لندن - المغرب اليوم
حدد علماء جامعة ييل الأميركية، لأول مرة، أحد «الفيرمونات الجنسية» التي تنبعث من ذبابة «التسي تسي»، وأثبتوا في تجاربهم المعملية، التي تم نشر نتائجها، في العدد الأخير من دورية «ساينس»، إمكانية استخدامها من أجل تصميم «فخاخ» أكثر «فعالية» لاصطياد هذه الحشرة الخطيرة.
و«التسي تسي»، هي حشرة ماصة للدم وتنشر الأمراض في معظم أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء، والمعروف أنها تحمل طفيليات تسمى «المثقبيات الأفريقية»، وعندما تلدغ البشر أو الحيوانات، فإنها تنقل هذه الطفيليات، وتنشر أمراضاً مثل «مرض النوم» الأفريقي، الذي يمكن أن يكون قاتلا للإنسان.
وإحدى الاستراتيجيات التي تم تحديدها كطريقة للسيطرة على انتشار الذبابة، هي استخدام «الفيرومونات الجنسية» الخاصة بها، لجذب الحشرات واحتجازها. ولتحديد هذه الفيرومونات أخذ فريق البحث في جامعة ييل، ذبابة «تسي تسي» من نوع «جلوسينا مورسيتانز»، ووضعوها في سائل لجمع أي مواد كيميائية قد تنبعث منها، ثم قاموا باستخدام جهاز يسمى «مطياف الكتلة الكروماتوجراف الغازي»، والذي يمكنه تحديد مركبات معينة من عينة مختلطة.
ووجد الباحثون العديد من المواد الكيميائية التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، بما في ذلك ثلاثة فيرمونات جنسية من ذباب «تسي تسي»، وكان أحدها على وجه الخصوص، مادة كيميائية تسمى ميثيل بالميتولات (MPO)، وكان لها أقوى التأثيرات في التجارب المعملية.
وخلال سلسلة من التجارب، وجد الباحثون أن ميثيل بالميتولات (MPO) اجتذب ذبابة «تسي تسي»، وتسبب في توقفها والبقاء في مكانها لبعض الوقت. كما وجدوا أن قطرة منه جذبت ذكور ذباب «تسي تسي» إلى إناث نوع آخر من ذبابة «تسي تسي» لا يتفاعل معها عادة.
ويقول جون كارلسو، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره السبت الموقع الإلكتروني لجامعة ييل، «تشير النتائج إلى أن ميثيل بالميتولات (MPO)، هو جاذب لذبابة الـ(تسي تسي)، وبالتالي، قد يكون مفيداً في إبطاء انتشار المرض».
وفي الوقت الحالي، فإن أكثر الطرق فعالية للسيطرة على تجمعات ذبابة الـ«تسي تسي» من خلال المصائد التي تستخدم روائح من الحيوانات التي يفضل الذباب أن يتغذى عليها. ويضيف كارلسو، «لقد وجدنا الآن هذا الفيرمون الذي يمكن استخدامه، خاصةً أنه لا يجذب الذباب فحسب، بل يجعله يتجمد في مكانه».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :