الرباط _ المغرب اليوم
مع بداية جائحة “كورونا”، استعانت وزارة الصحة بالوحدات الطبية المتنقلة لتقريب الخدمات الصحية من المواطنين، خاصة الذين يعيشون في المناطق النائية؛ لكن هذه الأنشطة الطبية سرعان ما تراجع حضورها، لا سيما في ظل دخول البلاد موجة جديدة من “كورونا”. واستعانت وزارة الصحة، إلى جانب المركز الطبية الجهوية والمحلية، بعدد من الوحدات الطبية المتنقلة التي تعمل على تلقيح المواطنين ضد فيروس “كورونا” وتقديم المساعدات الطبية للمرضى والمصابين بالفيروس التاجي؛ بينما كشفت مصادر هسبريس أن عددا من الوحدات والقوافل الطبية لم تعد تقدم الخدمات التي
دأبت على تقديمها للمواطنين في القرى النائية. وخلال الموجة الأولى لجائحة “كورونا”، عملت القوافل والوحدات الطبية المتنقلة، في إطار برنامج فك العزلة والتدابير الاحترازية لجائحة كورونا، على إطلاق حملات توعية حول أهمية الوقاية من الفيروس، كما يؤكد جواد ودعان، الكاتب العام لجمعية أطلس لدعم الوحدات الطبية المتنقلة، موضحا أن “هذه القوافل همت بالأساس سيدي عمر، كاف نسور، إزوماكن، وسيدي بوعباد بإقليم خنيفرة”. وتشمل هذه التدخلات الطبية بالأساس المدارس والقرى النائية، حيث يتم استهداف المسنين والنساء الحوامل؛ لكن أدوار هذه القوافل الطبية تراجعت
مع تطور الوضع الصحي وانتشار فيروس “دلتا”، لا سيما في بعض المناطق النائية. ومع دخول البلاد مرحلة التطعيم وانتشار فيروس “دلتا” المتحور، ارتفعت مطالب مدنية لتمكين هذه القوافل الطبية بالوسائل اللوجستيكية للانخراط في عملية التلقيح، لا سيما في القرى النائية التي لا وجود فيها للمراكز الصحية والمستشفيات، كما تؤكد عضو جمعية الوحدات الطبية المتنقلة سعاد حمو قدور. وأوردت المتحدثة ذاتها، في تصريح لـ هسبريس، أن “القوافل الطبية تلعب أدوارا مهمة في تمكين السكان من الخدمات الصحية، خاصة في زمن الجائحة”، مبرزة أن “ضعف التنسيق مع السلطات
جعل عمل هذه القوافل صعبا للغاية، مع بروز مشكل الاكتظاظ”. وكانت عدد من الوحدات الطبية قد وزعت العديد من الكمامات والمعقمات الكحولية وموزعات جارية (Borne) ومعقمات أرضية للأرجل لفائدة تلاميذ القرى والمناطق النائية؛ بينما تؤكد قدور أن “الوضع الصحي في المناطق القروية صعب للغاية، حيث إن بعض الحالات الصعبة تتطلب ولوج العناية المركزة”. من جانبه، يشير عادل عوين، عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة، إلى أن “الوحدات الطبية المتنقلة موجودة وتقوم بمجهودات في القرى والبوادي والصحراء”، مبرزا أن “هذه الوحدات، التي تقدم اللقاح للمواطنين، تضم ممرضين وأطرا صحية”. وأورد عوين، في تصريح لهسبريس، أن “الوحدات الطبية المتنقلة يمكن أن تمتص الاكتظاظ التي تعرفه بعض المراكز الصحية”، مشيرا إلى أن “الاكتظاظ سببه إلغاء شرط السكن والعمر في عملية التطعيم”.
قد يهمك ايضا
تفشي "كوفيد-19" يضاعف الإقبال على التحاليل المخبرية في الدار البيضاء
جهاز جديد لفحص الإصابة بكورونا والنتيجة الدقيقة خلال 3 دقائق فقط