الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
أكد وزير الصحة المغربي، أنس الدكالي، أنه "بالرغم من المجهودات الجبارة التي بُذلت سواء في مجال الوقاية أو التشخيص أو العلاج، فإن داء السل لا يزال يمثّل تحديًا حقيقيًا للصحة العامة، إذ سجّلت مصالح وزارة الصحة عام 2017 ما مجموعه 30 ألف و897 حالة، ما بين إصابة جديدة وانتكاسة.
وأضاف الوزير أن 86% من هذه الحالات تتمركز في 6 جهات وهي الدار البيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة وطنجة تطوان الحسيمة وفاس مكناس ومراكش آسفي وسوس ماسة، ويشكّل السل الرئوي نصف هذه الحالات تقريبا، وقد أرجع الوزير أسباب انتشار هذا المرض في المغرب إلى طبيعة الدينامية التي تتحكم فيه والتي تلعب فيها المحددات السوسيو اقتصادية، كظروف السكن والفقر وسوء التغذية دورا هاما، حيث يتضح أن 70% من المرضى ينتمون إلى الأحياء الهامشية لكبريات المدن كالدار البيضاء، وسلا، وفاس وطنجة، وهي هوامش معروفة بكثافة سكانها وهشاشة أوضاعها المعيشية.
وسجّل الوزير أن الموارد التي تمت تعبئتها مكنت من تطوير شبكة متكاملة للفحص والتكفل بالمجان تضم 62 مركزا متخصصا في تشخيص وعلاج السل والأمراض التنفسية، و80 مركزا صحيا مندمجا للتشخيص المخبري، و15 مختبرا لزراعة العينات وتجهيز المراكز المتخصصة في تشخيص وعلاج السل والأمراض التنفسية بـ38 جهازا رقميا للكشف بالأشعة السينية، إلى جانب اقتناء 5 وحدات متنقلة للكشف، واقتناء 14 جهازا للتشخيص البيولوجي للسل المقاوم للأدوية، كما أكد أن المغرب تمكّن من خفض نسبة الإصابة بالسل بـ 30% ونسبة الوفيات بـ63% خلال الفترة ما بين 1990 و2016، علمًا أنه قد ارتفعت نسبة الكشف المبكر من 75% عام 1990 إلى 88% عام 2016. كما انتقل نجاح العلاج من 70% عام 1990 إلى 87% عام 2016.