غزة – محمد حبيب
أفادت الاذاعة الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء أن رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" لن يرسل وفد التفاوض إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات غير المباشرة مع الوفد الفلسطيني والتي من المقرر أن تبدأ خلال أيام.وأكد مراسل الإذاعة للشؤون السياسية "رفيف دروكر", أن "نتنياهو" قال في جلسة مغلقة اليوم إنه لا يخطط لإرسال الوفد الاسرائيلي مرة أخرى إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات، وفاخر أنه ألحق هزيمة بحماس كون حماس لم تحقق مطالبها في المفاوضات.وأضاف "دروكر" أن "نتانياهو" كان يقول نصف الحقيقة؛ لأن حكومته تنازلت وفتحت المعابر لقطاع غزة والتزمت بتوسيع دائرة الصيد ستة أميال فور اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان القيادي في "حركة الجهاد الإسلامي" خالد البطش صرح الاثنين أن الوفد الفلسطيني في انتظار الدعوة المصرية لاستئناف المفاوضات، متوقعا أن توجه مصر دعوتها للفصائل خلال 48 ساعة.من جانبه، أكد رئيس "حزب الشعب" بسام الصالحي في تصريحات صحافية أن الفصائل لم تتلق أي دعوة من القاهرة حتى اللحظة.هذا ويتطلع الغزيون منذ وقف إطلاق النار وانتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, إلى نتائج مفاوضات القاهرة ،التي من المتوقع أن تبدأ خلال مدة أقصاها شهر منذ بدء سريان اتفاق التهدئة.وينظر المواطنون إلى نتائج المفاوضات بقلق خشية العودة إلى دائرة الحرب في حال فشلت المفاوضات.
واستبعد المحلل السياسي أكرم عطا الله العودة إلى مربع التصعيد, مبينًا أن الفلسطينيين حسموا أمرهم وقرروا عدم العودة للتصعيد.وأضاف عطا الله أن هناك خلافات في إسرائيل لأن الجيش لم يستكمل مهمته في القضاء على "حماس" ولكن من الصعب العودة إلى الحرب، طالما أنه تم فتح المسار السياسي، وستستكمل إسرائيل مهمتها من خلال المفاوضات تحت تهديد العدوان.وتابع أنه في حال العودة لموجة التصعيد فإن الحرب في هذه الحالة ستأخذ شكلًا أكثر عنفًا, لأن إسرائيل هذه المرة ستستند إلى قرار مجلس الأمن بتجريد المقاومة من السلاح وبهذا ستكون إسرائيل وكأنها تنفذ إرادة المجتمع الدولي.
وعن موقف السلطة سياسيا في حال فشل مفاوضات القاهرة، بين عطا الله أن مفاوضات القاهرة ليست مرتبطة بالوجهة السياسية لـ"منظمة التحرير" أو السلطة لأن مسارها السياسي يقوم على مقارعة إسرائيل في المحافل الدولية والوصول الى محكمة الجنايات الدولية وإلا حل السلطة.من جانبه, اتفق الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو مع الرأي السابق بصعوبة العودة الى الحرب لعدم رغبة الأطراف للعودة اليها، برغم أن المقاومة تعبر عن استعداداتها لمجابهة العدو، وكذلك إسرائيل ترى أن المعركة لم تنته بعد، لكن الأكثر وضوحًا أن تستمر التهدئة.
ونوه عبدو إلى أن الاحتلال الإسرائيل سيرضخ لرفع الحصار عن غزة، مشيرًا إلى أن هناك تفهم دولي وإقليمي لرفع الحصار عن القطاع, وإسرائيل تدرك أن رفع الحصار يصب في مصلحتها ولا يوجد لها مصلحة بأن يبقى القطاع محرومًا ومعزولًا، لذا ستقوم بفك الحصار من خلال السلطة الفلسطينية.واستبعد عبدو فشل مفاوضات القاهرة، ولكن فيما لو فشلت رجح أن نعود الى سياسة تنقيط الصواريخ، خاصة أن هناك إجماع من الفصائل لعدم العودة إلى الحرب ولن يكون بمقدور أحد ضبط هذه الحالة، لكن الفصائل الكبيرة مثل "الجهاد" و"حماس" لن تقدم على اطلاق صواريخ.وتوقع عبدو في هذه الحالة أن يرد الاحتلال الإسرائيلي على تلك الصواريخ بصورة أو بأخرى لإرسال رسالة أنها لن تقبل بتهديد أمنها واستمرار إطلاق الصواريخ.