الرئيسية » التحقيقات السياحية
بحيرة "ساوه"

بغداد – نجلاء الطائي

كثيرة هي المواقع السياحية والأثرية التي يزخر بها العراق، ومنها بحيرة "ساوه" ، تلك البحيرة التي تقبع في عمق صحراء قاحلة ، تحيطها الرمال من كل جانب ، لقبت بالعجيبة والغريبة ولكن أجمل اسم أُطلق عليها هو لؤلؤة الصحراء.
 
شك العلماء بأن هناك ينابيع داخل البحيرة تغذيها بالمياه، إلا أن المفاجئة كانت بأن قاع البحيرة مكون من صخور صلدة، ولعل ذلك ما جعلها تشكل لغزاً حقيقياً حير العديد من العلماء.
 
يقول عضو لجنة البيئة في محافظة المثنى الدكتور علي حنوش "إذا تحدثنا عن الموقع الجغرافي للبحيرة فهو مميز، فهي تقع في قلب صحراء بادية السماوة وكذلك هي مميزة من الناحية الهيدرولوجية فهي بحيرة نادرة، فمستوى سطح الماء فيها مرتفع عن سطح اليابسة في حدود مترين وعلى الرغم من وجودها في بقعة ذات تبخر عالي ، إلا أنها تحافظ على منسوبها المائي منذ عشرات الآلاف من السنيين".
 
ويضيف " كان من الممكن الاستفادة بشكل كبير من بحيرة كهذه بتحويلها إلى منتجع سياحي على غرار منتجع البحر الميت في الاردن".
أبناء البادية الذين يقطنون في مناطق قريبة من بحيرة ساوه يظنون بأنها كائن حي، وما دفعهم لهذا الإعتقاد سور ملحي يحيط بالبحيرة، سرعان ما يعيد تشكيل نفسه إذا ما أُتلف لأي سبب كان. أما أسماكها فإنها تضيف لغزاً آخراً، فهي عمياء وفقاً للاختبارات التي أُجريت علىها من دائرة البيئة، وشفافة كالماء ولا يتجاوز طولها العشرة سنتمترات وما أن يتم إخراجها من الماء وتلامسها اشعة الشمس تذوب تدريجيا كأنها قطعة من الثلج.
اكتشف وجود أربعة أنواع من الأسماك النادرة في البحيرة على الرغم من ارتفاع نسبة الملوحة فيها بشكل كبير، وهذه الأسماك غير صالحة للتغذية لأنها عالية الدهنية ، وسرعان ما تذوب إذا ما تعرضت لحرارة أشعة الشمس.
يقول حنوش "وهذا ما يجعل بحيرة ساوه أكثر تميزاً ويجب المحافظة علىها وعلى الكائنات التي تضمها".
منظمة اليونسكو ترفض إدخال أية أحياء مائية للبحيرة خوفاً من تأثيرها على الكائنات الأصلية الموجودة فيها وقد تؤدي إلى انقراضها.
 
ويبين عضو لجنة البيئة في المثنى "أننا بحاجة ماسة وفعلىة إلى وجود مراكز تختص بعلوم البحار، لدراسة هذا النوع من البحيرات النادرة ، حتى اليوم مازلنا لم نكتشف كل أسرار بحيرة ساوه ، بل لم نستطع إيجاد تفسير علمي ومنطقي للكثير من عجائبها".
 
وترتبط غرائب بحيرة ساوه بقصص خرافية وأُخرى دينية حتى أن البعض من خبراء البيئة ممن كتبوا عنها قالوا كان لابد من إضافتها كعجيبة ثامنة إلى جانب عجائب الدنيا السبع. فهي بحيرة مميزة وغريبة في كل شيء حتى إنها تعد ملتقى للعديد من الطيور النادرة المهاجرة من قارات العالم المختلفة.
 
الباحث في مجال البيئة الدكتور حسين الهنداوي يقول إن أغلب الطيور التي تهاجر من موطنها الأصلي مثل روسيا وجنوب الصين والدول الآسيوية والباردة تأتي سنوياً إلى بحيرة ساوه وتمكث فيها لمدة اربعة أيام ثم تهاجر إلى دول الخليج، وأنواعها كثيرة منها طيور الكركي النادرة جداً والمحرم اصطيادها دولياً لأنها معرضة للانقراض، وكذلك أنواع مختلفة من الاوز والبط الصيني والبربش والخضيري وغيرها الكثير من أنواع الطيور المميزة والنادرة في ذات الوقت.
 
