لندن - كاتيا حداد
يخيل للبعض أحيانا أن هاتفهم يصدر رنينا بتلقي اتصال هاتفي، ومع مطالعة الهاتف يكتشفون أن الأمر مجرد تهيؤات، ويرجع هذا إلى ظاهرة جديدة خلقتها هذه الأجهزة الحديثة، بعد أن صارت شريكا دائما للإنسان في كل مكان.
تعرف هذه الظاهرة باسم "متلازمة الاهتزاز الوهمي"، وتصيب ما لا يقل عن 90% من مستخدمي الهواتف النقالة، ويعتقد العلماء أن السبب يعود لمقدرة هذه الهواتف على تدريب جسم الإنسان على إدراك الأحاسيس في جميع أنحاء جسمه كلما تلقى مكالمة.
ويعتقد دكتور في معهد جورجيا للتكنولوجيا في أطلنطا روبرت روزنبرغ، متخصص في أثر التكنولوجيا على سلوك البشر، أن الاعتقاد برنين الهاتف أصبحت عادة، فالناس قلقون دائما من تفويت أية مكالمة أو رسالة، لذلك أصبحوا حساسين جدا تجاه رنين هاتفهم.
ويشرح "على سبيل المثال ارتداء النظارة الطبية، فإذا كنت معتادا عليها لدرجة أن أصبحت جزءا منك، ستنسى في بعض الأحيان أنك ترتديها، والهاتف في الجيب أصبح جزءا من عاداتنا، فعندما يصبح الهاتف بمثابة جزء من الإنسان، يتدرب الإنسان تلقائيا على حساسية اهتزازه كلما وردت مكالمة أو رسالة نصية، وبسبب هذا النوع من العادات، يقع الإنسان ضحية إحساس خاطئ بسهولة".
ورصدت متلازمة الاهتزاز الوهمي أولا لدى الناس الذين يتعاملون مع أجهزة استدعاء، لكن في الآونة الأخيرة تبين أن عدد المصابين بها ارتفع على نطاق واسع ليصل إلى مستخدمي الهواتف الذكية، وبسبب وجود عدد كبير من التطبيقات ووسائل الإعلام المجتمعي التي تنتج الكثير من التنبيهات على الأجهزة، يتعرض المستخدمون لاهتزازات وهمية أكثر.
وفي الوقت الذي يميل فيه بعض العلماء إلى وصف متلازمة الاهتزاز الوهمي باعتبارها حالة مثيرة للقلق، يعتقد الدكتور روزنبرغ أنها استجابة لعالم التكنولوجيا أكثر، ولا داعي للقلق منها ما لم تؤثر على الحياة بطريقة سيئة، ويمكن التقليل من خطرها من خلال تغيير مكان وضع الهاتف النقال باستمرار لمنع التأثر بالعادات السيئة، ويمكن للبعض إعادة تدريب أنفسهم على عادات جديدة حتى لا يخبروا مثل هذه الظواهر.
وأكد أنه "لا داعي للقلق من المتلازمة بالمقام الأول، فالكثير منا لا يجدها مزعجة، فهل هناك سبب يدعونا للاعتقاد بأن ظاهرة الاهتزاز الوهمي بمثابة مشكلة للمستخدم العادي؟ العديد من المستخدمين سيجيبون بلا، إذن فلا مشكلة، والعلاج يكمن في إعادة العلاقة بين الإنسان والهاتف نفسه".