لندن - سليم كرم
كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن سيارة "ستروين 2 سي.في" الفرنسية التاريخية سوف تعرض للبيع في مزاد علني في مدينة بمرمنغهام البريطانية، وذلك خلال فعاليات معرض "براكتيكل كلاسيك" في الفترة ما بين 1 و2 أبريل/ نسيان المقبل بسعر يبدأ من 60 ألف جنيه إسترليني.
وأضافت الصحيفة أن السيارة كانت مملوكة لعالم أنثروبولوجيا بريطاني، وكان يعيش في نيجيريا عندما اشتراها عام 1956، وذلك بغرض السفر إلى القرى النائية ولأنه كان يخشى من أن تعتبره الحكومة النيجرية مخبرًا إذا سافر على متن سيارة "لاند روفر".
وعندما اندلعت الحرب الأهلية النيجيرية عام 1967، قرر العودة إلى المملكة المتحدة باستخدام السيارة وذلك عبر الصحراء الكبرى وهو ما جعل السيارة تكتسب شهرة "الصحراء"، وبعد ذلك بعامين عاد العالم إلى نيجيريا لتقطع السيارة رحلتها الثانية عبر الصحراء الكبرى، وبحلول السبعينات، باع السيارة إلى طبيب يعمل بالمستشفى التعليمي النيجيري.
وفي عام 1980، تم لم شمل السيارة ومالكها الأصلي عندما زار نيجيريا واكتشف أن سيارته القديمة أصبحت مهجورة ولا يستخدمها أحد، لذلك قرر أن يعود بها إلى المملكة المتحدة لترميمها.
وبحلول شهر مارس/آذار عام 1981، تم تسجيل السيارة في المملكة المتحدة، ولكن خطط إصلاحها باءت بالفشل نظرًا لندرة قطع غيارها. بعد ذلك بوقت قصير، بيعت السيارة لمالكها الثالث والحالي، ليقوم بترميمها بعد 47 عامًا من رحلتها بصحراء نيجيريا أي عام 2012.
وتبلغ تكلفة سيارة "ستروين 2 سي.في"، ضعف السيارة القياسية، ولم تصنع الشركة الفرنسية من هذه السيارة سوى 694 سيارة على الرغم من أن انتاجها استمر لفترة طويلة.
وتتميز السيارة بنظام الدفع الرباعي، ومحرك أمامي مسؤول عن تحريك الإطارات الأمامية بشكل تقليدي، ومحرك خلفي مسؤول عن تحريك الإطارات الخلفية. كما يتم تشغيل علبة التروس في وقت واحد من خلال ذراع نقل التروس الموجود بين المقعدين الأماميين، فيما يمكن تشغيل المحركان بشكل مستقل لتعمل السيارة بنظام الدفع الثنائي.
ويقول مالك السيارة الحالي إن المحرك القديم للسيارة كان بطيئًا وثقيلاً للغاية حيث بلغت سعته اللترية 425 سي.سي، مشيرًا إلى أنه تم إضافة محرك آخر للسيارة بسعة لترلية تبلغ 602 سي.سي، لكنه صاخب للغاية.
من جانبه، قال ناغيل جوخ صاحب دار مزاد السيارات الكلاسيكية، وهي الدار المسؤولة عن بيع السيارة، إن هناك أقل من مئة سيارة مثل "2 سي.في" موجودة الآن في العالم، لافتًا إلى أن عدد السيارات التي تعمل لا يزيد على 30 سيارة، وهو الأمر الذي يجعلها سيارة نادرة للغاية.
ومن المقرر أن يتم تزويد السيارة بمحركيها الأصليين، واستبدال نصف العمود المرفقي وعلبة المرافق، فضلاً عن وثيقة التسجيل الأصلية من نيجيريا وصور السيارة أثناء رحلتها عبر الصحراء وكتيب باللغة الفرنسية ودليل المالك الأصلي.