الرئيسية » التحقيقات السياحية
البحر الكاريبي

القاهرة - المغرب اليوم

بدأت أغلب دول العالم فى التعايش مع فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، مع التشديد على ضرورة الإلتزام بالعديد من الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بالمرض القاتل، ولعل التباعد المجتمعى من أبرز هذه الإجراءات التى أوصت بها منظمة الصحة العالمية إلى جانب النظافة الشخصية، وتعقيم اليدين باستمرار، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، وغيرها الكثير من التوجهيات.

لكن يبدو من المستحيل عملياً فى جزيرة صغيرة من البحر الكاريبى تقع قبالة كولومبيا، تطبيق تدابير التباعد الاجتماعى التى تقتضيها مواجهة فيروس كورونا المستجد، إذ تعتبر هذه الجزيرة من الأكثر اكتظاظًا فى العالم، مع كثافة سكانية تبلغ 500 نسمة فى الهكتار الواحد.

من جهته، قال أدريان كارابايو، البالغ من العمر 22 عامًا، وهو دليل سياحى، "نحن معزولون وبعيدون من الفيروس، ولكن لا شك فى أننا خائفون من أن يأتى إلى الجزيرة شخص يحمل الفيروس، وينقل إلينا العدوى، فنموت جميعاً"، حيث تفوق الكثافة السكانية فى سانتا كروز ديل إيسلوتى، الكثافة السكانية فى حى مانهاتن فى مدينة نيويورك الأمريكية، حيث يعيش 268 شخصاً فى 0.01 كيلومتر مربّع، وفقا لما نقله "العين الإخبارية"، عن وكالة الأنباء الفرنسية.

وتعانى هذه الجزيرة منذ عقود نقصاً فى المياه وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائى، فضلاً عن أنها تفتقر إلى الأطباء، ويواجه سكانها هذه المشكلات بالابتكار والتضامن، لكن فيروس كورونا المستجد يشكل تهديداً للجزيرة المعروفة أكثر باسمها المختصر إل إيسلوتى (الجزيرة الصغيرة)، فالإصابات فى كولومبيا تجاوزت 100 ألف من السكان البالغ عددهم 50 مليوناً، فى حين وصل عدد الوفيات إلى 3400 حالة.

وعلى بعد ساعتين بالمركب من الجزيرة، تقع مدينة كارتاخينا التى تشكل مركزاً سياحياً مهماً، وهى تعانى حاليًا أكبر نسبة من الإصابات بفيروس كورونا فى كولومبيا، وتفادياً لانتقال "كوفيد-19" إلى الجزيرة، اعتمد مسئولوها بروتوكولاً للحجر ينبغى على كل شخص يغادر الجزيرة ويعود إليها أن يلتزمه.

 وعملاً بهذا البروتوكول، فإن أدريان، الذى قصد "البرّ الرئيسى" لموعد طبى، التزم بالحجر الصحى الذاتى لمدة 14 يوماً فى جزيرة تينتينبان المجاورة، وهى أكبر مساحة بقليل من إل إيسلوتى، ويحيط البحر، بمختلف تموجاته اللونية الزرقاء والخضراء، بالجزيرة التى تشكل كومة من الأكواخ المتداخلة من دون شاطئ.

فى وسط الجزيرة، تقع ساحة الصليب، وحولها الأكواخ ورصيفان ومدرسة واحدة، ولاحظت عالمة الأنثروبولوجيا أندريا ليفا، أن "الجائحة كشفت وجود مشكلات هيكلية قديمة"، وأبدت ليفا اهتماماً برصد "الحلول التى سيجدها سكان الجزيرة بأنفسهم"، إذ اعتبرت أن "من المستحيل ضبط تطبيق التباعد الجسدى فى جزيرة مكتظة سكانياً، وهو أمر سخيف تقريباً".

ومع أن أى فحوص لم تُجرَ، يؤكد السكان أنهم فى منأى عن فيروس كورونا المستجد، ولا يضع سكان الجزيرة كمامات على وجوهم، ولم تفرض أى قيود، بل يلعب الأولاد بحرية، فيما يعقد البالغون جلسات يتبادلون فيها الأحاديث أو يتنافسون فى لعبة الدومينو، وهنا علق أدريان، "يمكن نوعًا ما القول إننا نشعر بأننا فى الجزيرة محميون".

