الدار البيضاء - جميلة عمر
كشف البحث الوطني الثاني حول الإعاقة الذي تم إنجازه خلال الفترة ما بين الأول من نيسان/أبريل و30 حزيران/يونيو 2014، أن نسبة انتشار الإعاقة على المستوى الوطني وصلت إلى 6,8 في المائة سنة 2014, وحسب نتائج البحث، الذي قدمته اليوم الثلاثاء في الرباط، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، السيدة بسيمة الحقاوي، فإن أسرة واحدة من بين أربعة أسر مغربية معنية بالإعاقة، أي بنسبة 24,5 في المائة, وبلغت نسبة انتشار الإعاقة في الوسط القروي 6,99 في المائة، مقابل 6,66 في الوسط الحضري، فيما تقدر نسبة الانتشار عند الإناث ب 6,8 في المائة، و6,7 عند الذكور.
وأشار البحث إلى أن نسبة انتشار الإعاقة في صفوف سكان المغرب التي تتجاوز 60 سنة وصلت إلى 33,7 في المائة في حين تبلغ هذه النسبة لدى الفئة العمرية ما بين 15 و59 سنة 4,8 في المائة، و1,8 بالنسبة لأقل من 15 سنة, وحسب نفس الوثيقة، فإن 50,20 في المائة من الاشخاص في وضعية إعاقة لهم قصور حركي، و25,1 في المائة لهم قصور ذهني، و23,8 في المائة لهم قصور بصري.
وفي ما يتعلق بتوزيع نسب انتشار الإعاقة على المستوى الجهوي، حسب التقسيم الجهوي السابق، كشف البحث أن نسب بعض الجهات تتجاوز المتوسط الوطني، حيث وصلت هذه النسبة إلى 13,4 في المائة في جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، و11,42 في جهة تطوان طنجة، و9,83 في المائة في جهة تادلة أزيلال، في حين أن نسب انتشار الإعاقة في جهات أخرى تقل عن المتوسط الوطني، إذ تصل هذه النسبة إلى 3,94 في المائة في جهة مراكش تانسيفت الحوز، و3,96 في المئة في جهة الدار البيضاء الكبرى، و4,69 في المائة في جهة الرباط سلا زمور زعير، و2,9 في المائة في جهة وادي الذهب لكويرة, ويفسر البحث ارتفاع نسب انتشار الإعاقة ببعض الجهات بالأساس بارتفاع نسبة الإعاقة الخفيفة.
وعلى مستوى الحماية الاجتماعية، أشارت نتائج البحث إلى أن 34,1 في المائة هو معدل استفادة الأشخاص في وضعية إعاقة من أنظمة الحماية الاجتماعية، فيما لا يستفيد 60,8 في المئة من هؤلاء الأشخاص من الخدمات العمومية في المجال الصحي، كما أن 37,5 في المئة من الأشخاص في وضعية إعاقة من متوسطة إلى عميقة جدا عبروا عن حاجتهم الملحة لاستعمال معينات تقنية ملائمة لنوعية العجز الوظيفي لديهم.
وبخصوص الدراسة، ذكرت الوثيقة بأن 41,8 في المئة هي نسبة دراسة الأطفال في وضعية إعاقة من متوسطة إلى عميقة جدا للفئة العمرية من 6 إلى 17 سنة، أي 33 ألف طفل، في حين تبلغ هذه النسبة بالنسبة للأطفال في وضعية إعاقة خفيفة إلى عميقة جدا 55,1 في المئة، أي 850 ألف، لكن 79 في المئة من الأطفال المنتميين إلى المدارس في الفئة العمرية بين 5 و17 سنة لا يتجاوز مستواهم التعليمي المرحلة الابتدائية.
وحسب نفس الوثيقة فإن معدل بطالة الأشخاص في وضعية إعاقة خفيفة إلى عميقة جدا يقدر ب 47,65 في المئة، أي 290 ألف شخص، وهو أعلى 4 مرات من المعدل الوطني للبطالة الذي يصل إلى 10,6 المسجل خلال فترة إنجاز البحث الوطني، في حين يبلغ معدل البطالة في صفوف الأشخاص في وضعية إعاقة من متوسطة إلى عميقة جدا إلى 67,75 في المئة، أي 174 ألف و494 شخصا، وهو أعلى من المعدل الوطني للبطالة المسجل في نفس الفترة ست مرات. ويهدف البحث الوطني الثاني حول الإعاقة إلى توفير قاعدة جديدة للمعطيات الإحصائية للإعاقة في المغرب، تسمح بقياس مستوى انتشار الإعاقة على الصعيد الوطني والجهوي، وتحديد الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لأوضاع الإعاقة بمختلف تفاوتاتها المجالية وتجلياتها في المغرب.
ويروم البحث أيضا تقييم مدى استفادة الأشخاص في وضعية إعاقة من خدمات الصحة والتربية والتشغيل وغيرها من الخدمات، وتحديد أهم المعيقات التي تحول دون ولوجهم واستفادتهم منها، كما ستمكن نتائج البحث من استهداف وتحديد دقيق لحاجيات الأشخاص في وضعية إعاقة في أفق الاستجابة لاحتياجاتهم وانتظاراتهم.