واشنطن - رولا عيسى
أعلن فريق من العلماء، الأربعاء، اقتراب ميعاد الكشف عن علاج ثوري، يمكنه أن يوقف مرض السرطان من العوة للمريض مرة أخرى. وأطلقوا عليه اسم "الدواء الحي"، وسيتصرَف بطريقة مشابهة للقاح، من خلال كونه في حالة تأهب مستمر لهذا المرض من العودة. وكشفت دراستان الإمكانات المذهلة للعلاج، إحداهما تقترح أنه سيستمر لمدة 14 عامًا على الأقل في الجسم، مما يزيد من احتمال أن يكون علاجًا دائمًا لمرض السرطان.
وشهدت الأخرى اختفاء المرض في 94% من الحالات الميؤوس من شفائها. وتعتبر النتائج غير العادية غير مسبوقة في مجال الطب، حيث يتم إنشاء العلاج من خلايا تي، خلايا الدم البيضاء التي تحارب عادة الفيروسات والبكتيريا، والتي يتم إزالتها من المريض وراثيا، لتبدأ في مهاجمة السرطان. ثم تزرع الخلايا المعدلة وراثيا بالملايين في المختبر قبل أن تغرس مرة أخرى في المريض، لتطارد وتدمر الخلايا السرطانية.
وأشادوا العلماء في جميع أنحاء العالم بهذه التقنية، وأظهرت سلسلة من التجارب أن لديها إمكانيات رائعة. بعض النتائج الأكثر إثارة تأتي من المعهد العلمي سان رافاييل في ميلانو، حيث أعطى الأطباء 10 مرضى دفعات من خلايا تي، وشاهدوا كيف أنها استمرت فترة طويلة في الجسم.
وقال الدكتور بونيني أن هذه الخلايا قد تستمر مدى الحياة، إذا كانت معدلة وراثيا لمطاردة وتدمير السرطان، فإنها تقوم بدوريات في الجسم بعد عام وتمنعه من العودة مرة أخرى. وشبهت العلاج باللقاح الذي يعطي حماية مدى الحياة ضد العدوى، مضيفًا: "خلايا تي هي المخدرات الحية ولديها القدرة على الاستمرار في أجسامنا لحياتنا كلها".
ووصف البروفيسور دانيال ديفيس، وهو خبير النظام المناعي في جامعة مانشستر، الدراسة بأنها "تقدما هاما". وقال: "هذا يعني أن غرس نسخ معدلة وراثيا من هذه الخلايا التائهة، يمكن أن يوفر استجابة مناعية طويلة الأمد. العلاج بالخلايا الجذعية لديه امكانات كبيرة لإحداث ثورة في علاج السرطان وتظهر هذه الدراسة أي نوع من الخلايا التائهة قد تكون مفيدة بشكل خاص للعلاج".
وذكر الباحث الدكتور ستانلي ريدل، "هؤلاء هم المرضى الذين فشلت معهم كل العلاجات الأخرى، فمعظم المرضى في التجربة كان متوقع لهم من 2-5 أشهر للعيش. وأردف، "لدينا طريق طويل لنقطعه. الاستجابة ليست دائما دائمة، بعض من هؤلاء المرضى ينتكسون، ولكن البيانات في وقت مبكر لم يسبق لها مثيل".