لوس أنجلوس ـ يوسف مكي
تستغل شركة نيسان، الشركة التي تعتبر المحرك الأول لسوق السيارات الكهربائية، معرض لوس أنجلوس للسيارات الأسبوع المقبل، لإرسال رسالة عن محركات بالبنزين، مفادها: "محركات البنزين لم تمت بعد" وقال رئيس مجموعة مشاريع محرك البنزين في نيسان شينيتشي كيغا، إن الشركة اليابانية لصناعة السيارات مصممة على مواصلة تحسين تكنولوجيا الاحتراق الداخلي لإطالة فائدتها لعقود مقبلة، وستسلط سيارة رياضية جديدة من طراز إنفينيتي QX50، والتي سيتم الكشف عنها لوسائل الإعلام في لوس أنجلوس، 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الضوء على التكنولوجيا الجديدة المستخدمة.
وستكون سيارة "QX50"، أول سيارة تستخدم محرك "الضغط المتغير"، ويتمتع المحرك بكفاءة حرارية قصوى تبلغ حوالي 40 في المئة، أي ضعف مستوى محركات البنزين الحالية في هذه الصناعة، والتي تتراوح في المتوسط بين 20 و30 في المئة. وتشير الكفاءة الحرارية إلى قوة التي يولدها المحرك من وحدة من الوقود. وتكشف نيسان ومحرك إنفينيتي "في سي توربو" تحديًا لصانعي السياسات الحريصة على رؤية نهاية هيمنة محرك الاحتراق الداخلي في وسائل النقل.
وفي حين أن تكاليف بطاريات السيارات الكهربائية تنخفض، فإنَّ التحسينات في كفاءة محرك الاحتراق الداخلي يمكن أن تدفع الوصول إلى مرحلة عندما تحقق السيارات الكهربائية التكافؤ دون الحصول على دعم حكومي أكثر في المستقبل، وقال جيمس تشاو، رئيس قسم الاستشارات فى شركة "إهس ماركيت اوتوموتيف": "إنَّ تطوير تكنولوجيا محرك الاحتراق الداخلي "يعد واحدًا من أكثر الاتجاهات التى تم تجاهلها في هذه الصناعة. وهذه التطورات تطرح تسؤلًا. هل المحركات المتغيرة أفضل حل لمسألة انبعاثات الغازات الدفيئة؟ ".
ويستخدم المحرك الجديد، الذي يطلق عليه اسم "في سي توربو" لأغراض تسويقية، الإلكترونيات والبرامج الجديدة لاختيار معدل ضغط مثالي للاحتراق، وهي التي تعتبر حتى الآن عاملا رئيسيا في المفاضلة بين الطاقة والكفاءة في محرك يعمل بالبنزين. ويعتبر محرك "في سي توربو" ذو الأربع أسطوانات، الذي يبلغ سعته 2 لتر، اقتصادي أفضل بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 35 في المئة من استهلاك الوقود بشكل أفضل مقارنة بمحرك V6 سعة 3.5 لتر، مع قوة وعزم دوران قابلتين للمقارنة.
وتقول نيسان إنَّ المحرك الجديد يطابق محرك الديزل في عزم الدوران، وهو مقدار الدفع الذي يساعد على تحديد تسارع السيارة، وكشف كيغا إنَّ نظام "في سي تربو" يوفر آلاف الدولارات مقارنة بسيارة هجين من البنزين والكهرباء، ويضيف كيغا إن هدفه النهائي هو تطوير محركات لمركبات إنفينيتي ونيسان التي تحقق كفاءة حرارية تبلغ 50٪.
في سباق لجعل محركات البنزين أكثر كفاءة، طرحت تويوتا محرك 2.4 لتر، أربع أسطوانات، في أحدث سيارة كامري - التي تدعي الشركة أن لديها الكفاءة الحرارية القصوى التي تبلغ 40 في المئة.
وتتباين التوقعات المتعلقة باستخدام محركات الاحتراق الداخلي على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة تباينا واسعا، إلا أن عددا قليلا من مسؤولي الصناعة أو الخبراء الاستشاريين يتوقعون نهاية هذه التكنولوجيا بحلول عام 2030، كما اقترح بعض المنظمين الحكوميين. فعلى سبيل المثال، توقعت مجموعة بوسطن الاستشارية أن تبلغ نسبة السيارات الكهربائية بالكامل 14 في المائة بحلول عام 2030.
وتتوقع شركة إهس ماركيت الاستشارية أن بحلول عام 2025 سيزيد تركيب محركات البنزين إلى حوالي 73 في المئة من المركبات الخفيفة، ومن المتوقع أن تنخفض حصة الديزل إلى نحو 17 في المائة.