الرئيسية » التحقيقات السياحية
السياحة في المغرب

الرباط -المغرب اليوم

انطلق في تطوان العمل ب التشوير السياحي الرقمي وباللوحات التفسيرية، كمبادرة عملية ومبتكرة لتعزيز الجاذبية السياحية للمدينة العتيقة وتأهيلها تأهيلا شموليا بأبعاد تنموية حقيقية.إلى جانب كونها مبادرة تحافظ على الخصوصيات المعمارية لتطوان وتساهم في التعريف بها، يساهم التشوير الالكتروني والبصري في التسويق السياحي لمدينة عريقة ذات طابع معماري فريد، كما تزخر بمكنونات أثرية محفوظة بعناية ضمن الأسوار العتيقة لتطوان بأبوابها التاريخية السبعة، والتي صنفت سنة 1997 ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، كما دخلت لقائمتها للمدن المبدعة سنة 2018.

ويقدم التشوير الرقمي معطيات شاملة ومرتبة حول الساحات والفضاءات والبنايات والمساجد والبيع والمدارس والزوايا والمتاحف وغيرها من البنايات المرجعية في النسيج العمراني العتيق لتطوان الواقعة بين جبلي درسة وغرغيز، وهو ما يرتقي بخدمات الإرشاد السياحي بتطوان إلى مصاف مدن عتيقة عالمية لا تقل أهمية من حيث المآثر التاريخية.في سياق هذا المشروع، جرى تجديد هندسة تشوير أزقة المدينة العتيقة بالبلاط الأرضي باستعمال أحجار خاصة، تشبه ما رصفت به هذه الأزقة ذات زمن، لتسهيل الجولان وزيارة المدينة العتيقة بالنسبة للسياح والزوار، ولسكان الأحياء الأخرى من المدينة أيضا.

وتعني ثلاثة خطوط متوازية في منتصف أرضية الطريق أن الزائر يوجد بشارع رئيسي تتفرع منه أزقة ثانوية، ويوصل لأحد الأبواب السبعة، أي باب العقلة وباب الصعيدة والباب السفلي وباب الرواح وباب النوادر وباب التوت وباب الرموز، فيما يعني تواجد خطين فقط أن الطريق يوصل لأحد الشوارع الرئيسية، ويعني خط واحد أن الطريق بدون مخرج.في هذا السياق، قال طه بوحسون، المهندس المعماري المكلف ببرنامج ترميم وإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة لتطوان، إن مشروع التشوير، الرقمي والتقليدي، يمنح بعدا جديدا في التسويق السياحي لمدينة تطوان، إذ جرى الاشتغال عليه لمدة طويلة، مع مراعاة خصوصيات المدينة العتيقة من ناحية الألوان السائدة والمعمار، مشيرا الى أن اللوحات التفسيرية الجديدة تحمل رموزا رقمية، كم تم استعمال الزليج التطواني التقليدي في التشوير، لتعريف السائح بخصوصيات الصناعة المحلية التقليدية.

وأكد المتحدث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التشوير الأرضي يعتمد عل أساليب تقليدية تحترم المعايير الدولية من حيث الرؤية والمواد المستعملة ذات الخصوصية البيئية والعمرانية المحلية، وتجعل للمشروع بعدين حداثيا وتقليديا في الوقت نفسه مع الاحترام الكامل لطابع المدينة العتيقة.من جانبها، رأت حسناء داود، رئيسة مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة بتطوان، أن التشوير، ببعديه التقليدي والحداثي، من شأنه التعريف بدقة متناهية بمعالم المدينة العتيقة، التي تعد تراثا إنسانيا عالميا، وهو يروم العناية والتعريف بالمعالم الدينية والتراثية والثقافية، أي كل ما يرمز الى القيمة الحضارية وتراث مدينة تطوان، الذي يعود جزء كبير منه الى القرون الماضية، كما تشكل العملية خطوة مهمة في التسويق السياحي للمدينة ودعامة جديدة للتنمية المستدامة.

من جانبه، قال مصطفى اعديلة، الرئيس المنتدب لجمعية “تطاون أسمير”، إن تأهيل وتثمين معالم المدينة العتيقة لتطوان سيساهم في الحركة السياحية ويعطي دفعة جديدة للسياحة الثقافية، التي طالما اشتهرت بها الحمامة البيضاء وشكلت عامل جذب سياحي مهم خاصة في ثمانينات القرن الماضي.

