مدريد - المغرب اليوم
تُجري شركة فضاء إسبانية الاستعدادات على قدم وساق لتنظيم رحلات سياحية إلى الفضاء الخارجي على حافة كوكب الأرض، إلا أن الشركة تقول إنها لا تزال تحتاج إلى عدة سنوات حتى تبدأ رحلاتها المنتظمة على الرغم من التجارب الناجحة التي أجرتها مؤخراً.وفي التفاصيل التي نشرتها جريدة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الشركة أكملت أول رحلة تجريبية ناجحة لها، حيث نجح المنطاد الخاص بالرحلة في التحليق على ارتفاع 23 ميلاً إلى حافة الفضاء، إلا أن تذكرة هذه الرحلة الفضائية ستكون بحدود المئتي ألف دولار أميركي.وأكملت الشركة أول رحلة تجريبية ناجحة لمنطادها، والذي جعله يطفو على ارتفاع 23 ميلاً (37 كيلومتراً) في طبقة الستراتوسفير.
وقامت شركة (Halo Space) التي تتخذ من العاصمة الإسبانية مدريد مقراً لها بطيران نموذج أولي بدون طيار لمدة 4 ساعات و10 دقائق، قبل أن تهبط بأمان في منطقة معينة.وتخطط الشركة لتقديم رحلاتها التجارية "الخالية من الانبعاثات" على متن كبسولة دائرية أنيقة متصلة ببالون منفوخ اعتباراً من عام 2029، ومنذ ذلك الحين ستنقل ثلاثة آلاف راكب في 400 رحلة كل عام.وتتيح هذه الرحلة مشاهدة مناظر بزاوية 360 درجة للأرض من حافة الفضاء، إلا أن تكلفة هذه الرحلة تبلغ مئتي ألف دولار أميركي للشخص الواحد.وأقلعت الرحلة التجريبية قبل أيام في مقر معهد تاتا للبحوث الأساسية (TIFR) في حيدر آباد بالهند، وذهبت تماماً كما هو مخطط لها، وفقاً لما أعلن كارلوس ميرا الرئيس التنفيذي للشركة.وقال: "كان هدفنا في هذه الرحلة الأولى هو اختبار أنظمة السلامة لدينا وكذلك نظام الملاحة والتحكم، وهما من أهم أجزاء برنامج رحلة (HALO)".وقال ألبرتو كاستريلو، مهندس الطيران والمدير التنفيذي للتكنولوجيا في الشركة المنتجة، إنه في الرحلات المنتظمة، سيتم نشر المظلة على بعد حوالي 12 ميلاً (20 كيلومتراً) أثناء الهبوط.وأضاف: "في هذه الرحلة التجريبية، أردنا أن نثبت أنه حتى على أعلى ارتفاع يبلغ 37 كيلومتراً، يمكننا نشرها والهبوط بأمان".وتابع ميرا: "لا يمكننا أن نكون أكثر ارتياحاً.. لقد أثبتنا جدوى المفهوم التشغيلي الذي كنا نطوره على مدار العامين الماضيين.. هذا معلم رئيسي يعزز مكانتنا الريادية في قطاع سياحة الفضاء القريب".
وستحمل الكبسولة 8 ركاب بالإضافة إلى طيار واحد في كل رحلة، وتحتوي على نوافذ بانورامية تتيح رؤية 360 درجة لكوكبنا الأصلي على ارتفاع يصل إلى 25 ميلاً (40 كيلومتراً).وسيتمكن العملاء من رؤية انحناء الأرض لمدة تتراوح بين أربع وست ساعات، وهي تجربة "تثير الاندهاش" كما تؤكد الشركة.وتزعم شركة "هالو سبيس" أن كبسولاتها المضغوطة تصعد دون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يجعلها "الطريقة الأكثر ملاءمة للبيئة لزيارة الفضاء".
حيث كان سبايس إكس قد قدم تحدي لأنطلق أولى رحلاتها السياحية إلى الفضاء في جعل أربعة أشخاص لم يسبق لهم أن ارتادوا المدار من قبل يمضون ثلاثة أيام بمفردهم في الدوران حول الأرض، بعد ان خضعوا للتدريب لمدة أشهر فقط.تُعد المهمة التي أطلق عليها اسم إنسبيريشن4 أول رحلة في التاريخ يستقلها مبتدؤون إلى المدار ليس بينهم أي رائد فضاء محترف.كما إنطلق صاروخ فالكون 9 الذي يحمل في قمته كبسولة دراغون من منصة الإطلاق الأسطورية 39A في مركز كينيدي التابع لناسا في فلوريدا من حيث انطلقت رحلات أبولو إلى القمر.ومن المقرر أن يحلق الأميركيون الأربعة الموجودون على متن المركبة إلى مسافة أبعد من محطة الفضاء الدولية، مستهدفة مداراً يبلغ 575 كيلومتراً.
