية اسبانية، أن الجاني وصل إلى مطار طوريخون في مدريد أمس الجمعة، وهو مكبل اليدين بالأصفاد، مشيرة إلى أن السلطات الاسبانية بتعاون من فرقة كشف الجرائم الخطيرة في الحرس المدني الإسباني ظلت 18 عامًا تبحث داخل وخارج إسبانيا عن المغربي أحمد ش. (52 عاما) المتهم بقتل قاصر إسبانية، وكلفها ذلك أكثر من 600 مليون سنتيم صرفتها في 2013 في أكثر من تحليل للحمض النووي لمختلف الأشخاص في إطار البحث لكشف حيثيات وصاحب تلك الجريمة الشنيعة التي حيرت الأجهزة الأمنية للسنوات، في ظل ضغط المجتمع الأمن المدني لتفكيك شفرات الحادث.
وذكرت المصادر أن التحاليل قربت المحققون من المغربي المشتبه فيه، خصوصًا بعد إجراء تحاليل الحمض النووي على مواطن مغربي يقيم في نفس الناحية "الخيتي" التي ارتكبت فيها الجريمة، حيث تتشابه نتائج التحليل مع الحيوانات المنوية التي وجدت في بعض أطراف جسد الضحية، ليكتشف المحققون، في النهاية، أن الأمر يتعلق بمواطن مغاربي، وبعد تكثيف البحث مع المغاربيين الذين يقطنون في المنطقة، توصلت إلى أن المشتبه الرئيس غادر إسبانيا بعد ارتكاب الجريمة صوب فرنسا.
وتبين أن المتهم هو ابن مدينة تازة المغربية المزداد بتاريخ 1 آذار/مارس 1963، ارتكب عام 1997 جريمة اغتصاب وقتل شابة إسبانية تسمى إيبا بللانكو والتي كانت تبلغ حينها تبلغ من العمر17 عامًا، وخوفا من الاعتقال لاذ بالفرار إلى فرنسا معتقدا أنه لم يترك أي آثار لجريمته.