واعتبر أن التشوير الجديد يمنح للمتجول في المدينة معلومات مفصلة وشاملة تهم المعالم الرئيسية للمدينة وخصوصياتها العمرانية والثقافية والتاريخية والإنسانية، مبرزا أن إعادة تأهيل وتثمين مكونات المدينة العتيقة سيعود بالنفع على الساكنة اقتصاديا، كما سيعطي لها وجها آخر سيجعلها في صلب قطاع السياحة بالمغرب.وسجل أيوب إدلحاج، المسؤول عن تنسيق وتتبع البرنامج التكميلي لتثمين وتأهيل المدينة العتيقة لتطوان 2023-2019، أن مشروع تشوير مزارات تطوان السياحية، الذي يندرج في إطار محور التنشيط الثقافي والسياحي بمختلف مواقع المدينة العتيقة، يتضمن إنشاء لوحات كبرى بخرائط تعريفية مفصلة، ثم التشوير الأفقي والعمودي، الذي يرافق السائح للمدينة خلال المسار الاستكشافي بأكمله ويقربه من المعالم المهمة للمدينة، إضافة الى أنه مندمج مع التشوير الأرضي الذي كان سائدا في مدينة تطوان قديما.

وأشار إدلحاج إلى أن هذا المشروع أنجز بتنسيق بين وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال وعمالة إقليم تطوان ووزارة السياحة في سياق مقاربة جديدة هادفة لجعل تطوان من الأقطاب السياحية الهامة التي تعتمد على دعامات جديدة تتجاوز المقاربات التقليدية.ولاشك في أن هذا الانجاز سيكشف للزوار النقاب عن كنوز وأسرار ثقافية لمدينة تطوان العتيقة، ويبرز قيمتها الجمالية والاجتماعية والاقتصادية، ويجعل السياحة والثقافة عنصران متوازيان يكمل الواحد الآخر في سبيل استعادة وهج الحمامة البيضاء.

قد يهمك ايضا

أرقام مخيفة ومساع لإنقاذ السياحة في المغرب من الإفلاس

مهنيو السياحة يراهنون على الحلول الرقمية لتجاوز مرحلة الأزمة

   

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

شركات طيران أجنبية وعربية علقت رحلاتها من مطار بيروت…
الوقت المثالي لزيارة سويسرا للاستمتاع بجمال الطبيعة والتجارب الثقافية
وزيرة السياحة المغربية تؤكد أن عائدات القطاع بلغت 59.4…
لبنان يمنع حمل الأجهزة اللاسلكية على متن الطائرات العاملة…
مطارات المملكة المغربية تستقبل كأس العالم لكرة القدم 2030…

اخر الاخبار

حزب الله يتهم إسرائيل بإطلاق صواريخ محشوة بـ"قنابل عنقودية"
رئيس مجلس المستشارين المغربي يُجري مباحثات مع نظيره البرازيلي
ظهور قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني في طهران بعد…
قطر تجدد تأكيد دعمها لمخطط الحكم الذاتي في إطار…

فن وموسيقى

إليسا ترثي الوضع في لبنان وتؤكد أنه سيعود أحلى…
نبيلة عبيد تستأنف مسيرتها الفنية بمسلسل سعودي بعد فترة…
حياة عادل امام بعد الاعتزال وكيف يقضي ايامه بدون…
نرمين الفقي تتحدث عن عودتها إلى المسرح بعد سنوات…

أخبار النجوم

شيرين عبدالوهاب توجه رسالة قوية لأصدقائها وجمهورها وللبنان
سعد المجرد ينعي الطفلة سجا التي هزمها السرطان
محمد هنيدي يعود الى الدراما بعد غياب طويل
أحمد عز يخوض تجربتين جديدتين بعمل فني واحد

رياضة

مدرب ليفربول يستعين برونالدو وميسي للضغط على إدارة النادي…
محمد صلاح يتصدر التشكيل التاريخي للدوري الإنكليزي في القرن…
الركراكي يُعرب عن سعادته بإقامة مباراتي المغرب ضد أفريقيا…
ليفربول يخطط للإطاحة بصلاح ويتعاقد مع لاعب جديد

صحة وتغذية

اختبار دم بسيط لتحديد الإصابة بسرطان الأمعاء
أسلوب حديث لعلاج السكري دون الاعتماد على الأنسولين
تطوير غرسات إلكترونية جديدة لعلاج الاكتئاب والخرف والألم المزمن
الإفراط في استخدام الهاتف قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة

الأخبار الأكثر قراءة

أبرز النشاطات التي يمكن الاستمتاع بها في بوسطن بميزانية…
التقدم والاشتراكية يستدعي وزيرة السياحة المغربية للبرلمان بسبب فوضى…
استكشف الطبيعة والمناظر الخلابة في إيبيزا الإسبانية "جزيرة الحفلات"
منتجع تشيسينجتون وورلد أوف أدفينشرز جنوب غرب لندن مستوحى…
الجبل الأسود على البحر الأدرياتيكي الخيار الأمثل للاستمتاع بإجازة…