ويضيف الهنداوي "وفقاً للإختبارات العلمية ثبت بأن مياه بحيرة ساوه مالحة جداً، تفوق ملوحة الخليج العربي بمرة ونصف. لكن لم نتمكن فعلىاً حتى اليوم من إعطاء أية تفسيرات منطقية حول أياً من ميزات البحيرة الخارجة عن حدود الطبيعة".
 
وقد أعلنت هيئة استثمار المثنى، عن تقدم إحدى الشركات الأجنبية المتخصصة في مجال السياحة لإنشاء مشاريع متكاملة في بحيرة ساوه الواقعة على بعد 30 كيلومتر جنوب غرب مدينة السماوة، في وقت زار وفداً من جامعة "فراي بالك" الاألمانية بحيرة ساوه، جنوب غربي السماوة، مركز محافظة المثنى، (250 جنوب غرب بغداد) للأجراء مسوحات متعددة للتعرف على اسباب انحسار مياه البحيرة.
 
وقال مدير عام الهيئة عادل الياسري إن "إجراءات التفاوض بدأت مع الشركة للتعاقد معها، مشيراً إلى المحافظة سبق وان أعدت تصاميم خاصة بالمشاريع التي يمكن تنفيذها قرب البحيرة.
 
فيما أعلنت رئاسة جامعة المثنى، أن وفداً من جامعة "فراي بالك" الألمانية زار بحيرة ساوة ، جنوب غربي السماوة ، مركز محافظة المثنى، "250 جنوب غرب بغداد".
 
وأشارت إلى ان الزيارة تأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الجامعة ومركز دراسات البادية، فيما اكد الفريق الالماني اجراء مسوحات متعددة للتعرف على اسباب انحسار مياه البحيرة والتغيرات الجيلوجية التي شهدتها طيلة الفترات السابقة.
 
وقال رئيس جامعة المثنى حسن عودة الغانمي إن "وفداً من جامعة فراي بالك الالمانية، زار الجمعة بحيرة ساوة ، جنوب غربي مدينة السماوة، ضمن إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين جامعة المثنى ومركز دراسات البادية وبحيرة ساوة " ، مبيناً أن "الفريق سيقوم بدراسة شاملة لمعرفة ماتحويه البحيرة من كائنات حية وبيان مدى قابليتها للتأقلم مع هذا الوضع".
 
من جانبه أكد مدير فريق جامعة فراي بلك الألمانية ، توماس هينز، أن ،الفريق "زار بحيرة ساوة ضمن اطار مذكرة التفاهم الموقعة بين جامعة المثنى ومركز دراسات البادية وبحيرة ساوة، بعد أن ضم الفريق البحثي أربعة خبراء في الجيولوجيا".
 
وأضاف هينز ، أن الخبراء أجروا مسوحات متعددة للتعرف على اسباب انحسار مياه البحيرة والتغيرات الجيلوجية التي حدثت بها ، مؤكدًا أنه سيتم دراسة الأبار المحيطة بالحيرة وخارطة المياه الجوفية ناهيك عن معرفة الخصائص الكيميائية والفيزيائية للصخور المحيطة بها.
 
وتشابكت على بحيرة ساوه  الكثير من الروايات والحكايات حتى غدت كطلسم يملؤه الغموض والاسرار، فبعضهم قال إن مياهها قد فاضت بشكل كبير يوم ولادة الرسول محمد (ص) وذهب البعض الأخر إلى أن جفاف مياهها يعد من علامات الساعة ما دفع بالعديد من العلماء إلى ان يدرسوا هذه البحيرة ليجدوا أن كثافتها تفوق كثافة بحور الارض ملوحة.
 
معجزة الهية:
تعد أهم المعالم المميزة في العراق وفي العالم أجمع، وذلك لتكوينها الفريد إلى جانب الظواهر الطبيعية التي صاحبتها .
 
*علامة نحس 
أما الجيولوجي ياسر النعمة الذي درس وإهتم في البحيرة مدة خمسة أعوام فقال: لا شيء يوحي لك بالحياة وانت تقترب من البحيرة فشكلها يشبه ثمرة الكمثرى، قيل عنها الكثير وابرز هذه الاقاويل انها كانت منبع تدفق المياه الذي اغرق الارض في عهد سيدنا نوح "ع" ثم عادت وابتلعت هذه المياه من جديد ، كما قيل عنها في الحضارة الفارسية أنها تمثل لهم علامة نحس ولعنة أبدية لارتباطها بارتجاج وإهتزاز إيوان كسرى.
 
