لندن - كاتيا حداد
إذا كنت تبحث عن الظهور بشكل لائق، وتطهير جلدك وتعزيز صحة القلب وتصفية مزاجك، فلا تنساق لاتباع بدع النظم الغذائية المكلفة أو تشرب عصائر مرطبة. فقط مارس المزيد من الجنس، هذه هي نصيحة خبيران للصحة العقلية في جامعة كيرتن، فوفقًا لتحليلهم الجديد لدراسات الصحة الجنسية، توصل الباحثان إلى أن ممارسة الجنس بين عاشقين يفرز هرمونات ضرورية للنمو العقلي والجسدي، وعلى الرغم من ضرورة حفاظك على نمط حياة فعال خارج حجرة نومك، إلا أن الباحثين أكدا أن المضاجعة يمكن أن تقوم بالمعجزات لجسدك وعقلك.
ومحاور دعم هذه العملية الصحية، هي الشعور بالثقة والمحبة والمودة التي يشعر بها الطرفين إزاء بعضهما البعض. وقال المحاضر في الصحة الجنسية البروفيسير مات تيلي،: "الممارسة الاعتيادية للجنس مع شريكك إيجابية ويمكن أن تؤدي لتسهيل الاتصال الجنسي"، وفقًا لما شرحه لملة "ساينس نيتورك ويست أستراليا".
وأضاف: "عندما ننظر إلى الوظيفة التي تحدثها هذه الهرمونات، نجد أنها يمكن أن تساعد في الحد من التوتر، كما أن الاندروفين على وجه التحديد قد يعمل وكأنه مادة طبيعية مضادة للاكتئاب، مرة أخرى قد يكون لدينا وظيفة الأوكسيتوسين هنا، أو ما يسمى هرمون الحب، والذي يساعد في تسهيل الحب والثقة بين الناس".
هذا الشعور من الحب والعطف يفرز شيئين: الإندورفين (ناقل عصبي) والسيرتونين (هرمون). وكلا منهما له أثار مدهشة على الجلد، فالادروفين يؤدي لنمو خلايا جديدة للجلد ويطلق الكولاجين الطبيعي، ما يقلل من التجاعيد وندبات حب الشباب، كما أنه يفرز جسم مضاد يدعى الغلُوبولين المناعي إيه، الذي يحارب البثور وتفاقم الأكزيما والصفية وحب الشباب، والتعرق من مسام الوجه، قبل الاستحمام لفترة طويلة، وسيلة رائعة لقتل أي بكتريا في بشرتك.
وقال الباحث في كلية العلاج الطبيعي في جامعة كورتين البروفيسيركافين نيتو، "إن الجنس له نفس مزايا التمارين التي تحافظ على القلب، ولكن يجب الاستمرار لمدة طويلة في ممارسته"، مضيفًا: "يجب أن يمارس كل شخص الرياضة مدة الساعة ونصف الساعة للحفاظ على نمط حياة مستقر، ولكن إذا تم ممارسة الجنس سيكون هذا شيء عظيم".
وممارسة الجنس تحرق من 70 إلى 100 سعر حراري، وفقًا لدراسة لجامعة كييك في 2013، وممارسة الجنس لفترة أطول، وربما في بعض المواضع الأكثر تحديثًا جسديًا، يمكن أن يعزز هذا الرقم ليطور من ممارستك، كما أن النشاط البدني يرفع من معدل نبضات القلب، وهو ما يعادل 23 دقيقة ركوب دراجات بكثافة سرعة معتدلة، و0 دقيقة في ممارسة رياضة إطلاق النيران، 15 دقيقة من ممارسة السباحة بسرعة معتدلة. وبينما لا يطي هذا النسبة اليومية من ممارسة الرياضة، إلا أنه يقترب من كم الحركة التي أوصت به جمعية القلب الأميركية.
وقالت الجمعية: "للحفاظ على صحة القلب، فإننا بحاجة إلى 30 دقيقة في المتوسط على مدار خمسة أيام في الأسبوع لعب الأروبيك". كما أننا يجب أن نمارس أنشطة مقوية للعدلات بكثافة من متوسطة إلى مرتفعة، في جلستين أسبوعيًا.وتفرز هزة الجماع السيروتونين التي تمنحك السعادة وتهدئ أي مشاعر توتر وقلق. كما أنه أفضل من الهرمونات الكميائية، وفقا لتيلي، فهو مضاد اكتئاب طبيعي.
وقالت تيلي: "فهمنا لأنفسنا جنسيًا كشخص قادر على إسعاد شريكه وقادر على إسعاد نفسه، وهي مشاعر تزيد إحساسنا بكينونتنا وبالتالي احترامنا لأنفسنا، وتحسن من مزاجنا وتحافظ على الحالة المزاجية المرتفعة".ولكن يُصاحب هذا تحذير بأن يكون الجنس توافقي وإيجابي ليجني الثمار الفوائد العقلية والجسدية، وأي ظرف آخر يكون له تأثيرا عكسيا، إذ قال خبير الصحة الجنسية: "إذا لم يكن هناك تجربة إيجابية أو أنها تقوم على الابتزاز العاطفي أو الخيانة أو كونها تجربة قاسية أو قسرية، فستصبح الممارسة حقل ألغام".
عند الوصول للنشوة ينتج جسدنا هرمون البرولاكتين الذي يجعلنا نشعر بالنعاس، وإفرازه لدى الرجال أكثر من النساء. في الحقيقة، عندما يقذف الرجل، يفرز عقله كميائيات تجعله يشعر بالحاجة للنوم. ويشمل هذا إفراز السيروتونين الأوكسيتوسين والفاسوبريسين والبرولاكتين، أما المرأة فإنها تشعر بالإرهاق الذي ينتج من المجهود الجسدي وليس مثل الرجال من خلال الإفراز الكميائي.