واشنطن - رولا عيسى
حذر الخبراء من أن سوء التغذية يقود إلى تزايد مشاكل الخصوبة في بريطانيا والولايات المتحدة وغيرها من البلدان الغنية، حيث تشير الأدلة إلى أنه حتى النساء ضئيلات الوزن قد تواجه صعوبات في تكوين أسرة إذا كان لديها نظام غذائي عالي الدهون.
وقدمت الجمعية الأميركية للطب التناسلي ثلاث دراسات جديدة في مؤتمر بالتيمور، تشير إلى الأضرار الغذائية للدهون العالية على المبيضين، حيث تنتج أجنة ذات نوعية رديئة وتقلل عدد الحيوانات المنوية.
وأوضح الطبيب النسائي الاستشاري في دبلن الدكتور إدغار موكانو، أن سوء التغذية كان من دون أدنى شك أحد الأسباب الرئيسية التي تمنع الأزواج من إنجاب الأطفال، وتعد مشكلة بالنسبة إلى الرجال أيضا. وأكد ماكونو، أنَّ الوجبات الغذائية عالية الدهون هي جزء من مشكلة الخصوبة، وهذا يلفت الانتباه إلى حقيقة أننا لا ينبغي أن نركز فقط على النساء في مشاكل الخصوبة، فإنها يمكن أن تكون قضية الذكور أيضا، إذ أن النظام الغذائي يلعب دورا كبيرا وهذا ينطبق على الرجال والنساء".
ووجد فريق الصحة العامة من كلية هارفارد، أن معدلات الخصوبة كانت منخفضة عند الأزواج حيث يتناول الرجال وجبات غذائية مشبعة بالدهون، والتي تستخدم في بعض السمن النباتي والحلويات والبسكويت وزيت الطهي. كما وجد فريق جامعة هارفارد أن الرجال الذين لديهم حد أدنى من استهلاك الدهون غير المشبعة، تزيد فرص التخصيب لديهم ب 83 فرصة، عن أولئك الذين يستخدمون نسبة أعلى من الدهون في طعامهم.
واقترحت الدراسة الثانية من جامعات شمال وجنوب كارولينا أن النساء اللاتي يتناولن المزيد من الطعام المقلي لديهن مستويات منخفضة من البويضات القادرة على التخصيب والتحول إلى جنين.
والدراسة الثالثة التي قامت بها جامعة كولورادو في دنفر، وجدت أن الفئران التي اتبعت نظاما غذائيا عالي الدهون كانت مبايضها تالفة ومعدلات الخصوبة لديها فقيرة، حتى لو كانوا لا يعانون من زيادة الوزن.
الدكتور ريتشارد كينيدي، طبيب أمراض نساء في كوفنتري والرئيس السابق لجمعية الخصوبة البريطانية، قال: "تعتبر البدانة مشكلة صحية عامة رئيسية، وليس هناك شك في أنها مرتبطة بجوانب معينة من الخصوبة، وتحديدا إنتاج البيض وجودته". وأضاف كينيدي: "نصيحتنا لأي شخص يرغب في عمليات التلقيح الصناعي أن يبذل جهودا للحد من وزنه".