الرباط _ المغرب اليوم
ارتفعت نسبة الحالات الحرجة والوفيات بـ”كوفيد-19″ بشكل كبير خلال الأيام الماضية، مسجلة أرقاما غير مسبوقة منذ بداية الجائحة، مع توقعات بارتفاع أكبر مع انطلاق الموسم الدراسي وبداية شهر شتنبر الذي يعرف انتشار الأنفلونزا الموسمية. وإلى حد الساعة، غير معروف ما إذا كانت الموجة الحالية من كورونا قد وصلت ذروتها في المملكة أم ليس بعد؛ إذ في حالة استمرار أرقام الإصابات الجديدة في الارتفاع، فإن هذا يعني أن الأوضاع ستسوء أكثر فيما يرتبط بنسبة الحالات الحرجة والإماتة. وشرح الاختصاصي في علم الفيروسات مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة
الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن أرقام الإصابات الجديدة بـ”كوفيد-19″ قد عرفت ارتفاعا على مدى الأيام الفارطة وتشهد استقرارا طفيفا في الوقت الحالي. وقال الناجي في حديث لهسبريس: “لا يمكن أن نعرف في الوقت الحالي ما إذا كنا نعيش ذروة الموجة أم إن الأوضاع ستتدهور أكثر في القادم من أيام”، مشيرا إلى أن الأمر رهين بمدى استقرار أرقام الإصابات الجديدة المسجلة. وأضاف: “إذا ما استمرت الأرقام في الاستقرار مستقبلا، فهذا يعني أننا نعيش ذروة الموجة. أما إذا ما عادت لترتفع، فإن ذلك يعني العكس، وبالتالي ستتدهور الأوضاع أكثر فأكثر”، مؤكدا أنه “لا يوجد إلا عاملان
اثنان يمكنهما كسر هذا الارتفاع: الالتزام بالتدابير الاحترازية وتسريع وتيرة التلقيح”. من جانبه، أوضح سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد “كوفيد-19″، أن الوضعية “مقلقة جدا”، محذرا من إمكانية انهيار المنظومة الصحية إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. وقال عفيف إن “الوضعية الحالية جد صعبة، خاصة في بعض المدن مثل الدار البيضاء ومراكش”، مفيدا بأن هناك “ضغطا كبيرا على المنظومة الصحية”. عفيف حمل المسؤولية في ذلك للأفراد، قائلا إن “عدم الالتزام بالتدابير الاحترازية هو الذي يساعد على الانتشار المهول للفيروس، وبالتالي ارتفاع الحالات الحرجة وعدد
الموتى”. وذكر الطبيب بدول متقدمة عاشت مشاكل انهيار المنظومة الصحية، موجها رسالة إلى المواطنين مفادها أن “على الجميع تحمل المسؤولية الفردية، وإلا سيزيد الوضع سوءا، خاصة أننا مقبلون على الدخول المدرسي… وإذا لم يفكر الإنسان في نفسه، فعلى الأقل عليه التفكير في أبنائه”. وسجلت الحالات الحرجة ارتفاعا قياسيا؛ إذ بلغت 1946 حالة (زائد 126 في المائة)، خلال الأسبوعين الأخيرين، مما شكل ضغطا كبيرا على المنظومة الصحية تمثل في تجاوز ملء الأسرة المخصصة للإنعاش نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية.
قد يهمك ايضا
تفشي "كوفيد-19" يضاعف الإقبال على التحاليل المخبرية في الدار البيضاء
جهاز جديد لفحص الإصابة بكورونا والنتيجة الدقيقة خلال 3 دقائق فقط