لندن - كاتيا حداد
رأى خبراء أن المدرسين الذين يعانون من الإرهاق ربما أن يمررون توترهم لتلاميذهم؛ ما يتسبب في تشتيتهم عن تعلم السلوك الجيد. وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في رصد العلاقة بين إرهاق المُعلم ومستويات كورتيزول الأطفال، وهو مؤشر بيولوجيا للإجهاد.
وجمع الباحثون في كندا عينات من اللعاب لأكثر من 400 من تلاميذ المدارس، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 - 13، وفقا لاختبار مستويات هرمونات الكورتيزول، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية؛ ووجدا أن الفصول الدراسية التي فيها المعلمون الذين يشعرون بالمزيد من الإرهاق أو مشاعر الإجهاد العاطفي، ترتفع لدى الطلاب مستويات الكورتيزول، وتم الربط بين ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في أطفال المدارس وصعوبات التعلم، فضلا عن مشاكل الصحة العقلية.
وقالت مؤلفة الدراسة من جامعة "كولومبيا" البريطانية إيفا أوبرل، إن ذلك يشير إلى أن عدوى التوتر قد تحدث في الفصول الدراسية بين الطلاب ومعلميهم"، مضيفة أنه "ليس معروفا أيهما يحدث في البداية ارتفاع هرمون الكورتيزول أم إرهاق المعلم؛ إذ إننا نعد أن العلاقة بين الطالب وإجهاد المعلم مشكلة دورية في الفصول الدراسية". متابعة "مناخ الفصول الدراسية المجهدة يمكن أن يكون نتيجة عدم كفاية الدعم المقدم للمعلمين التي قد تؤثر على قدرة المعلمين على إدارة الطلاب بشكل فعال؛ إذ إن إدارة الفصول الدراسية بصورة سيئة يمكن أن تسهم في عدم تلبية حاجات الطلاب وزيادة التوتر، ويمكن أن ينعكس هذا في مستويات الكورتيزول المرتفعة لدى الطلاب".
ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة العلوم الاجتماعية والطب؛ فإن التوتر يمكن أن ينتج أحيانا من الطلاب الذين يعانون مشاكل في تحصيل العلم بسبب الزيادة في القلق والمشكلات السلوكية، أو ذوي الحاجات الخاصة، ووفقا لأوبرل فإنه نتيجة لهذا السيناريو قد يشعر المعلمون بالإرهاق، وأشارت إلى أن "الدراسة تركز على تذكير بالمسائل المنهجية التي تواجه المعلمين والمربين مع زيادة الفصول الدراسية وقلة الدعم المقدم للمعلمين".
وقال الأستاذ المشارك في كيمبرلي رايكل "اتضح من البحوث والدراسات الأخيرة أن التعليم واحد من أكثر المهن المجهدة؛ لذلك فإن المعلمين في حاجة للموارد والدعم في وظائفهم كي يتمكنون من محاربة الإرهاق وتخفيف حدة التوتر في الفصول الدراسية". مضيفة "إن لم ندعم المعلمين، فإننا نجازف بوقوع أضرار جانبية من الطلاب".