لندن - ماريا طبراني
أظهرت دراسة حديثة أن البريطانيين ينالون قسطا وفيرًا من النوم ليلة الثلاثاء، حيث أوضحت أن البيانات المجمعة عن تحليل معدل ضربات القلب لحوالي 5 آلاف رجل وامرأة، أن ليلة الثلاثاء هي الأطول والأفضل نومًا بالنسبة لهم, ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنه ليس واضحا لماذا من الممكن أن يمكننا الشعور بالاسترخاء بعد بداءة أول يومين من أسبوع العمل، فضلا عن أن ليالي الثلاثاء تعد الأقل تعرضًا لتناول الكحوليات أو الأغذية المشبعة بها التي تعتبر الأكثر شيوعا في وقت لاحق في الأسبوع.
ويأتي هذه الاكتشاف كتحليل لأكثر من مليار قراءة مجمعة من أجهزة مراقبة ضربات القلب لنحو 4,866 رجلا وامرأة على مدار الساعة لمدة 3 أيام متتالية خلال العقد الماضي. وقدم المتطوعون، في واحدة من أكبر الدراسات من نوعها، معلومات أيضا عن أوقات نومهم وما يشعرون به أثناء النوم, وكما هو متوقع ينام الرجال والنساء مدة أطول في عطلة نهاية الأسبوع، وينامون نصف ساعة زيادة يوم الجمعة وليالي السبت أكثر من بقية الأسبوع، ومع ذلك فإن النوم أقل جودة مع قضاء وقت أقل بشكل ملحوظة في "حالة الانتعاش" أكثر من أي وقت سابق في الأسبوع.
ويعد هذا النوع من النوم مُنشط بشكل خاص، ويساعد على خفض ضغط الدم وهرمونات الإجهاد وتغير تسارع ضربات القلب، في حين يدق القلب بشدة على فترات منتظمة، فإن هذا الوقت من الاسترخاء يتراوح بين البطء والسرعة, ووفقا للدراسة، فإن 48% من نوم ليلة السبت، و 48.7 % من نوم ليلة الجمعة ينعشان الجسم والمخ بالمقارنة مع نسبة استرخاء عالية تصل إلي 55,% يوم الثلاثاء, وتعتبر أيضا ليال الاثنين مريحة، إذ أن 54.6 % من النوم فيها يساعد على استعادة حيويتها، وفقا لتحليلات بيانات شركة "فرست بيت" الفنلندية.
وأشار الباحثون إلى أنَّ عطلات نهاية الأسبوع تتحمل الكم الأكبر من عب تناول الكحوليات. وقال سيمون شيبرد، من شركة "اوبتيما لايف"، الموزع في المملكة المتحدة لأجهزة مراقبة القلب، إن "هناك فرق كبير بين الراحة واستعادة الحيوية، إذ أن الناس ترتاح لفترة أطول خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولكنهم يقضون وقتهم في الحفلات بما لا يسمح لأجساد بالتعافي من الناحية الفسيولوجية", وأضاف: "خلال أيام الاثنين والثلاثاء، تكون مستويات الطاقة الخاصة بك لا تزال مرتفعة بعد عطلة نهاية الأسبوع", وتابع: "إذا أردت أن تكون اجتماعيا، فعليك أن تفكر في ذلك بطريقة مختلفة، فربما عليك الذهاب إلي نادي للكتب بدلا من الحانة". وكشفت البيانات أيضا أن النساء ينامون لفترة أطول، بينما ينام الرجال بعمق، والأنثى تنام نحو 7 ساعات و 34 دقيقة من ليلا، بزيادة 11 دقيقة أكثر من أي رجل في حياتها.
وعلى الرغم من ذلك تشعر 49% من الإناث فقط إنهم استعادوا عافيتهم بعد النوم مقابل 54,5% للذكور, كما قالت النساء محل الدراسة إنهن يشعرن بالتوتر ويعتقدون أنهم لم يحصلوا على قسط كاف من النوم, ووفقا لشيبرد، فإن نوم المرأة يتأثر بوطأة العمل والحياة الأسرية، فضلا عن مجموعة من الأسباب الأخرى المحتملة، من بينها أن النساء الأكثر عرضة للتضحية بالنوم من أجل الآخرين بمقدار النصف، فضلا عن أن هرمونات الدورة الشهرية تعكر صفو عملية النوم, وأظهرت أرقام البيانات السابقة من جامعة "كامبريدغ" أن النساء يقضين وقتا أطول في السرير من الرجال ولكن نومهن أقل.