الرئيسية » التحقيقات السياحية
مدينة بليجو

روما ــ ريتا مهنا

وصلت عائلة إلى مدينة بليجو بالسيارة، بعد أن اجتازوا طريقًا جبليًا في سبيل الوصول إلى منطقة الدولوميت، التي تقع شمالي بحيرة غاردا مباشرة. وبدأت الرحلة من جنوب ترينتينو ثم توجهوا بعد ذلك إلى مدينة ريفا السياحية التي تقع على الشواطئ الشمالية للبحيرة، ثم إلى الشمال، وبدأوا في الارتفاع بمجرد الوصول إلى طريق الوادي. وكلما تقدموا أكثر، حاوطتهم قمم جبال الألب الشاهقة والغابات الكثيفة، حتى وصلوا إلى هضبة التلال.

وأضاف أحد أفراد العائلة "هنا المكان الذي هربت إليه جدتي وأشقائها عندما كانوا صغارًا في السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، ثم عاشوا في مزرعة صغيرة بمفردهم، في حين تم إجبار أبويهم على البقاء في مسقط رأس جدتي في مدينة ألا المحتلة. وكان هذا حال العديد من الأطفال في تلك الفترة، عندما أعلنت إيطاليا نفسها دولة حليفة ثم سقطت في هوة الحرب الأهلية، وسيطر الفاشيون على شمال البلاد. 

وكانت بلدة بليجو ملاذًا آمنًا بعيدًا عن القتال، والآن نحن هناك، أنا وأمي وزوج أمي وصديقتي، من أجل استكشاف هذا المكان الذي حمى أسرتنا الكبيرة. كان مكان اختباء جدتي لغزًا كبيرًا، لكنني عرفته نظرًا لأن أصدقائي يعيشون هنا باعتبارهم نازحين يعيشون دون أوراق رسمية، أو "سفولاتي" كما يُطلق عليهم بالإيطالية. خططنا لأن نمشي عبر الوادي من الشرق إلى الغرب حتى القمة التي يطلق عليها لاسيما سيرًا، والتي تطل على المنطقة بأسرها".

وتابع "كان معسكرنا في ماسو برا كافاي، وهو بيت ضيافة كبيرة في مزرعة بروتشي مملوكة لإحدى العائلات هناك. وصلنا في وقت متأخر من النهار، واستضافتنا العائلة بترحيب حار. في اليوم التالي، بدأنا جولتنا مبكرًا من قرية ستنيكو التي تقع في أعلى مكان في المنطقة بجانب قلعة الأمراء الأساقفة. رأيت إحدى نوافذ القلعة ثم ذهبت إلى أحد المناطق الواسعة لأجد نفسي في المكان الذي عاشت فيه عائلتي. 

كنت أعلم أن عائلتي ذهبت إلى نفس المكان من خلال نفس الطريق في الوادي، وتُركوا خاليين الوفاض ما عدا بعض العنب والمعلبات والماشية. دفع بعض الأشخاص إلى كاهن محلي من أجل حمايتهم، لكن مع ذلك، كانوا بمفردهم تمامًا. بالتأكيد شعرت عائلتي بالأمان والحرية إلا أنهم شعروًا أيضًا بالخوف لغياب والديهم. ظل الأمر هكذا حتى نهاية الحرب وتحرير إيطاليا، حيث لُم شمل الأسرة مجددًا".

وفي قرية مديشتي أسفل الوادي، اصطفت في الشوارع مباني متهالكة غريبة الهيئة، فقد كانت تحتوي على مداخل تشبه الكهوف وسقيفة خشبية في الأعلى لا يمكن دخولها سوى عن طريق منحدر حجري مقوس. وتوقفنا عند مكتب البدلية في المنطقة، ناشدين بعض المعلومات. 

إلا أن المسؤولين هناك أخبرونا بعدم وجود سجلات للأسر التي قطنت هنا خلال الحرب، لكنهم اقترحوا علينا أن نسأل السكان المحليين، فهم كما قالو لنا أفضل المصادر التاريخية في المنطقة، أفضل حتى من أرشيف الدولة.

وأضاف "تجولنا في بليجو، قرية بعد قرية، وكان من الصعب الحصول على معلومات عن أقاربي، ورغم ذلك خالجني شعورًا مستمرًا بأنني سأجد ما يدل على وجودهم هنا. 

على بعد ميل تقريبا من الجبل، شد انتباهي كنيسة صغيرة مستقرة على جانب الطريق، كانت جدرانها من الجرانيت محفور عليها أسماء أشخاص عاشوا هنا إبان الحرب العالمية الثانية، وشعرت ببعض الأمل الساذج أنني سأجد أسماء عائلتي على الحائط، لكن لم أعثر على شيء.

بعدما رحلة شاقة عبر غابات الزان الكثيفة والصخور المشجرة، وصلنا إلى قمة سيما سيرًا، وجلسنا لمشاهدة الأرض الواسعة في الأسفل. لاحت لنا من بعيد كنيسة ستنيكو. وبدت متناهية الصغر. 

من هذا المكان بدأت أشعر أن هذه الرحلة لن تكشف عن معجزة، فلم يكن الأمر كما تخيلت، لم يكن هناك كوخًا صغيرًا على الجبل ينتظرنا وبداخله صورة تذكارية لعائلتي. 

لكن وبما إنني هنا، شعرت أنني اكتشفت شيئًا مهمًا عن طفولة أمي وأشقائها، وتركنا الجبل، وقررنا العودة في العام المقبل، لمقابلة شيوخ المنطقة. فهذه المنطقة تحوي قصصًا كثيرة عن فترة غامضة في التاريخ الإيطالي، ومن المهم الاستماع إليها قبل أن تختفي هذه القصص إلى الأبد".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

"دبي الدولي" يتصدر مطارات العالم في السعة المقعدية خلال…
فاطمة الزهراء عمور تؤكد أن السياحة الداخلية تلقى اهتماماً…
الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز بوينغ…
مطارات الرياض تحصد 5 جوائز دولية من "ARCET Global"
الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" تُمدد تعليق رحلاتها إلى تل…

اخر الاخبار

إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات في ميناء طنجة المتوسط…
مُباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية
الحكومة المغربية تُصادق على تُعين المهندس طارق الطالبي مديراً…
وزير العدل المغربي يُقدم أمام مجلس الحكومة عرضاً في…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" تُمدد تعليق رحلاتها إلى تل…
"طيران الإمارات" تتوج بجائزة أفضل ناقلة جوية في العالم…
وزارة السياحة المغربية تُطلق بنك المشاريع لتحفيز الشباب على…
فيديو إسرائيلي يثير بلبلة عن مطار بيروت وحميه يؤكد…
أبرز الوجهات السياحية للاستمتاع بالعزلة بعيدًا عن روتين الحياة