واشنطن ـ عادل سلامة
قال أحد كبارالمهندسيين المسؤولين في بشركة "كرايسلر" للسيارات، "إن قرار الشركة استدعاء حوالي 1.6 سيارة من طراز جيب "ليبرتي" و"غراند شيروكي" بسبب وجود مخاطر اشتعال النيران بمؤخرة السيارة ، كان الهدف منه حماية ما يسمى ب"سقاطة القطر" أي "وصلة الجر" لتوفير الحماية اللازمة لخزان الوقود".
وقال أيضا "إن وصلة الجر في تلك الموديلات لم تكن مصممة بحيث توفر الحماية لخزان الوقود."
ويقول خبراء الأمان والسلامة "إنه ينبغي على شركة "كرايسلر" وقبل ان تقوم بتلك الإصلاحات، أن تمسح بقيام الهيئة القومية للأمان المروري على الطرق، بإجراء ما يسمى باختبارات صدام السيارة".
وكان فرانسوا كاستين نائب مدير كرايسلر للشئون الهندسية السابق قد أعلن في 2011 "أن نظام الجر بالسيارة لا يوفر الحماية لخزان الوقود". وقال أيضا: "إن صفائح الصلب الموجودة بأسفل الخزان، توفر فقط الامان و الحماية من الأحجار والصخور التي قد تصطدم بالخزان من الأرض".
وكان كاستينغ الذي تقاعد من العمل بكرايسلر عام 1998 قد أدلى بتلك التصريحات في إطار شهادته أمام المحكمة العليا في "نيوجيرسي" والتي كانت تنظرفي قضية قام برفعها مواطن أميركي ضد شركة "كرايسلر" في شأن سيارته موديل 1996 بسبب حادث أدى الى وفاة زوجته عام 2007 في سيارة "غراند شيروكي" عندما تعرضت لصدام من الخلف مما أدى إلى اشتعالها.
وقد رفض المتحدث باسم "كرايسلر" مناقشة تلك الشهادة، كما رفض أيضا كاستينغ التعليق على شهادته التي أدلى بها أمام المحكمة.
وعلى الرغم من أن كرايسلر قد وافقت على استدعاء بعض موديلات السيارات إلا أن موقفها يتمثل في أن سيارات الجيب آمنة، وأن الحوادث القاتلة التي وقعت بسبب حوادث تصادم قوية لم تكن أي سيارة في ذلك العهد يمكن أن تحول دون ذلك".
إلا أن هيئة الأمن والسلامة لا تتفق مع وجهة النظر هذه حيث تعتقد بأن السيارات كانت بها عيوب تتعلق بمعدلات الأمان. وتقول أيضا "إن هناك 51 حالة وفاة وقعت بسبب تأثير اصطدام السيارة من الخلف وما أعقبه من حرائق".
وقال مركز "أمان السيارات" الذي أدت مطالبته بالتحقيق في تلك الحرائق، وإلى قيام "كرايسلر" باستدعاء بعض الموديلات، "إن بحثه كشف عن وفاة 161 حالة في 115 حادث تصادم أسفرت عن احتراق السيارة من الخلف". وقال أيضا "أن خرطوم وصل الوقود إلى الخزان في "الغراند شيروكي" كان يشكّل عيبا لم تقم هيئة "الأمن والسلامة" بفحصه أثناء تحقيقها."
وكانت هيئة الأمان المروري على الطرق السريعة قد طلبت خلال الشهر الماضي باستدعاء السيارات "غراند شيروكي" من موديلات 1993 وحتى موديلات 2004 ، كما طالبت باستدعاء موديلات من عام 2002 وحتى عام 2007 من السيارة" ليبرتي". وفي البداية رفضت "كرايسلر" ذلك الطلب وتوصلت إلى حل وسط مع الهيئة يتمثل في استدعاء 1.6 مليون سيارة من موديلات 1993-1998 من السيارة "جيب شيروكي" وموديلات 2002-2007 من السيارة "ليبرتي" لتركيب مقطورات جديدة.
وقالت الشركة "أنها بصدد القيام بحملة خدمة فنية بدلا من استدعاء 1.1 سيارة "غراند شيروكي" من موديلات 1999-2004 وفحص سقطاطات الجر المركبة خارج المصنع واستبدالها إذا ما تطلب الأمر. ولكنها لن تقوم بأي تعديل للموديلات التي عليها السقاطة المصنوعة داخل مصنع الشركة".
وينتقد الخبراء فكرة تركيب سقاطة القطر بهدف الحدّ من تأثير الصدامات الخلفية، وقد رفضت هيئة الأمان المروري الإعلان عن الأساس الذي اعتمدت فيه على تقريرها. بل أن "كرايسلر" نفسها أعلنت "أن تأثير سقاطة الحجر محدود، وأنه لا يمكن أن يؤدي إلى احتراق خزان الوقود أثناء الصدام من الخلف". وهناك من يقول "بأن احتراف مؤخرة السيارة يحدث نتيجة الحوادث التي يكون فيها الصدام عند سرعات عالية".
وكان مركز أمان السيارات قد طالب خلال الشهر الماضي، بإخضاع السيارات المزودة بسقاطة جر لاختبارات التصادم.
ويقول أحد الخبراء "إن سقاطة الجر ليست علاجاً، لأنها يمكن أن تحدث ثقبا في خزان الوقود عند وقوع التصادم".
ونسبت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى ضابطة شرطة كانت تقوم بالتحقيق في أحد تلك الحوادث، "أنها توصلت إلى نتيجة بأن السقاطة المثبتة في سيارة "غراند شيروكي" موديل عام 1993 قد تسببت في إحداث ثقب بخزان الوقود مما أدى إلى اشتعال السيارة".