الرباط - المغرب اليوم
إقبال ملحوظ للأسر المغربية على إفران وسَم نهاية الأسبوع الفائت، اعتبارا لتساقط كميات مهمة من الثلوج بعد غياب دام أزيد من سنتين؛ مما شجع السياحة الثلجية، التي يراهن عليها مهنيو القطاع لتجاوز تداعيات الركود الموسمي في أوائل العام الجاري.
فعاليات مهنية سجلت ضعف الإقبال على مناطق الأطلس التي كستها الثلوج في الأيام المنصرمة، لافتة إلى أن ضعف القدرة الشرائية للمغاربة في ظل الوضعية الاجتماعية الصعبة حالت دون تحقيق الإيرادات المالية المعهودة في فترة ما قبل الجائحة.
محمد بامنصور، الكاتب العام للفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب، قال إن “السياحة الثلجية يحاول عبرها مهنيو القطاع الخروج من الركود الموسمي في هذه الفترة بالذات”، موردا أن “الوضعية السياحية تكون كاسدة في الأشهر الثلاثة الأولى من كل موسم”.
وأضاف بامنصور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الإشكال القائم يكمن في عدم هيكلة النقل السياحي بالمغرب، مما يتسبب في ضعف إيرادات المهنيين في هذه الفترة، نظرا إلى انتشار النقل السياحي العشوائي غير المرخص بعدد من المناطق”.
وواصل المتحدث ذاته بأن “بعض الشركات تستعمل أسطولها لنقل الموظفين إلى إفران والمناطق المجاورة خلال نهاية الأسبوع؛ وهو أمر غير قانوني، لأن هذه المركبات مؤمنة فقط على نقل الأجراء والمستخدمين من مقر السكن نحو مقر العمل، ما يعد تجاوزا قانونيا ينبغي تفعيل معه مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة”.
وذكر المهني عينه أيضا بأن “هذه الثغرات تجعل سياحتنا الداخلية غير مهيكلة؛ وبالتالي لا يستفيد مهنيو القطاع من الفرص السياحية الكائنة حاليا في أوقات الثلوج”، داعيا وزارة الداخلية والقطاعات الأخرى إلى “تشديد المراقبة على المركبات السياحية غير المرخصة”.
من جانبه، صرح الزبير بوحوت، باحث في القطاع السياحي، لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن “إفران هي المدينة السياحية الوحيدة التي لها من الإمكانات اللوجستيكية ما يؤهلها لاستقبال السياح في فصل الشتاء”، مبرزا أن “المدينة تتوفر على وحدات فندقية مصنفة تجلب الزوار”.
وأشار بوحوت إلى أن “بقية المناطق الأخرى بالأطلس تعاني من شدة البرد، مما دفع الدولة إلى تخصيص مساعدات إنسانية لسكانها؛ وبالتالي، يظل الإقبال عليها ضعيفا من قبل السياح”، مؤكدا أن “السياحة الداخلية ضعيفة، رغم تساقط الثلوج”.
وتابع الفاعل السياحي بأن “السياحة الثلجية منتشرة بالقارة الأوروبية، على وجه الخصوص؛ لوجود ممارسات رياضية تشجع السياح على القدوم إليها، حيث يتعلق الأمر برياضة التزلج، لكن ذلك يغيب بالمغرب”، لافتا إلى أن “السياح الأجانب يفضلون زيارة مراكش لأنهم يفرون أصلا من البرد القارس، بينما تظل السياحة الداخلية ضعيفة بفعل تراجع القدرة الشرائية”.
قد يهمك أيضاً :
أبرز الوجهات السياحية الجاذبة لهواة الموضة
الثلوج تنعش السياحة الشتوية بالأطلس وسط شكاوى مهنيين من ضعف المداخيل