برلين ـ جورج كرم
أظهرت سباقات "روبوراس"، التي تأمل في بدء مستقبل للسباق دون سائق، سيارتها الكهربائية ذاتية القيادة، والتي تتجاوز سرعتها مسافة 200 ميل في الساعة (320 كم / ساعة) على المسار العام للمرة الأولى، حيث أنهت السيارة المستقبلية، دورة في حلبة إيبريكس في باريس قبل سباق "الفورمولا إي 2017"، يوم السب، فأنهت السيارة 14 دورة خلال المسار الذي يبلغ طوله 2 كيلومتر تقريبا (1.2 ميل) والتي لا يقودها سائق بل أجهزة الاستشعار.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة روبوريس، دينيس سفردلوف، إن جولة السيارة "روبوكار" كشفت تطوير السباقات المستقلة، مضيفا: "روبوريس هي الشركة الوحيدة في العالم التي تختبر حاليا تقنيات سيارة سباق بدون سائق على شوارع المدينة، والتي لم يخصص كرسي بداخلها للسائق، ويعد ذلك شيئا فريدًا ومميزًا".
وتستخدم السيارة، التي تزن نحو 1000 كيلوغرام (2200 رطل)، ومدعومة بأربعة محركات من طراز 300kW، عددًا من التكنولوجيات الحديثة للتنقل، وتشمل السيارة خمسة "ليدار"،وهو نظام الكشف الذي يعمل على مبدأ الرادار، ولكن يستخدم الضوء من الليزر، بالاضافة إلى اثنين من الرادارات، و18 جهاز استشعار بالموجات فوق الصوتية، واثنين من أجهزة الاستشعار ذات السرعة البصرية، و6 كاميرات تُدار بواسطة خوارزميات ذكية ، ونظام GNSS لتحديد المواقع، و محرك نيفيدا PX2 المعالج، وهي قادرة على القيام بـ 24 تريليون عملية خوارزميات ذكية في الثانية الواحدة.
وكشفت روبوريس، لأول مرة عن السيارة المذهلة التي تبلغ طولها 4.8 متر (15.7 قدمًا)، وعرضها على بعد مترين (6.5 أقدام) في المؤتمر العالمي للجوال في برشلونة، فيما سيتشارك اثنان من روبوكار في سباق "الفورمولا اي 2017" في وقت لاحق من هذا العام، ومن المقرر إقامة إمكانات لسلسلة سباق مخصصة للسيارات بدون سائق.
وكشف سفردلوف، جنبًا إلى جنب مع الرئيس التنفيذي للتصميم بروبوريس، دانيال سايمون، عن غزو السيارات المستقبلية بدون سائق للعالم قريبا، خلال خطاب رئيسي عن تطور المركبات الذاتية، كما تحدث عن السيارة الجديدة قفال: "هذه لحظةٌ عظيمة بالنسبة إلى روبوريس حيث نكشف عن سيارة "روبوكار" ونتقدّم خطوةً كبيرة نحو تحسين السيارات الكهربائيّة ذاتية القيادة"، وأضاف: "أنا فخورٌ للغاية بجميع العاملين في الفريق وشركائنا وتحديدًا دانيال الذي قام بعملٍ رائع في تصميم هذه السيارة الفريدة"، ثمّ تابع: "كان من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نُشكّل حلقة وصلٍ عاطفية مع السيارات ذاتية القيادة وأن نُقرّب أكثر بين البشر والروبوتات لتحديد معالم مستقبلنا"، كما أكمل: "لقد كان التقدّم الذي حقّقناه على الحلبة مع سيارة "ديفبوت" فضلًا عن بناء سيارة "روبوكار" في أقلّ من عام أمرًا رائعًا إذ لا نطيق الانتظار لمواصلة رحلة التعلّم مع تلك السيارة الرائعة".
والسيارة هي فكرة سايمون، عالم مستقبل السيارات الذي يصنع السيارات لهوليوود في أفلام الخيال العلمي ، بما في ذلك أفلام "ترون ليغاسي" و "أوبليفيان"، وفي المقابل أصرّ سفردلوف على أنّ الغرض من إقامة سلسلة "روبوريس" كان المساعدة في برهنة أنّ المركبات ذاتية القيادة آمنة وقانونيّة من أجل الاستخدام اليومي على الطرقات، إذ وصف السلسلة الجديدة قائلًا بأنّها "تفتح أفاقًا جديدة" لرياضة السيارات كي تتلاقي مع الذكاء الاصطناعيّ.
وقال سايمون: "بينما نقوم بدفع الحدود القُصوى لهندسة السيارات، قمنا بتصميم كلّ جزءٍ من سيارة "روبوكار"، وأضاف: "إذ أنّنا فخورون بالكشف عن سيارة فعّالة مُشابهة إلى حدٍّ كبير للتصميم المبدئي الذي شاركناه معكم، إذ تُعدّ طفرة في عالم تصميم السيارات ودليلًا على إصرارنا. إنّه لشعورٌ رائع أن نكشف عن هذه التحفة الفنية".
تجدر الإشارة إلى أنّ كلّ فريقٍ ضمن سلسلة "روبوريس" سوف يستعين بنفس سيارة "روبوكار" الأساسيّة عندما تنطلق السلسلة في نهاية المطاف، إذ سيكون الاختلاف والتركيز موجّهًا نحو البرمجيات التي تتضمّنها السيارة، فيما ستتّجه السلسلة إلى الاستعانة بمزوّد إطارات الفورمولا إي "ميشلان"، بينما سيقوم شريكٌ آخر للبطولة الكهربائيّة، شركة الشاحنات الكهربائيّة "تشارج"، بتزويد سيارة "روبوكار" بالمحرّكات والأنظمة الإلكترونيّة.
كما نُشير إلى أنّ سلسلة "روبوريس" أحرزت خطوةً كبيرة إلى الأمام في بوينس آيرس الأسبوع الماضي عندما وضعت نسختين من سيارتها "ديفبوت" على الحلبة في ذات الوقت، بالرُغم من أنّ سباق يوم السبت تأثر بالحادث الذي تعرّضت له إحدى السيارتين.
وأوضح ، نائب رئيس نيفيدا للسيارات روب كسونغور: "روبوراس و نفيديا اليوم دفعوا الحدود لتسريع تطوير أنظمة التعلم العميق للركاب والمركبات التجارية" وسوف تستمر روبوريس في استخدام ديفبوتس للاختبار، وإدخال روبوكار في العروض العامة خلال ما تبقى من عام 2017، مع اثنين من روبوكارس الذين سيأخذونا إلى المسار معا في وقت لاحق من العام.