وعن أسباب الملوحة في مياهها تابع قائلا: "إن الانخفاض العام لمنسوب المياه الجوفية  ضمن مناطق التغذية في الصحراء الغربية والجنوبية الذي يعود لقلة الامطار الساقطة وزيادة عدد الأبار المحفورة خلال الأعوام الماضية ساعد على قلة المياه المغذية للبحيرة وبالتالي قلل من عامل التخفيف , ما أدى بدوره إلى زيادة تركيز الملوحة في مياه البحيرة وانخفاض منسوبها ومن خلال ذلك ظهرت أملاح افتراضية وهما ملحًا كبريتات الكالسيوم والمغنيسيوم اللذان شكلا جدارًا جبسيًا حول البحيرة.
 
*المرأة الجميلة
المواطن هاني صيهود الذي كان يملك مطعمًا قرب البحيرة قال تعرف الناس على "ساوة" منذ الاربعينيات من القرن الماضي ، فقد أطلق عليها بعض الشعراء وخاصة شعراء السماوة لقب "المراة الجميلة" لما أودعها الله سر الخلود الابدي فقد تمردت على الطبيعة وخالفت موازين المنطق وغادرتها سمات الجغرافية على استحياء.
وتوافد الزائرون في نهاية السبعينيات والثمانينيات على البحيرة لكثرة تداول قصصها وعجائبها على الألسن كما أن هناك سياحًا من أوروبا التقطوا لها صوراً كثيرة ، وقد وصفها أحد الفنانين بأنها مكملة لعجائب الدنيا السبع.
 
وأضاف المتحدث، أن بحيرة ساوة ، تعتبر إلى الأعوام القليلة الماضية محطة استراحة للخط الملاحي للطيور المهاجرة ، والقادمة من دول الجوار والبلدان الأخرى منها "الغطاس الصغير، البجع الأبيض، أبو قردان، اللقلق الأبيض، أبو منجل الأسود، أبو ملعقة، النحام الكبير، صياد السمك، الهدهد، السنونو"، لما تتميز به من وفرة الأسماك، الغذاء الأساسي لهذه الطيور، ومختلف الحشرات القشرية.
 
وتشير الدراسات المفصلة لتاريخ تكوين البحيرات المغلقة ، إلى أن مصير بحيرة ساوه أو كما يطلق علىها السكان المحل
يون أم الأسرار، البخيلة أو البطة، زائل لا محالة ما لم تحظ بالعناية والإهتمام الكافيين.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

 انطلاق النسخة الأولى من المسابقة الوطنية والدولية للصيد السياحي…
وزير النقل المغربي يُؤكد أن شركة الطيران رايان إير…
شركات طيران تعلّق رحلاتها وتمتنع عن الطيران فوق بيروت…
أبرز أماكن النزهات في الرياض التي تجمع بين التاريخ…
الاتحاد الأوروبي يؤجل إجراء فحوصات بصمات الأصابع والصور للمسافرين…

اخر الاخبار

انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول…
إنشاء ثاني أكبر محطة لتحلية المياه البحر في مدينة…
ملك المغرب يؤكد أن هناك من يستغل قضية الصحراء…
الملك محمد السادس يقرر إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون…

فن وموسيقى

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب…
سعد لمجرد يُعرب عن سعادته بتحقيق أغنيته «سقفة» أول…
أحمد السقا يكشف أسراراً من كواليس فيلم "السرب" ويتحدث…
يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…

أخبار النجوم

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
أحمد السعدني يحلّ أزمة أمينة خليل في رمضان
أحمد عز يعلّق على تصنيف الفنانين ومنح لقب "نمبر…

رياضة

وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…
محمد صلاح يحتفل بصدارة الدوري الإنجليزي ورقمه القياسي ويوجه…
وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

صحة وتغذية

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…

الأخبار الأكثر قراءة

شركات طيران أجنبية وعربية علقت رحلاتها من مطار بيروت…
الوقت المثالي لزيارة سويسرا للاستمتاع بجمال الطبيعة والتجارب الثقافية
وزيرة السياحة المغربية تؤكد أن عائدات القطاع بلغت 59.4…
لبنان يمنع حمل الأجهزة اللاسلكية على متن الطائرات العاملة…
مطارات المملكة المغربية تستقبل كأس العالم لكرة القدم 2030…