لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة صدرت أخيرًا، أن التبرع بالوقت يمكن أن يعمل على تحسين الصحة.
ويواجه كثير من الأشخاص يوميًا خيارات صعبة تتعلق بكيفية إنفاق المال الذي يمتلكونه، في الوقت الذي يتردد فيه البعض حال مواجهة طلبًا بالتبرع هل ينفق بسخاء أم لا. ويشير البحث إلى أن إنفاق المال على الآخرين يعزز من الشعور بالسعادة، ولكن هل يمكن بأن يعمل أيضًا عل تحسين الصحة البدنية؟.
وكانت دراسة تم نشرها عام 1999 وخضع لها أشخاص من كبار السن تبلغ أعمارهم 55 عامًا فأكثر، وتناولت عدد المنظمات التي قدموا إليها المساعدة وعدد الساعات التي قضوها في التطوع فضلاً عن الخضوع لاختبار بدني. وبعد مرور خمس سنوات، فقد تبين بأن هؤلاء الأشخاص الذين قدموا مزيدًا من المساعدة للآخرين تزداد لديهم نسبة البقاء على قيد الحياة بواقع 44 بالمائة.
وبحسب الدراسة، فإن الباحثين قاسوا ضغط الدم للمتطوعين مرة واحدة ثم تكرار ذلك بعد مرور أربع سنوات. ووجدوا بأن كبار الذين تطوعوا علي الأقل أربع ساعات في الأسبوع خلال 12 شهرًا الأولى من قياس ضغط الدم كانوا أقل عرضة لتطور الحالة بعدها بأربع سنوات. وربما تؤدي مساعدة الآخرين إلى تحسن، إلا أن الدراسات الحديثة لم تحدد ما إذا كان التحسن في الصحة البدنية أو على صلة به.
ولقياس مدى تأثير إنفاق المال على الآخرين في تحسين ضغط الدم، فقد حصل المشاركون في التجربة من كبار السن وعددهم 128 ( تتراوح الأعمار ما بين 65 – 85 ) على 40 دولارًا في الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع. وأنفق نصف المشاركين المال على أنفسهم بينما أنفق النصف الآخر ذلك المبلغ على الآخرين.
وطُلب من المشاركين إنفاق مبلغ 40 دولارًا جميعهم في يوم واحد. ومع قياس ضغط الدم قبل وأثناء وبعد إنفاق ذلك المبلغ، فقد تبين بأن هؤلاء الذين كانوا يعانون من ضغط مرتفع للدم وأنفقوا المبلغ بالكامل على غيرهم انخفض لديهم ضغط الدم بصورة ملحوظة وبشكل مماثل لما تقوم به أدوية ضغط الدم المرتفع وممارسة الرياضة. أما هؤلاء الذين أنفقوا المال بالكامل على أنفسهم لم تشهد حالتهم أي تغيير خلال الدراسة.