مراكش_ثورية ايشرم
مراكش هي المدينة المغربية الوحيدة التي تمتلك كم هائل وعدد كبير من المساحات الخضراء والتي تتنوع بين الحدائق العمومية والشوارع الرئيسية والفرعية والحدائق الخاصة، فضلًا عن مجموعة من العراصي ذات الأشجار الكثيفة والمتنوعة والمتعددة وذات النباتات المختلفة التي تزيد مراكش جمالية لا مثيل لها، ليس فقط في وقت واحد أو فصل واحد من الفصول السنوية ، بل تجد هذه المساحات الخضراء المنتشرة على طول مساحة مراكش برونقها الطبيعي الأخضر كلما قادتك الأقدار في زيارة إلى هذه المدينة التي تستقطب جماليتها الطبيعية ملايين السياح من مختلف الجنسيات والأعمار.
ومن بين الحدائق المميزة في المدينة الحمراء والتي تعتبر مزارًا مميزًا ومقصدًا للسياح المغاربة و الأجانب هي "حدائق المنارة" التي تعتبر مساحة خضراء مهمة للمدينة ذات تاريخ عريق وقديم وهي ليست فقط حدائق خضراء تمتاز بأشجار الزيتون التي تنتشر فيها وعلى مساحات كبيرة وشاسعة جدا، وأشجار النخيل التي تزيينها وتمنحها الرونق البيئي والطبيعي الذي تمتاز به أرجاء مدينة مراكش أو فقط حدائق تمتلك على ما اختلف وتنوع من النباتات المتعددة والمميزة التي تعطيها لمحة طبيعية خضراء طيلة العام ، بل هي معلمة تاريخية قديمة كذلك ، إذ تستنشق عبق التاريخ في أرجائها انطلاقًا من مساحتها الشاسعة فضلًا عن برج المنارة الذي يتميز بمجموعة من الخصائص والمميزة التاريخية سواء من حيث التصميم الهندسي أو اللمسات المعمارية التاريخية.
وإضافة إلى نقوش وزخارف الجبس والخشب ولمسات تلك الرسومات والزخارف المعتمدة في الجدران وعلى الأرضية ولمسة الفسيفساء التي تعطي البرج خامة تقليدية مغربية تتجدر في عمق التاريخ المغربي والمراكشي على وجه الخصوص، هذا بالإضافة إلى لمسة القرمود الأخضر التي تميز سطح البرج وتزيد من أناقته وجماليته وهي اللمسة التي كان يعتمدها سكان المدينة الحمراء في القدم للحفاظ على سقف المكان من أشعة الشمس الحارة التي تمتاز بها المدينة، والتي تساعد على منح المكان نوعًا من البرودة في فصل الصيف والدفء في فصل الشتاء، دون نيسان الألوان التاريخية والتقليدية التي يمتاز بها البرج الذي يعد معلمة تاريخية تتربع في قلب حدائق المنارة لتصبح مكان يقصده السياح للتعرف على تاريخه وخصائصه التي تتنوع وتختلف .
كما أنه لا يمكن الحديث عن جناح المنارة دون الحديث عن الصهريج المائي الكبير الذي تجده في قلب المنارة والذي يتوفر نسبة مياه كبيرة تستمد من ينابيع المياه الصافية الآتية من قلب جبال الأطلس التي تزوده بها والذي يقوم بدور فعال في سقي أشجار الغطاء النباتي ومختلف الأشجار التي توجد في الحدائق، هذا بالإضافة إلى أن كان مسبحًا في القديم يقوم فيه الجنود على التدريبات التي ستمكنهم من عبور المحيط من أجل مواجه العدو، والذي تحول اليوم إلى مكان مميز بمياهه وأسماكه التي تزيده جمالًا والتي يتم نقلها خصيصًا إلى الصهريج من أجل منحه الحياة ونوعا من التميز والاختلاف وحتى يصبح مقصدًا للسياح والزوار الذين تجدهم يلتفون حوله من أجل إطعام الأسماك التي لا تتوانى أيضا في القبول وتناول كل قطعة خبز أو حلوى يتم رميها في الماء من طرف الزوار .