لندن ـ كاتيا حداد
يتَخذ معظم الأشخاص حول العالم الكثير من القرارات لتغيير شخصياتهم إلى الأفضل في العام الجديد، حيث يقرر البعض تخفيض وزنه أو المواظبة على الرياضة أو التوقف عن التدخين، ولكن يلاحظ أن جميع تلك القرارات تختفي في الشهر الثاني من العام، ولا يتذكروا منها شيئًا مع مرور الأيام.
ويقول أستاذ علم النفس في جامعة "سكرانتون"، الدكتور جون نوركروس، لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أن المشكلة الرئيسية هي أن الناس عادة لا يكونوا واقعيين في قراراتهم، مضيفًا أنه إلى حد كبير غير مستعدين للتغيير لأنها تكون رغبة عابرة تحت تأثير الحماس للعام الجديد.
وقاد الدكتور نوركروس دراسة على فعالية قرارات العام الجديد، ووجد أن 40% من البالغين في الولايات المتحدة يعزمون على إجراء تغيير في نمط الحياة فور أن تدق ساعة منتصف الليل في الأول من كانون الثاني/يناير.
وأظهر استطلاع أجري على ثلاثة آلاف و36 شخصًا في الولايات المتحدة أن 21% من القرارات تدور حول فقدان الوزن، و14% حول الموارد المالية وممارسة التمارين الرياضية، و10% حول الحصول على وظيفة جديدة. بالإضافة إلى ذلك، 7% يعتزمون أكل وجبات صحية، في حين أن 5% يسعون إلى إدارة جهودهم بشكل أفضل، ووقف أو الحد من التدخين أو تحسين العلاقات. ومع ذلك، نصف هؤلاء الناس ينجحون في إصرارهم على تنفيذ قراراتهم بعد ستة أشهر.
وأوضح الدكتور نوركروس أن حوالي 30% سيفشلون فعلا في قرارات العام الجديد في غضون من سبعة إلى 14 يومًا الأولين. مضيفًا، أنهم ينشغلون بالإثارة عند اتخاذ القرار، ولكنه يفتقر إلى المهارات اللازمة لمتابعة في تنفيذه. مؤكدًا "انهم يريدون بالتأكيد أن تكون لديهم مصدر إلهام ودوافع في البداية".
ووجد الباحثون أن 71% كانوا ناجحين على مدى أسبوعين، في حين كان 61% ناجحين لمدة شهر واحد، و46% لمدة ستة أشهر.
وأشارت الدراسة إلى أن المعدلات النجاح قد تكون أعلى من المتوسط، لأن الاتصال الدائم مع المشاركين في الدراسة قد عزز تغيير سلوكهم. وللنجاح في تحقيق أهدافك عليك أولا فهم سبب لماذا تريد التغيير، وهذا ما يدفع الكثيرين للفشل كثيرًا في قرارات العام الجديد، لأنهم لا يفهموا أسباب لماذا يريدون التغيير؟. فعليك الفهم أن التدخين مضر للغاية، وأن الإفراط في الطعام له خطورة كبيرة على صحتك وعلى صورتك عن نفسك، ذلك سيساعدك في مقاومة رغباتك والاستمرار في قرارك.
كما عليك أن تسأل نفسك أسئلة صعبة، وهو ما يجعل الحلول واضحة، مما يسمح لك أن تكون قادرا على تغيير سلوكك. وعليك ألا تكون سلبيا، فاختر قرارًا تنتقد فيه نفسك، مثل التخلص من عادة سيئة في حياتك.
واختر أسلوبًا صحيًا بدلا من الامتناع عن كافة الأشياء، وجد دائما بديلًا صحيًا للعادات السيئة في حياتك. كما عليك أن تتابع تقدمك، فحالما يذهب القرار إلى حيز التنفيذ، راقب نفسك وقيمها، وكافأها على نجاحك. كما أنه من المفيد البحث عن شريك لقرارك يصاحبك في تنفيذه وتقيما بعضكما البعض.