الرئيسية » التحقيقات السياحية
"القناطر الخيرية"

القاهرة ـ محمود حماد

تقع "القناطر الخيرية" (وهي مدينة سياحية) في محافظة القليوبية على مقربة من العاصمة المصرية القاهرة، وهي المنطقة التي يتفرع فيها النيل لفرعية (رشيد ودمياط)، وتستمد اسمها من "قناطر محمد علي" التي تتحكم في تدفق المياه للرياحات الثلاثة الرئيسية في دلتا النيل (المنوفي، التوفيقي، البحيري)، وتتميز بمساحات كبيرة جدًا من الحدائق والمتنزهات، ولكنها أٌهملت لفترات طويلة ، رغم أنها تُعتَبر واحدة من أهم المعابر لوسط الدلتا، وتبعد قرابة 20 كيلو مترًا من القاهرة. وتُعَد "القناطر الخيرية"، إحدى المدن السياحية التي اكتشفتها "ثورة 30 يونيو" وبالتحديد حكومة الدكتور الببلاوي، حيث وضعتها وزارة السياحة الشهر الماضي، على مائدة التطوير السياحي، من أجل إنعاش السياحة الداخلية، ووفقًا لتصريحات المهندس محمود صديق، أحد سكان القناطر إلى "مصر اليوم"، فإن القناطر تتكدس بالزائرين خلال المناسبات والأعياد، لا سيما أعياد الميلاد وشم النسيم، وأعياد المسيحيين والمسلمين.
وأكَّد مصدر مسؤول في وزارة السياحة المصرية لـ"مصر اليوم" أن هناك لجنة من محافظة القليوبية ومن وزارات الري والإسكان والاستثمار والسياحة تبحث حاليًا سبل المخطط الذي أعدته وزارة السياحة لتطوير القناطر الخيرية، واستثمار مواردها ومقوماتها، في ضوء التراث التاريخي والعمراني والطبيعي لها.
وأوضح المصدر، أن وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبدالمطلب، قدم جميع أشكال الدعم الفني للتعاون مع وزارة السياحة لإعداد المخطط المقترح لتطوير المدينة.
وأعلن وزير الري أنه من المقرر أن يتم عقد مؤتمر موسع للمستثمرين في كبرى شركات السياحة العالمية في مدينة القناطر الخيرية لطرح مشروعات سياحية جديدة للاستثمار السياحي العالمي في المدينة ضمن خطة وضع القناطر على الخريطة السياحية المصرية والعالمية، حيث تم دعوة جميع الشركات العالمية للاستثمار في القناطر الخيرية وفقاً لشروط تم وضعها، أهمها الحفاظ على الشكل التراثي للقناطر الخيرية في جميع المنشآت الجديدة.
ووضع محمد علي الحجر الأساسي للقناطر الخيرية في احتفال فخم يوم الجمعة 23 ربيع الثاني سنة 1263 هجرية، الموافق سنة 1847 ميلادية، وكانت مدة حكمه إلى ذلك العهد 43 سنة، ولكن العمل كان قد بدأ قبل ذلك، واستمر العمل في إنفاذ المشروع، ثم اعتراه البطء والتراخي لما أصاب همة الحكومة من الفتور في أخريات أيام محمد علي، ثم توقف العمل بعد وفاته أثناء ولاية عباس الأول بحجة أن حالة الخزانة لا تسمح ببذل النفقات الطائلة التي يتكلفها إنفاذ المشروع، وارتأى عباس توفيرًا للنفقات أن تؤخذ الأحجار اللازمة للبناء من الهرم الكبير، ولكن المسيو لينان أقنعه بخطأ هذا الرأي بفكرة أن اقتلاع الأحجار من الهرم يقتضي من النفقات ما يزيد على نفقات اقتلاعها من المحاجر، وقد تم بناء القناطر وأنشئ رياح المنوفية في عهد سعيد باشا.
وظَهَر خلل في بعض عيون القناطر الخيرية سنة 1867 بسبب ضغط المياه، فوجه الخديوي إسماعيل عنايته إلى ملافاة هذا الخلل، وعهد بذلك إلى فطاحل المهندسين في عصره، وهم موجيل بك (وكان قد غادر مصر إلى فرنسا)، وبهجت باشا، ومظهر باشا، ثم المهندس الإنكليزي المستر فولر، وأنجز هذا الإصلاح في عهد الخديوي إسماعيل.
وتتمثل أهم معالم القناطر الخيرية في متحف الري، ويشمل وسائل الري منذ عهد الفراعنة حتى الآن، وفيه مجسمات للسد العالي وجميع الكباري المقامة على النيل وأدخل في المدينة الصوت والضوء، وفيه أيضًا معهد بحوث الهيدروليكا والطمي الذي يختص بالبحوث والدرسات المتعلقة بالري والصرف، وفيها محطات بحوث البساتين والدواجن والأسماك والنباتات العطرية، ومركز تدريب البساتين ومركز تنمية الإدارة للنهوض بمشروعات التنمية الزراعية، كما تضم القناطر مساحة كبيرة من الحدائق والمنتزهات تصل إلى 500 فدان على النيل مباشرة.
وكانت القناطر الخيرية التي تُشتهَر بعيون المياه، عندما أسسها محمد علي، عبارة عن قنطرتين كبيرتين على فرعي النيل يوصل بينهما برصيف كبير، وشق ترع ثلاثة كبرى تتفرع عن النيل فيما وراء القناطر لتغذية الدلتا، وهي الرياحات الثلاثة المعروفة برياح المنوفية ورياح البحيرة ورياح الشرقية الذي عُرف بالتوفيقي لأنه أنشئ في عهد الخديوي توفيق باشا، وقد شرع في العمل على قاعدة تصميم موجيل بك، وبمعاونة المهندسين الكبيرين المتخرجين من البعثات العلمية مصطفى بهجت باشا ومظهر باشا، حتى افتتحها مؤسسها محمد علي باشا في العام 1847 ميلادية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المغرب يُحقق تقدماً ملحوظاُ في تصنيف الإيرادات للمنظمة العالمية…
وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء
وجهات سياحية مميزة في الجونة أبرزها جزر الجفتون وأبو…
 انطلاق النسخة الأولى من المسابقة الوطنية والدولية للصيد السياحي…
وزير النقل المغربي يُؤكد أن شركة الطيران رايان إير…

اخر الاخبار

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
إنعقاد المؤتمر الدولي بالداخلة حول "المبادرة المغربية للحكم الذاتي
وزير الداخلية المغربي يدعو إلى التصدي للنقل "غير القانوني"…
رئيس الحكومة المغربي والشيخة المياسة يفتتحان منتدى الأعمال القطري…

فن وموسيقى

حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تشعل حماس جمهورها في الكويت استعدادًا…
مروان خوري يحيي حفلا غنائيا في الكويت 12 ديسمبر
عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

لبنان يوسع صلاحيات الجيش في مطار رفيق الحريري لتجنب…
مدينة تولوز "الوردية" واحدة من أفضل المدن التي يمكن…
فلاي دبي تلغي رحلات لعدة دول في المنطقة واضطراب…
شركات طيران أجنبية وعربية علقت رحلاتها من مطار بيروت…
الوقت المثالي لزيارة سويسرا للاستمتاع بجمال الطبيعة والتجارب الثقافية