غزة– حنان شبات
بعد إغلاق الأنفاق وتوقف ضخ السولار المصري في غزة، بدأ الغزيون يتفننون في ابتكار أساليبٍ جديدةٍ تساعدهم على مواصلة عملهم بأقل التكاليف والتي قد تكون خطيرة جدًا ومخالفة لقوانين الأمان والسلامة، إذ كان يبلغ سعر لتر السولار المصري ما يقرب من 2 شيكل، أي أقل من نصف دولار، أما سعر لتر السولار "الإسرائيلي" فيصل هذه الأيام إلى 5.5 شيكل، أي ما يقرب من دولار ونصف.
وبعد استخدام الغاز المنزلي وسيرج القلي بديلًا للسيارات عن السولار والبنزين، تنتشر هذه الأيام بين سائقي سيارات الأجرة من فئة المرسيدس ظاهرة إلغاء خزان الوقود الموجود في السيارة واستبداله بجالون بلاستيكي وتكوين شبكة من الخراطيم البلاستيكية في مقدمة السيارة وتعبئة السولار فيه بدلاً من خزان الوقود .
وأوضح سائق الأجرة كمال وشاح (42 عامًا) أنه وضع جالون بلاستيك في مقدمة سيارته وتعبئة السولار فيه بدلاً من تعبئته في المكان المخصص له، بسبب أن التنك يحتاج إلى تعبئته بمبلغٍ كبيرٍ جدًا أما الجالون فيمكن تعبئته بالمبلغ الذي يريده.
وأضاف: تنك السولار الموجود في السيارة يحتاج إلى أكثر من 50 شيكلًا حتى أستطيع المشي بالسيارة، لكن جالون البلاستيك لا يحتاج هذا المبلغ وأنا أتحكم في مقدار تعبئته التي لا تتجاوز 10 شيكلًا أحيانًا، والسولار في غزة غالي جدًا ولن أستطيع توفير شيء لعائلتي، وسأظل أعمل طوال اليوم لتوفير ثمن السولار.
كما لفت وشاح، خلال حديثه مع "فلسطين اليوم" أن تعبئة السولار في الجالون يساعده على معرفة الكمية التي يحتاجها، بمعنى أنه إذا توجه من مدينة غزة إلى مدينة خانيونس، جنوب القطاع، فإنه سيقوم بتعبئة جالون البلاستيك 4 لتر سولار بتكلفة 22 شيكلًا وحمولة سيارته من الركاب ستعود عليه بنحو 40 شيكلًا فقط.
وبيّن وشاح: أما حال استخدام تنك السولار فإنني لن أعلم كمية السولار الموجودة في التنك مما يدفعني إلى السير دون معرفة الكمية التي سأحتاجها من السولار لتعبئتها، بالإضافة إلى أنني لن أكون على دراية بالكمية الموجودة من الأساس.
ونوه إلى أن عملية تحويل الماتور غير مكلفة وأي سائق بإمكانه تحويلها دون اللجوء إلى ميكانيكي، وأن هذه الطريقة عبارة عن وضع جالون بلاستيك سعته 4 لتر ويخرج منه خرطوم بلاستيكي إلى الماتور مباشرة، مؤكدًا أن صعوبة الوضع وغلاء السولار هو الذي دفعهم إلى هذه الأساليب.
أما السائق أبوعدي نصار فأضاف أن السائقين من أكثر الفئات التي تقع على كاهلها الكثير من الالتزامات سواء العائلية أو الضرائب والترخيص والتأمين بالإضافة إلى المخالفات ورسوم الموقف، مما يدفع السائق إلى البحث عن أيّة وسيلة للتوفير في استهلاك السولار حتى يستطيع تأمين حياته، منوهًا إلى أن السولار الإسرائيلي الموجود خفيف الكثافة مما يجعله سريع الاحتراق، ما يترتب عليه زيادة الاستهلاك، لافتًا إلى علمه بخطورة استخدام الجالون وتعبئته بالسولار، لأن الخزان مزود بفلاتر لتصفية السولار وهو ما يتوافر بالجالون الذي يتصل بالماتور بشكل مباشر.
من ناحيته، أكد أستاذ مادة الكيمياء هاني القُدسي خطورة هذه الأساليب لاسيما وأنها قد تؤدي إلى احتراق السيارة في أي لحظة، وأن الجالون البلاستيكي الذي يستعمله السائقين في غزة يتم وضعه بجانب الماتور، الذي يعتبر مصدر للحرارة وبالتالي فإنه يؤدي إلى تحويل السولار من سائل إلى غاز ما يؤدي إلى اشتعاله.
وأوضح القدسي أن الماتور تعريفه العلمي هو محرك الاحتراق الداخلي وبالتالي هو مصدر للحرارة، داعيًا السائقين إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الأمن والسلامة للحفاظ على أرواحهم وأرواح الركاب الذين يعتبروا أمانة في عنقه.
كما بيّن أن الخرطوم البلاستيكي المستخدم بين الجالون البلاستيكي والماتور هو خرطوم عادي غير مقاوم للحرارة أيضًا، مما يجعل قابلية اشتعال الخرطوم ممكنة في أي لحظة.
ولفت إلى أن الطرق التي يستخدمها السائقون لتوفير بعض الأموال تتطلب وقفة جدية من قِبل الناس والحكومة، ففي السابق استخدم السائقون سيرج القلي والذي كان ينشر الأمراض من العادم الناتج عن احتراقه، كذلك استعمال الغاز وقودًا للسيارة يتطلب أخذ الحذر منها؛ لأنها من الممكن أن تسبب الكوارث وتؤدي إلى مقتل الكثير من المواطنين.