كما ترك ألكسندر أتينسيو، تلاميذه فى مطلع مارس الماضى عندما سجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا فى كولومبيا، والتزم حجراً ذاتياً فى بلدة تولو الساحلية، على بعد حوالى ساعة بالقارب السريع من الجزيرة، حيث قررت الحكومة اعتماد التعليم مِن بُعد لاستكمال السنة الدراسية، لكن إل إيسلوتى "غير مهيأة لتعليم افتراضى بنسبة 100%"، حسب ما أوضحه أتينسيو.

ويتلقى تلاميذ الجزيرة فروضاً وواجبات مدرسية ينبغى أن يحلوها ويرسلوا بالقارب إلى معلميهم، لكى يضعوا لهم العلامات التقويمية، ولا يشكل الحجر أمراً جديداً لسكان الجزيرة "إذ لطالما كانوا معزولين"، بحسب المدرس أتينسيو، ولا هو جديد أيضاً "الإهمال وغياب السياسات الحكومية" فى شأن الجزيرة الصغيرة.

وتعتمد جزيرة "إل إيسلوتى" بصورة أساسية على السياحة، أحد القطاعات الأكثر تضرراً جراء جائحة كوفيد-19، فالفنادق والمطاعم والحانات فى الجزر المجاورة أقفلت أبوابها وتوقفت عن العمل، وأشارت عالمة الأنثروبولوجيا ليفا، إلى أن البطالة أدت إلى تراجع السيولة وشل الاقتصاد، ودفع ذلك سكان الجزيرة للجوء إلى الصيد "لتأمين ما يحتاجونه لاستهلاكهم الخاص، لكن ذلك لا يكفى"، بحسب هذه الباحثة التى اختارت إل إيسلوتى موضوعاً لأطروحتها الجامعية.

وجمد أدريان نشاطه كدليل سياحى، ولن يحصل هذه السنة على شهادة الثانوية العامة، لكنه يأمل فى أن يعاود تحقيق مشاريعه "عندما تتحسن الأوضاع"، كما عادت جليزى باربوسا، وهى طالبة تتابع دراستها فى كارتاخينا، إلى الجزيرة لتقيم مع أهلها عند إعلان حالة الطوارئ الصحية.

وقالت باربوسا، البالغة من العمر، 20 عامًا، "نظراً إلى صعوبة الوضع الاقتصادى، لم تكن والدتى تملك مالاً لترسله إليّ، فطلبت منى العودة.. ففى الجزيرة نحن متحدون، والجار يتقاسم ما يملك مع جاره".

فيما، أكدت الباحثة ليفا، "رغم الخلافات الداخلية الطبيعية، إنه مجتمع قائم على المفهوم الجماعى.. وهذا النسيج الاجتماعى يساعد سكان الجزيرة على مواجهة الجائحة بشكل أفضل مما تفعل المدن القائمة أكثر على الفردية"، ومن هذا المنطلق، يدفع القادرون رسوم التيار الكهرباء لكى يحصل عليه الجميع ليلاً، كما أشار أدريان - الذى يتحرق شوقاً للعودة إلى إل إيسلوتى بعد انتهاء فترة حجره - إلى أنه لن يتخلى أبداً عن هذه الجزيرة.

قد يهمك ايضا

تمتعي بالطبيعة في "أروبا" الجزيرة السعيدة في البحر الكاريبي

فيلا الأمير هاري هاري المطلة على البحر الكاريبي معروضةٌ للبيع بسعرٍ خياليّ

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فاطمة الزهراء عمور تؤكد أن السياحة الداخلية تلقى اهتماماً…
الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز بوينغ…
مطارات الرياض تحصد 5 جوائز دولية من "ARCET Global"
الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" تُمدد تعليق رحلاتها إلى تل…
"طيران الإمارات" تتوج بجائزة أفضل ناقلة جوية في العالم…

اخر الاخبار

حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…
وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة

الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" تُمدد تعليق رحلاتها إلى تل…
"طيران الإمارات" تتوج بجائزة أفضل ناقلة جوية في العالم…
وزارة السياحة المغربية تُطلق بنك المشاريع لتحفيز الشباب على…
فيديو إسرائيلي يثير بلبلة عن مطار بيروت وحميه يؤكد…
أبرز الوجهات السياحية للاستمتاع بالعزلة بعيدًا عن روتين الحياة