وسيطوفون حول العالم حوالي 15 مرة يومياً. في نهاية رحلتهم، سيبدؤون العودة نحو الأرض لتهبط المركبة قبالة سواحل فلوريدا وستقوم مظلات بتخفيف سرعتها الهائلة.سيكون أشهر السياح على مركبة سبايس إكس الملياردير جاريد إيزاكمان وهو أميركي يبلغ من العمر 38 عامًا ويرأس شركة خدمات مالية وطيار متمرس. لكنه لم يؤسس الشركة التي ستنقله في هذه الرحلة وإنما ببساطة يستأجر خدماتها بسعر لم يُكشف عنه ولكن يقدر بعشرات الملايين من الدولارات. وقرر منح ثلاثة مقاعد لأشخاص غير معروفين.ستكون هايلي أرسينو، الناجية من سرطان الأطفال، والبالغة من العمر 29 عامًا وتعمل مساعدة طبية في مستشفى سانت جود للأطفال في ممفيس بولاية تينيسي حيث عولجت عندما كانت طفلة، أصغر أميركية وأول شخص لديه طرف اصطناعي يصل إلى الفضاء.
كريس سيمبروسكي البالغ من العمر 42 عامًا، وهو جندي سابق في القوات الجوية الأميركية ويعمل حاليًا في صناعة الطيران.أما المقعد الأخير فذهب إلى سيان بروكتور، أستاذة علوم الأرض البالغة من العمر 51 عامًا والتي كادت أن تصبح رائدة فضاء في وكالة ناسا في عام 2009. وستكون رابع امرأة أميركية من أصل إفريقي تذهب إلى الفضاء.وكان الهدف المعلن للمهمة هو فتح أبواب الفضاء لأكبر عدد من الأشخاص، من خلال إثبات أن الكون متاح أيضا لاشخاص لم يتم اختيارهم بتمييز، ولم يخضعوا لسنوات من التدريب كرواد الفضاء.
وقال جاريد إيزاكمان في مؤتمر صحافي "إننا محظوظون، ونحاول أن ندرس بعناية خطوتنا، من أجل وضع معايير المهمات القادمة" مشيراً إلى "أنها مجرد بداية".سيتم على متن المركبة تحليل البيانات العضوية (معدل ضربات القلب والنوم) بالإضافة إلى قدراتهم المعرفية. وستُجرى لهم تحاليل قبل الرحلة وبعدها لدراسة تأثيرها على أجسامهم. استمر تدريبهم حوالي ستة أشهر فقط.أخيرًا، أمضوا وقتًا في مبنى سبايس إكس، على الرغم من أن الرحلة ستُسيرها مبدئيًا بالكامل أجهزة الكمبيوتر، ليكونوا قادرين على التحكم في حالة الطوارئ.
كما اختبروا خلال هذه الفترة قوة الجاذبية التي سيتعرضون لها من خلال جهاز طرد مركزي - هو عبارة عن ذراع طولها عدة أمتار وتدور بسرعة. وعلى متن رحلات الطيران المكافئ خبروا الشعور بانعدام الوزن. كما قاموا برحلة ثلجية على ارتفاعات عالية تزيد عن 3000 متر في شمال غرب الولايات المتحدة.وتهدف المهمة كذلك إلى جمع تبرعات لمستشفى سانت جود للأطفال. حيث ستباع بالمزاد العلني بعض الأغراض التي سيستخدمها الركاب خلال رحلتهم.
وكان يفترض أن تنهي المهمة فصل صيف تميز بتوجه أصحاب المليارات إلى الفضاء أولهم ريتشارد برانسون على متن مركبة فيرجن غالاكتيك تبعه بعد أيام جيف بيزوس مع شركته بلو أوريجين.لكن هذه الرحلات لم تسمح بتجربة حالة انعدام الجاذبية سوى لدقائق.وتعد هذه الرحلة الرابعة التي ترسل فيها شركة ايلون ماسك، التي أصبحت في غضون سنوات قليلة الاضخم في هذا القطاع، اشخاصاً إلى الفضاء، بعد أن نقلت 10 رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية نيابة عن وكالة ناسا.وذهب بالفعل سائحون إلى الفضاء، حيث زار أثرياء محطة الفضاء الدولية بين عامي 2001 و 2009، على متن صواريخ روسية.لكن ظهور برامج المؤسسات الخاصة يمثل نقطة تحول.وتخطط سبايس اكس لتنظيم رحلات سياحية إلى الفضاء في وقت لاحق، بينها رحلة في كانون الثاني/يناير 2022، والتي ستنقل بشكل خاص ثلاثة رجال أعمال إلى محطة الفضاء الدولية.
قد يهمك ايضاً
أخطاء يقع فيها المسافرون خلال رحلات سياحية للمرة الأولى