الدار البيضاء - ناديا أحمد
يقبل الهواة والمحترفون والمواطنون بشكل ملفت خلال شهر رمضان الكريم، على ممارسة الرياضة وهم صيام وخاصة في فصل الصيف الذي يعرف ارتفاعًا في درجات الحرارة.
يطرح التساؤل نفسه بقوة وهو ما إذا كانت ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان المبارك تُقدم أي فائدة صحية، أو على العكس من ذلك، تشكّل خطرًا، على الأشخاص الذين يمارسونها.
وأوضح المتخصص في علم وظائف الأعضاء وعلم الأمراض الرياضية الدكتور أمين الدغمي، أن الصوم، إضافة إلى جانبه الديني يساعد الجسم على التخلص من السموم وتحويلها إلى مواد مفيدة، كما يسمح بإزالة المخلفات المتدفقة مع الدم.
وأضاف أن هذا يعني أن الجسم سيستخدم طاقة إضافية للقيام بعملية التنقية، وبالتالي فإن الممارسة الرياضية هي جهد إضافي، محذرًا في الوقت ذاته من أن الضغط المكثف قد يشكّل خطرًا حقيقيًا على الصحة.
وأشار الدكتور الدغمي إلى أن أفضل شيء بالنسبة للهواة هو تنفيذ حصص رياضية ما بين ساعتين وثلاث ساعات بعد الإفطار، أو ساعة واحدة قبله، وذلك لتجنب الإجهاد الشديد وتعريض صحة الشخص الممارس للخطر، بما في ذلك مخاطر الجفاف، نقص السكر في الدم أو اضطرابات القلب.
وبالنسبة للمحترفين، ينصح الدكتور الدغمي، وهو أيضًا رئيس القسم الطبي في نادي اتحاد الفتح الرياضي، بممارسة الرياضة، لكن مع ضرورة تخفيض الإيقاع، فخلال فترة الصوم يتوجب على الممارس القيام بجهد معتدل جدًا، بين 40 دقيقة وساعة واحدة، وعدم الدخول في منافسة عالية المستوى وخوض الحصص التدريبية بعد الإفطار لمدة تتراوح ما بين ساعتين وثلاث ساعات.
وأكد أن ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان "يجب أن تكون معتدلة وفي بيئة جيدة التهوية بشكل يمنع فشل الجهاز التنفسي، التي قد يكون لها عواقب وخيمة"، مشددًا على ضرورة تفادي الرياضات العنيفة، فلا يزال نقص السكر في الدم يشكل أكبر المخاطر التي يجب توخي الحذر منه عند ممارسة الرياضة خلال هذا الشهر المبارك.
ويتفق كل من المتخصصين على أن الرياضة خلال شهر رمضان يجب أن تمارس بشكل معتدل ولفترات محدودة وعلى أوقات محددة، لتجنب أي مضاعفات، وحتى المحترفين في الشأن الرياضي لديهم نفس الهواجس إذ ينصحون بالتقليل من ساعات الأنشطة الرياضية خلال شهر رمضان.
ويرى رئيس اللجنة الاحترافية المغربية لرياضة الكيك بوكسينغ في المغرب الحسن الهلالي، أنه "من المستحسن للرياضيين المحترفين الحد من ساعات الرياضة في هذا الشهر، وتخفيض الإيقاع بمعدل 50 بالمائة، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى التغذية فممارسة جميع الألعاب الرياضية في شهر رمضان يشكل فرصة مثالية بالنسبة للممارسين الهواة، وأن ممارسة الرياضة خلال هذا الشهر الفضيل تبقى مفيدة للصحة طالما أن الممارس يسير وفقًا لقدراته.