الدار البيضاء - ناديا احمد
أكد أخصائي علم الحمية والتغذية في المستشفى الجامعي "ابن سينا" بالرباط الأستاذ نبيل العياشي، أنّ الإحساس بالعطش الذي يشتكي منه عدد من الصائمين خلال رمضان، لا يرتبط فقط بتزامن الشهر الفضيل مع فصل الصيف؛ بل أيضًا نتيجة لإتباع نظام غذائي غير صحي.
وأوضح العياشي، لمناسبة حلول رمضان المبارك، أنّ الإكثار من تناول الأغذية المقلية والمملحات والسكريات، وخصوصًا الاصطناعية، خلال فترة الليل، يؤدي إلى الشعور بالعطش خلال يوم الصيام، بغض النظر عن الكمية المستهلكة من الماء ما بين وجبتي الإفطار والسحور.
وأضاف، أن الصائم مدعو لاتخاذ مجموعة من الاحتياطات ليمر صيامه في أحسن الظروف، ولتفادي مشكل الجفاف التي تكون لها نتائج وخيمة على صحته، وأهمها اتباع نظام غذائي سليم، مبرزًا أنّ هذا النظام ويرتكز على شرب كميات كافية من الماء ليلًا وتناول أغذية تحتوي على الماء، خصوصًا أنّ رمضان يتزامن مع فصل الفواكه: البطيخ، الشمام، الخوخ وغيرها، واستهلاك الخضراوات بكميات كافية ما يساعد على التخفيف من حدة العطش.
كما نصح بتجنب التعرض لأشعة الشمس مدة طويلة خلال النهار، خصوصًا وأن فترة الصيام خلال رمضان هذا العام تبلغ حوالي 16 ساعة، مشددًا على أنّ رمضان يجب أن لا يكون مرادفا للإفراط في الأكل والاستهلاك، معربًا في الوقت نفسه عن أسفه بسبب الاستعداد النفسي للأكل لدى العديد من المغاربة حتى قبل حلول الشهر الفضيل، من خلال تحضير كميات كبيرة من الحلويات وتخزين المأكولات.
وأبرز، أنه يتعين في المقابل، التركيز على منافع الصيام على صحة الإنسان باعتباره فرصة لتنقية الجسم من السموم التي يراكمها طيلة العام وخفض نسبة الكولسترول في الدم وفقدان الوزن الزائد، ومعالجة بعض المشاكل المرتبطة بالجهاز الهضمي، كون الصوم فترة راحة للجسم، مفندًا عددًا من المعتقدات الخاطئة المرتبطة برمضان، لا سيما الاعتقاد بأن كثرة الأكل ليلًا يجنب الصائم الإحساس بالجوع نهارًا، موضحًا أنّه يمكن بالفعل تخفيف الإحساس بالجوع والعطش من خلال جودة الأغذية التي نتناولها وليس كثرتها.
وشدد على أنّ العادات الغذائية غير الصحية التي تطبع رمضان لدى الكثير من المغاربة، لا سيما كثرة تناول المأكولات التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، من حلويات ومقليات ومملحات، تؤدي إلى شعور الصائم بالإرهاق؛ بل ويعاني مع نهاية رمضان من مشاكل زيادة الوزن وارتفاع نسبة الكولسترول والسكري ناهيك عن اضطرابات الجهاز الهضمي، مبيّنًا ضرورة افطار الصائم على الماء والتمر؛ لأن تناول الحلويات أولًا، مثل "الشباكية " يعيق عملية الهضم ويؤدي إلى إصابة الصائم بالتخمة بعد الإفطار.
وبخصوص المصابين بأمراض مزمنة، لفت إلى أنّه يجب التعامل مع كل حالة على حدة، مشددًا على أن الطبيب المعالج الوحيد الذي يقرر إمكانية صوم المريض من عدمه، أما النشاط البدني، فيوصي به قبيل الإفطار بالنسبة إلى الأشخاص المعتادين على ممارسة الرياضة، في حين دعا غير المعتادين عليها إلى ممارسة نشاط بدني بعد الإفطار، محذرًا في هذا الصدد الصائمين من خطورة ممارسة الرياضة خلال الصباح.
وخلص إلى أنّ رمضان المبارك الذي يعتبر مناسبة للتعبد وأداء مناسك دينية مقدسة لدى المسلمين، فرصة ثمينة لتنقية الجسم من كل السموم التي يراكمها طوال العام.